جدول المحتويات:
مقدمة حول ارتفاع ضغط الشريان الرئوي
يعمل القلب على ضخ الدم المحمل بثاني أكسيد الكربون من البطين الأيمن باتجاه الرئتين؛ وذلك بهدف إتمام عملية تبادل الغازات والحصول على الأكسجين. بسبب قرب المسافة بين القلب والرئة، يكون مستوى الضغط طبيعياً ومنخفضاً نسبياً في هذا الجزء، وكذلك في الشريان المسؤول عن نقل الدم بين البطين الأيمن والرئة، مقارنةً بضغط الدم الانقباضي والانبساطي في الدورة الدموية الجهازية. يُطلق مصطلح “فرط ضغط الدم الرئوي” (Pulmonary Hypertension) على الحالة التي يتجاوز فيها هذا الضغط المعدل الطبيعي.
يؤدي ارتفاع الضغط الرئوي إلى انخفاض مستوى الأكسجين في الدم؛ نتيجة لضيق الشرايين الموجودة في الرئة. ويعتبر فرط ضغط الدم الرئوي من الأمراض النادرة، وتزداد فرص الإصابة به لدى الأشخاص الذين يعانون من أمراض في القلب أو الرئة.
العلامات والأعراض المصاحبة
تشمل العلامات والأعراض التي قد تظهر على الشخص المصاب بارتفاع ضغط الدم الرئوي ما يلي:
- الشعور بالتعب والإرهاق الشديد.
- صعوبة في التنفس.
- ألم في منطقة الصدر.
- الشعور بالدوخة، وقد يصل الأمر إلى الإغماء.
- تسارع أو خفقان في نبضات القلب (Palpitations).
- تراكم السوائل وظهور تورم أو انتفاخ في الساقين، أو القدمين، أو منطقة البطن، أو حول الكاحلين (Edema).
الأسباب الكامنة وراء ارتفاع الضغط الرئوي
تحدث التغيرات في الخصائص الوظيفية للخلايا المبطنة للشرايين الرئوية مما يؤدي إلى زيادة الضغط داخل هذه الشرايين. هذه التغيرات قد تتسبب في تصلب جدران الشرايين، أو نمو أنسجة إضافية فيها، بالإضافة إلى إمكانية تضيقها والتهابها، مما يعيق التدفق الطبيعي للدم. يمكن تصنيف أسباب ارتفاع ضغط الدم الرئوي بناءً على أنواعه المختلفة، وذلك كما يلي:
فرط ضغط الدم الشرياني الرئوي (Pulmonary arterial hypertension):
قد ينشأ هذا النوع نتيجة لأحد العوامل التالية:
- وجود طفرة جينية معينة تزيد من احتمالية الإصابة بالمرض في العائلة، وتُعرف هذه الحالة بفرط ضغط الدم الشرياني الرئوي الوراثي.
- وجود عيب خلقي في القلب.
- تناول بعض الأدوية، مثل أدوية الحمية الموصوفة طبيًا، أو العقاقير غير القانونية مثل الميثامفيتامين (Methamphetamine).
- الإصابة بأمراض أخرى، مثل أمراض النسيج الضام، أو عدوى فيروس نقص المناعة البشري (HIV)، أو أمراض الكبد المزمنة.
فرط ضغط الدم الرئوي الناتج عن أمراض الجانب الأيسر من القلب:
تشمل أسباب هذا النوع ما يلي:
- فشل البطين الأيسر في القلب.
- وجود أمراض في صمامات القلب الموجودة في الجانب الأيسر، مثل الصمام التاجي أو الصمام الأبهري.
فرط ضغط الدم الرئوي الناتج عن أمراض الرئة:
من بين الأسباب المحتملة لهذا النوع:
- التليف الرئوي (Pulmonary fibrosis).
- انقطاع النفس النومي (Sleep apnea) واضطرابات النوم الأخرى.
- داء الانسداد الرئوي المزمن (Chronic obstructive pulmonary disease).
- التعرض للارتفاعات العالية لفترات طويلة من قبل الأشخاص المعرضين للإصابة.
ارتفاع ضغط الدم الرئوي الناتج عن جلطات الدم المزمنة:
مثال على ذلك:
- الانصمام الرئوي (Pulmonary embolism).
فرط ضغط الدم الرئوي الناتج عن أمراض ذات أسباب غير معروفة:
تشمل هذه الأمراض:
- الأمراض التي تؤثر في عدة أعضاء في الجسم، مثل داء الساركويد (Sarcoidosis).
- اضطرابات الدم.
- اضطرابات الأيض، مثل داء اختزان الغلايكوجين (Glycogen storage disease).
- متلازمة آيزنمنغر (Eisenmenger’s syndrome).
استراتيجيات علاجية لإدارة الضغط الرئوي
يزداد ارتفاع ضغط الدم الرئوي سوءًا بمرور الوقت إذا لم يتم التحكم في الأعراض بشكل فعال، لذلك من الضروري البدء في العلاج المناسب والسيطرة على الحالة. يتضمن علاج ارتفاع ضغط الدم الرئوي معالجة الأسباب الكامنة وراء ارتفاع الضغط، بالإضافة إلى استخدام العلاجات الدوائية مثل مضادات التخثر (Anticoagulant medicines) للحد من خطر الجلطات، ومدرات البول للتخلص من السوائل الزائدة المتراكمة نتيجة لفشل القلب، وكذلك الأدوية التي تعمل على توسيع الأوعية الدموية لتسهيل تدفق الدم. في الحالات التي ينخفض فيها مستوى الأكسجين في الدم بشكل كبير، قد يتم اللجوء إلى استخدام أجهزة الأكسجين.