المحتويات
أهمية تعلّم تلاوة القرآن الكريم
إنّ تعلّم القرآن الكريم وتدريسه، بالإضافة إلى التفكر في معانيه وأحكامه، يُعتبر من أولى الأولويات التي يجب على المسلمين الاهتمام بها. الشخص الذي يسعى في هذا الطريق ينال شرف الامتثال لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-:
“خَيْرُكُمْ مَن تَعَلَّمَ القُرْآنَ وعَلَّمَهُ”.
كما ينجو من الوصف الذي ذكره النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الشخص الذي لا يحفظ شيئاً من القرآن الكريم:
“إن الذي ليس في جَوْفِهِ شيءٌ من القرآنِ كالبيتِ الْخَرِبِ”.
ويعتبر تعليم القرآن الكريم فرض كفاية، بمعنى أنه إذا قام به البعض سقط الإثم عن الباقين.
في الأسطر التالية، سنتناول بالتفصيل كيفية اكتساب مهارات تلاوة القرآن الكريم.
التلقي عن طريق شيخ مُجاز
إنّ للدور الذي يلعبه الشيخ المتقن أهمية بالغة في توجيه الطالب الذي يسعى لتعلم القرآن الكريم. فالشيخ هو الذي يضع الخطة الدراسية ويقوم بمتابعة الطالب في تنفيذها. وقد ظهرت أهمية الشيخ المتقن منذ بداية نزول القرآن الكريم.
كان النبي -صلى الله عليه وسلم- هو المعلم الأول، وقد استخدم أساليب متعددة في التعليم. فكان بعد نزول الوحي بالآيات القرآنية، يأمر الصحابة الكُتّاب بتدوينها، ثم يطلب منهم قراءتها أمامه للتأكد من صحة الكتابة، ثم يأمرهم بتبليغها للناس.
الإصغاء إلى ترتيل القرآن الكريم
يعتبر الاستماع إلى تلاوة القرآن الكريم جزءاً أساسياً من العملية التعليمية، فهو الأسلوب الذي استخدمه الصحابة -رضي الله عنهم- في تعلم وحفظ القرآن الكريم. فمن خلال الاستماع إلى التلاوة المتقنة التي تراعي أحكام التجويد، يتمكن الطالب من معرفة كيفية نطق الآيات القرآنية بشكل صحيح.
فهم قواعد التجويد
إنّ فهم قواعد التجويد من الناحية النظرية، مع تعريف الطالب بهذه القواعد وتقديم أمثلة عليها وشرحها، يعتبر وسيلة داعمة لتعلم تطبيق أحكام التجويد. ومن خلال كثرة النظر إلى المصحف الشريف ومتابعة تطبيق هذه الأحكام، يستطيع الطالب تمييزها وإتقانها.
التحلي بآداب التلاوة
يجب على المسلم أن يتحلى بمجموعة من الآداب عند تلاوة كلام الله، ومن هذه الآداب:
- نظافة البدن والمكان: يُستحب لقارئ القرآن أن يكون على طهارة، وأن يبدأ التلاوة بالسواك، وأن يختار مكاناً نظيفاً وهادئاً.
- ترتيل القرآن وتحسين الصوت: وذلك عملاً بقوله تعالى:
- التدبر والخشوع: وهو الهدف الأسمى من تلاوة القرآن الكريم. فإذا مرّ القارئ بآية تتحدث عن العذاب استعاذ بالله منه، وإذا مرّ بآية تتحدث عن الرحمة أو الجنة سأل الله -عز وجل- من فضله.
- اختيار الأوقات المناسبة للقراءة: وقد ذكر العلماء أن أفضل أوقات القراءة هي التي تكون في الصلاة، والقراءة في النصف الأخير من الليل، ثم النصف الأول منه، ثم ما بين صلاة المغرب والعشاء. أما أفضل القراءة في النهار فتكون بعد صلاة الفجر، ولا مانع من القراءة في أي وقت آخر.
- عدم ترك قراءة القرآن لمدة تتجاوز أربعين يوماً دون ختمه.
“وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا”.
مع الحرص على أن يكون تجميل الصوت منضبطاً بأحكام التجويد.
المصادر
- البخاري، في صحيح البخاري، عن عثمان بن عفان، الرقم: 5027.
- أبعطية نصر، غاية المريد في علم التجويد (الطبعة 7)، القاهرة: القاهرة، صفحة 13.
- الترمذي، في سنن الترمذي، عن عبدالله بن عباس، الرقم: 2913.
- عبد الرب آل نواب (2001)، كيف تحفظ القرآن الكريم (الطبعة 4)، صفحة 79.
- غانم آل موسى (2003)، محاضرات في علوم القرآن (الطبعة 1)، عمان: دار عمار، صفحة 102-105.
- سورة المزمل، آية: 4.