مقدمة عن الطاقة
الطاقة هي أساس كل شيء حيوي يحدث من حولنا، وهي المحرك الأساسي للتقدم والازدهار. هي القدرة على القيام بعمل، وتتجلى في صور متعددة، بدءًا من الضوء والحرارة وصولًا إلى الحركة والنمو. الطاقة لا تفنى ولا تستحدث من العدم، بل تتحول من صورة إلى أخرى، محافظة على كميتها الإجمالية في الكون. هذه الخاصية фундаментальная تجعل فهم الطاقة واستغلالها الأمثل أمرًا بالغ الأهمية.
منذ القدم، سعى الإنسان إلى فهم الطاقة وتسخيرها لتلبية احتياجاته. بدأ الأمر بسيطًا، بالاعتماد على الطاقة المتوفرة في الغذاء من خلال العمليات الحيوية داخل الجسم. ثم اكتشف الإنسان النار عن طريق الاحتكاك، واستخدمها في الطهي والتدفئة. ومع مرور الوقت، تعلم الإنسان استخدام الحيوانات في النقل، وبناء القوارب لعبور المسطحات المائية، وصولًا إلى اختراع المركبات التي تعتمد على مصادر طاقة متنوعة.
تطور استغلال الطاقة عبر العصور، فبعد الاعتماد على حرق الأخشاب للحصول على الحرارة، اكتشف الإنسان إمكانية استخراج طاقة حرارية أكبر من حرق النحاس والبرونز. وفي العصور الوسطى، تم اكتشاف الفحم الحجري، وفي القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، تم اختراع المحرك البخاري. وفي القرن العشرين، اكتشف الإنسان النفط، وتمكن من إنتاج الكهرباء بكميات كبيرة. ثم ظهرت الطاقة النووية كبديل محتمل للطاقة الناتجة من النفط.
مصادر الطاقة المتاحة
يمكن تقسيم مصادر الطاقة إلى نوعين رئيسيين:
مصادر الطاقة المتجددة
تُعرف أيضًا بالمصادر النظيفة، وهي تلك التي لا تسبب تلوثًا للبيئة عند استخدامها، وتتميز بأنها متجددة باستمرار ولا تنضب. من أمثلة هذه المصادر:
- الطاقة الشمسية: الطاقة المستمدة من الشمس، والتي يمكن تحويلها إلى كهرباء باستخدام الخلايا الشمسية.
- طاقة الرياح: الطاقة الحركية للرياح، والتي يمكن تحويلها إلى كهرباء باستخدام توربينات الرياح.
- الطاقة المائية: الطاقة الناتجة عن حركة المياه، مثل طاقة الأنهار والمد والجزر.
مصادر الطاقة غير المتجددة
هي المصادر التي ستنضب في يوم من الأيام، وتسبب تلوثًا للبيئة بسبب نواتج عملية الاحتراق الضارة. من أمثلة هذه المصادر:
- الفحم الحجري: وقود أحفوري يتكون من بقايا النباتات المتحللة على مدى ملايين السنين.
- النفط: سائل زيتي يتكون من بقايا الكائنات الحية الدقيقة المتحللة على مدى ملايين السنين.
- الغاز الطبيعي: خليط من الغازات، يتكون أساسًا من الميثان، ويوجد في باطن الأرض.
قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا ۖ وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [النحل: 14].
أشكال الطاقة المختلفة
تتعدد صور الطاقة التي يعتمد عليها الإنسان في حياته، وتشمل:
الطاقة الكيميائية
هي الطاقة الكامنة في الروابط بين ذرات الجزيئات في المركبات الكيميائية. يتم تحويل هذه الطاقة إلى طاقة حرارية من خلال تفاعل المركب مع الأكسجين، كما يحدث في احتراق النفط والفحم الحجري والغاز الطبيعي.
الطاقة الميكانيكية
هي الطاقة الناتجة عن حركة الأجسام من مكان إلى آخر. تتحول طاقة الوضع (الطاقة الكامنة بسبب موقع الجسم) إلى طاقة حركية (الطاقة الناتجة عن حركة الجسم)، كما في حالة طاقة الرياح والمروحة الكهربائية.
الطاقة الحرارية
هي من أكثر أشكال الطاقة شيوعًا، ويمكن الحصول عليها من احتراق أنواع الطاقة الأخرى. لا توجد الطاقة الحرارية منفردة في الطبيعة، بل تنتج عن تحولات الطاقة الأخرى.
الطاقة الشمسية
هي الطاقة التي تصل إلينا من الشمس. تحتاج الطاقة الشمسية إلى طرق ووسائل للاستفادة منها، مثل استخدام الخلايا الشمسية لتحويلها إلى كهرباء.
الطاقة الكهربائية
تظهر الطاقة الكهربائية عند تحويل شكل من أشكال الطاقة الأخرى إليها. على سبيل المثال، يمكن تحويل الطاقة الميكانيكية الناتجة من حركة الرياح إلى طاقة كهربائية.
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم: “الدنيا مزرعة الآخرة”. فالطاقة هي إحدى الأدوات التي وهبنا الله إياها لنعمر الأرض ونستعد للآخرة.