فهرس المحتويات
تعريف الأحاديث الموضوعة |
حكم رواية الأحاديث الموضوعة والعمل بها |
طرق الكشف عن الأحاديث الموضوعة |
دوافع وضع الأحاديث |
مصادر الأحاديث الموضوعة |
آثار وضع الأحاديث على الأمة الإسلامية |
ما المقصود بالأحاديث الموضوعة؟
تُعرّف الأحاديث الموضوعة لغوياً بأنها وضع الشيء في مكان معين، واستُخدم هذا المصطلح للدلالة على انحطاط مرتبة الحديث. اصطلاحاً، هي الأحاديث المكذوبة، المُختلقة، والمُصنعة، المُنسوبة كاذبةً إلى النبي صلى الله عليه وسلم. يُعدّ هذا التعريف من أشهر تعريفات ابن الصلاح، بينما عرّفه آخرون بأنها ما نسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم كذبًا مما لم يقله أو يفعله أو يُقرّه. تُعتبر الأحاديث الموضوعة من أضعف أنواع الأحاديث، ويُشير إليها المُحدّثون بصراحةٍ، كقولهم: “موضوع”، “باطل”، “كذب”، أو “لا أصل له”.
حكم نقل واستخدام الأحاديث الموضوعة
اتفق علماء الحديث على حرمة رواية الحديث الموضوع لمن علم بحقيقته، إلا من أراد بيان ضعفه، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من حَدَّث عنى بحديثٍ يُرى أنَّه كَذِبٌ، فهو أحَدُ الكاذِبِينَ). وهي من أشد أنواع الأحاديث ضعفا، بل جعلها بعض العلماء صنفا مستقلا. ويُحرم العمل بها لما فيها من ابتداع في الدين، وحتى إن كان العمل بها في أمور دنيوية، فهو محرم. وقد بيّن النبي صلى الله عليه وسلم أن وضع الحديث من أسباب دخول النار، بقوله: (وَمَن كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ). أما عقوبتها في الدنيا فهي التعزير كما ذكره ابن حجر الهيتمي. اختلف العلماء في قبول رواية من تاب عن وضع الأحاديث، فمنهم من قبلها ومنهم من لم يقبلها.
كما أوضح الإمام مسلم في مقدمته أن رواية الفاسق ساقطة وغير مقبولة، مستشهداً بقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا).
الكشف عن الأحاديث الموضوعة
يُمكن الكشف عن الأحاديث الموضوعة من خلال عدة علامات، منها ما ذكره ابن القيم، مثل: احتوائها على كلام مُجازف لا يُمكن للنبي صلى الله عليه وسلم أن يقوله، أو مُخالفةٍ للقرآن والسنة، أو سذاجة وقبح في الألفاظ، أو مُخالفةٍ للعقل والواقع. كما يُمكن الكشف عنها من خلال معرفة أساليب واضعي الأحاديث، أو التصريح من الراوي بوضع الحديث، أو وجود قرائن تُشير إلى ضعف الحديث.
الدوافع وراء وضع الأحاديث
تتنوع دوافع وضع الأحاديث، فمنها التقرّب إلى الله تعالى، كالأحاديث التي تُرغّب في الطاعة، أو الانتصار لمذهبٍ أو طائفة، أو الطعن في الإسلام، أو التقرّب إلى الحكام، أو طلب الشهرة والمال.
كتب تتناول الأحاديث الموضوعة
توجد العديد من الكتب التي تناولت الأحاديث الموضوعة، منها الكتب المُخصصة لذلك، ككتاب “الموضوعات” لابن الجوزي، و”اللآلئ المصنوعة” للسيوطي، وكذلك الكتب التي تضمنت الأحاديث الموضوعة ضمن تفاسيرها دون بيان وضعها.
سلبيات الأحاديث الموضوعة على الأمة الإسلامية
للوضع في الحديث آثار سلبية جسيمة على الأمة الإسلامية، فهو يُحاول الطعن في الدين، وهدم العقائد، وإثارة الخلاف بين المسلمين، وتشويه صورة النبي صلى الله عليه وسلم، والتهاون في الأعمال الصالحة، والتساهل في المعاصي.