استكشاف العلاقة بين صلاة التراويح وقيام الليل في رمضان

استكشاف العلاقة بين صلاة التراويح وقيام الليل في رمضان. تعرف على أحكام الشريعة الإسلامية المتعلقة بهاتين الصلاتين وفضلهما.

مقدمة

شهر رمضان المبارك هو شهر العبادة والتقرب إلى الله تعالى. من بين العبادات المستحبة في هذا الشهر الفضيل صلاة التراويح وقيام الليل. هاتان الصلاتان تحملان فضلًا عظيمًا وثوابًا جزيلًا للمسلمين.

نظرة في صلاة التراويح

صلاة التراويح هي سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد حث عليها بقوله: (من قام رمضان إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه). وقد أجمع الفقهاء على أن المقصود بالقيام في هذا الحديث هو صلاة التراويح. سميت التراويح بهذا الاسم؛ لأن المصلين يأخذون استراحة بعد كل أربع ركعات، يجلسون فيها ويذكرون الله تعالى. أما بالنسبة للأذان لصلاة التراويح، فالجمهور من العلماء يرون أنه لا يسن لها أذان.

اختلف الفقهاء في عدد ركعاتها على عدة أقوال:

  • القول الأول: يرى جمهور العلماء أن عدد ركعات التراويح هو عشرون ركعة بالإضافة إلى ثلاث ركعات للوتر. وقد استندوا في ذلك إلى فعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث جمع الناس على صلاة عشرين ركعة ولم يعترض عليه أحد من الصحابة.
  • القول الثاني: روي عن مالك أنه قال بأن عدد ركعات صلاة التراويح هو ست وثلاثون ركعة، مستندًا إلى عمل أهل المدينة الذين كانوا يصلون هذا العدد.
  • القول الثالث: روي عن مالك أيضًا أنها إحدى عشرة ركعة.

والرأي الراجح هو أن الأمر فيه سعة ولا يوجد تحديد لعدد الركعات، استنادًا إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: (مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر ما قد صلى). وهذا ما أفتت به اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة العربية السعودية.

فهم صلاة القيام

قيام الليل هو سنة مؤكدة، وقد ورد ذكره في القرآن الكريم في قوله تعالى: (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً). ولقيام الليل فضل كبير، لما فيه من مجاهدة النفس والاستيقاظ من النوم في الليل. قال تعالى: (إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وطئاً وَأَقْوَمُ قِيلاً).

كما ورد في الحديث النبوي الشريف: (إن أقرب ما يكون الرب عز وجل من العبد جوف الليل الآخر، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله عز وجل في تلك الساعة، فافعل).

أما عدد ركعات قيام الليل، فيمكن أن تكون إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة، ويمكن الزيادة على ذلك. وتصلى مثنى مثنى، ويجوز للمسلم أن يصلي أربع ركعات بسلام واحد. وأفضل أوقات قيام الليل هو في الثلث الأخير من الليل، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (أحب الصلاة إلى الله صلاة داود عليه السلام، وأحب الصيام إلى الله صيام داود، وكان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه، وينام سدسه).

التمييز بين التراويح والقيام

بالنسبة للتمييز بين صلاة التراويح وقيام الليل، يرى بعض العلماء أنه لا يوجد فرق جوهري بينهما، إلا أن الناس يصلون في العشر الأواخر من رمضان في آخر الليل لإحيائه اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم، حيث كان يحرص على إحياء الليل كله في العشر الأواخر من رمضان. لذلك، جعل الناس صلاة التراويح بعد العشاء؛ لأنها صلاة أخف، ويتركون صلاة القيام لآخر الليل.

يجب تحديد النية في صلاة التراويح، فلا يمكن أن تكون النية مطلقة، بل يجب أن تكون بنية التراويح أو قيام الليل. وبناءً على ما سبق، فإنه لا فرق بين صلاة التراويح وصلاة قيام الليل، فأي النيتين صحيحة، وإن نوى الجمع في الصلاة بين التراويح والقيام فهي واحدة ولا فرق بينهما.

بإمكان المسلم في شهر رمضان أن يقسم صلاة الليل إلى قسمين: القسم الأول يصلي فيه صلاة خفيفة، فتكون هذه صلاة التراويح، والقسم الثاني يصلي ويطيل فيه صلاته، فيكون هذا صلاة القيام. وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على زيادة الاجتهاد في العبادة في العشر الأواخر من رمضان.

خلاصة القول

كلتا الصلاتين، التراويح والقيام، من العبادات العظيمة في شهر رمضان، ونسأل الله أن يوفقنا لاغتنام هذا الشهر الفضيل بالعبادة والطاعة.

المصادر

  • صحيح البخاري
  • الفقه الميسر
  • نصب الراية
  • تخريج مشكل الآثار
  • الموسوعة الفقهية
  • لقاء الباب المفتوح
  • فتاوى اللجنة الدائمة المجموعة الثانية
  • الموسوعة الفقهية الكويتية
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

الرأي الشرعي في جمع الصلوات في الرحلات المحدودة

المقال التالي

فضائل يوم الجمعة وأدعيته المستجابة

مقالات مشابهة