مقاصد سامية لزيارة القبور
حث النبي -صلى الله عليه وسلم- المسلمين على ارتياد المقابر لما في ذلك من غايات نبيلة وحكم جمة، ومنها:
- تذكير الإنسان بالموت، والتفكر في أحوال الراحلين، والاعتبار بالدار الآخرة وما فيها من أهوال وأحداث.
- إلقاء السلام على أهل القبور من المسلمين، والدعاء لهم بالرحمة والمغفرة وبالأدعية المأثورة التي علمها النبي -صلى الله عليه وسلم- لأصحابه الكرام.
- حث النفس على فعل الخيرات والطاعات، والحرص على الاستمرار عليها، والابتعاد عن المعاصي والمنكرات.
إن زيارة القبور ليست مجرد عادة، بل هي تذكير دائم بالآخرة، وتحفيز على الاستعداد لها بالأعمال الصالحة.
أصناف ارتياد القبور
قسم العلماء زيارة القبور إلى ثلاثة أنواع رئيسية:
زيارة مشروعة
وهي الزيارة التي ندب إليها النبي -صلى الله عليه وسلم-، ويكون الهدف منها الدعاء للأموات المسلمين، والاعتبار وتذكر الموت، والحصول على الأجر والثواب من الله تعالى.
زيارة بدعية
وهي الزيارة التي لا يهدف منها ما سبق، بل يزور الشخص القبور للدعاء عندها اعتقاداً منه أن الدعاء يستجاب عند القبر، أو قد يقصد التبرك بالقبور والتمسح بها، وهذه الزيارة غير جائزة شرعاً.
زيارة شركية
وهي أخطر أنواع الزيارة، لأنها قد توقع المسلم في الشرك بالله تعالى، حيث يزور القبور للاستعانة بالأموات، وطلب قضاء الحاجات وتفريج الكربات منهم، وهذا شرك صريح.
يجب على المسلم أن يكون حذراً وأن يتجنب أي فعل قد يؤدي به إلى الشرك بالله، وأن يحرص على أن تكون زيارته للقبور خالصة لله تعالى.
حكم زيارة النساء للمقابر
اختلف العلماء في حكم زيارة المرأة للقبور. الراجح أن المرأة يفضل لها الابتعاد عن زيارة المقابر، وليس الأمر سواءً بالنسبة للرجال. في بداية الإسلام، مُنعت زيارة القبور على الرجال والنساء، وذلك لأنهم كانوا حديثي عهد بعبادة القبور، وأرادت الشريعة قطع تعلقهم بالأموات. ثم حث النبي -صلى الله عليه وسلم- الرجال خاصة على زيارة القبور لما في ذلك من مقاصد عظيمة وحكم جليلة. أما النساء، فمُنعن من ذلك لما في زيارتهن من المفاسد التي قد تتعلق بهن وبغيرهن. المرأة قد تفتن نفسها عند زيارة القبر، وقد تجزع وتضطرب، وأيضاً لدفع فتنة اختلاط الرجال بالنساء في المقابر لم تبح لها الشريعة زيارة القبور.
كما وردت إجازة للنساء بزيارة القبور إن أمنت الفتنة والجزع والصياح وشقّ الجيوب.
