اكتشاف مدينة وهران: تاريخها، مواقعها، وثقافتها

فهرس المحتويات

الموقع الجغرافي لمدينة وهران

تقع مدينة وهران في شمال غرب الجزائر، على ساحل البحر الأبيض المتوسط، تحديداً على خليج وهران. تحيط بها من الغرب هضبة مولاي عبد القادر وجبل مرجاجو، بينما يحدها من الشمال خليج مفتوح. تتوزع المدينة على ضفتي وادي رأس العين (وادي الرحي سابقاً).

تاريخ وهران العريق: رحلة عبر الزمن

تتميز وهران بتاريخ طويل وحافل، حيث شهدت مرور العديد من الحضارات والثقافات. تشير الاكتشافات الأثرية، مثل محاجر أكمول، وكهوف كارتل كوشت الجير، والمصنوعات العظمية والفحمية في مغارات جبل المرجاجو، إلى وجود الإيبيرومويسيين، والقدماء، والفينيقيين، والرومان، والوندال، والبيزنطيين، والمسلمين على أرضها. شهدت المدينة تنافساً بين الأمويين والفاطميين، ثم سيطرة المرابطين الذين ساهموا في ازدهارها من خلال تطوير مينائها. يُعتقد أن اسم “وهران” يعود إما إلى اسم وادي الهاران، أو إلى أسود المنطقة، أو ربما إلى اسم “إيفري” الذي يعني الكهوف نسبةً لوجودها بكثرة.

تنقسم مدينة وهران إدارياً إلى اثني عشر دائرة حضرية، تشمل أحياءً مثل محي الدين، العثمانية، برعمامة، المتنزه، الأمير، البدور، الصديقية، المقري، الحمري، سيدي الهواري، والسعادة.

معالم وهران البارزة: مزيج من الثقافات

تتميز عمارة وهران بمزيج فريد من الطرازات المعمارية الإسبانية، والتركية، والفرنسية. يعكس هذا التنوع التاريخ الغني للمدينة وتعدد الثقافات التي سكنتها. يُظهر هذا التنوع نفسه في المباني الدينية المتنوعة، مثل مسجد محمد الباشا، ومسجد الباي، وكنيسة سانتا كروز، وكاتدرائية وهران، وكنيس وهران الكبير. بالإضافة إلى ذلك، تضم المدينة العديد من الأضرحة والمقابر التي تحوي رفات الأولياء الصالحين، مثل قبة قاضي بو الجبال، ومقبرة سيدي الفيلالي، ومقبرة فول الدوحة.

الشخصيات البارزة من أبناء وهران

لعبت مدينة وهران دوراً مهماً في إثراء الحضارة العربية والإسلامية والعالمية، فقد أنجبت العديد من المفكرين والأدباء البارزين، مثل ليون الإفريقي، والإدريسي، وابن خلدون، وابن خميس. كما استلهمت العديد من الأعمال الأدبية والفنية جمال وهران وتاريخها، فقد ذكرت في روايات شهيرة مثل رواية “كلوفيس داردينتور” لجول فيرن، و”الطاعون” لألبير كامو، و”دون كيخوطه” لميغيل دي ثيربانتس.

الركائز الاقتصادية لمدينة وهران

يعتمد اقتصاد مدينة وهران على عدة قطاعات رئيسية. تُعدّ صناعة البلاستيك والبتروكيماويات من أهم الصناعات، وذلك بفضل وجود النفط والغاز الطبيعي في المنطقة. كما تساهم الصناعات الغذائية، وصناعة الورق، في النشاط الاقتصادي. و يُعدّ القطاع السياحي ركيزةً هامةً للاقتصاد المحلي، نظراً لما تتمتع به المدينة من أهمية تاريخية وثقافية وجاذبية سياحية.