مقدمة
في ظل التحديات الصحية التي فرضها انتشار فيروس كورونا المستجد (COVID-19)، أصبح الالتزام بإجراءات النظافة والتعقيم ضرورة حتمية للحد من انتشار العدوى وحماية صحة المجتمع. يهدف هذا المقال إلى تقديم إرشادات شاملة حول كيفية تطبيق إجراءات النظافة والتعقيم الفعالة في مختلف البيئات، سواء كانت منازل، أو أماكن عمل، أو مرافق عامة.
أسس التنظيف والتعقيم في البيئة المحيطة
بناءً على المعلومات المتوفرة حول فيروسات كورونا بشكل عام، بما في ذلك فيروس كورونا المسبب لـ (COVID-19)، فإن الطريقة الرئيسية لانتقال هذه الفيروسات هي عبر الاتصال الوثيق بين الأفراد، مما يسمح بانتقال الرذاذ التنفسي من الشخص المصاب إلى الآخرين. وعلى الرغم من عدم وجود دليل قاطع على انتقال الفيروس عبر الأسطح الملوثة، إلا أن هذا الاحتمال يظل قائمًا. ومن الجدير بالذكر أن فيروسات كورونا يمكن أن تبقى حية على الأسطح لساعات أو حتى أيام. لذلك، يُعتبر تنظيف وتطهير الأسطح المتسخة إجراءً وقائيًا فعالًا للحد من انتشار أمراض الجهاز التنفسي.
توجيهات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بشأن التنظيف والتطهير
تقدم مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) مجموعة من النصائح والتوجيهات المتعلقة بتنظيف وتطهير المنازل التي يسكنها أشخاص يخضعون للمتابعة، أو معزولون بسبب الاشتباه في إصابتهم بفيروس كورونا (COVID-19)، أو تأكدت إصابتهم به. تهدف هذه النصائح إلى تقليل بقاء الفيروس في البيئة، ويتم تحديثها باستمرار. وهي موجهة لعموم الناس. فيما يلي عرض لأهم هذه النصائح والتوجيهات:
- التنظيف: يعني إزالة الجراثيم والأوساخ والشوائب من الأسطح. التنظيف وحده لا يقتل الجراثيم، لكنه يزيلها، مما يقلل من أعدادها واحتمالية انتشارها ونقلها للآخرين.
- التطهير أو التعقيم: يعني استخدام مواد كيميائية معينة لقتل الجراثيم الموجودة على الأسطح. هذه العملية لا تنظف الأسطح بالضرورة أو تزيل الجراثيم، ولكن القيام بالتطهير أو التعقيم بعد تنظيف الأسطح يقضي على الجراثيم، مما يقلل من خطر انتشار العدوى.
نصائح أساسية لتنظيف وتطهير أماكن تواجد العائلات التي لديها أفراد قيد العزل
من الضروري أن يقوم أفراد الأسرة بتثقيف أنفسهم حول أعراض الإصابة بفيروس كورونا (COVID-19) وكيفية منع انتشاره داخل المنزل. يجب تنظيف الأسطح التي يتم لمسها بشكل متكرر، مثل الطاولات والكراسي ومقابض الأبواب ومفاتيح الإضاءة وأجهزة التحكم عن بعد والمقابض. يجب الانتباه بشكل خاص عند تنظيف الغرف المخصصة لعزل الأفراد ومرافقها مثل الحمامات، وتنظيفها عند الحاجة فقط لتجنب الاتصال المباشر غير الضروري مع الشخص المريض. ينصح باتباع الإرشادات التالية:
- عزل الشخص المريض في غرفة منفصلة عن باقي أفراد الأسرة.
- توفير لوازم تنظيف شخصية لغرفة وحمام الشخص المريض، بما في ذلك المناشف والمناديل الورقية والمنظفات والمطهرات اللازمة.
- في حالة عدم إمكانية توفير حمام منفصل للشخص المريض، يجب تنظيف وتطهير الحمام بعد كل استخدام من قبل المريض.
- اتباع إرشادات الرعاية المنزلية عند التعامل مع الأشخاص المشتبه في إصابتهم بفيروس كورونا (COVID-19) أو الذين تأكدت إصابتهم به، وأولئك الذين تم عزلهم في غرف مخصصة لهم.
آليات التنظيف والتطهير
كيفية تطهير الأسطح
يوصى بارتداء القفازات عند تنظيف وتطهير الأسطح، والتخلص منها بعد كل عملية تنظيف. في حالة استخدام القفازات القابلة لإعادة الاستخدام، يجب تخصيصها لتنظيف وتطهير الأسطح فقط وعدم استخدامها لأغراض أخرى. يجب غسل اليدين فور إزالة القفازات. من الضروري مراجعة تعليمات الشركة المصنعة لمنتجات التنظيف والتطهير قبل استخدامها.
بالنسبة للأسطح المتسخة، يجب تنظيفها أولاً باستخدام الماء والصابون أو المنظف، ثم تعقيمها. عند التعقيم، يجب تخفيف مساحيق التبييض المنزلية. أما المحاليل التي تحتوي على الكحول، فيجب ألا تقل نسبة الكحول فيها عن 70%. يجب التأكد من أن المعقمات أو المطهرات المستخدمة مسجلة في وكالة حماية البيئة لضمان السلامة عند استخدامها. مع الأخذ بالاعتبار النقاط التالية:
- يمكن استخدام مساحيق التبييض المنزلية المخففة إذا كانت مناسبة للاستخدام على الأسطح، مع اتباع تعليمات الشركة المصنعة فيما يتعلق بالاستخدام والتهوية المناسبة. يجب التحقق من أن المنتج لم يتجاوز تاريخ انتهاء صلاحيته. يجب تجنب خلط مساحيق التبييض المنزلية مع الأمونيا أو أي منظف آخر.
- بشكل عام، تعتبر مساحيق التنظيف المنزلية غير منتهية الصلاحية فعالة ضد الفيروسات التاجية عند تخفيفها بشكل صحيح. لتخفيفها، يضاف 5 ملاعق كبيرة من مسحوق التبييض لكل جالون من الماء (3.785 لتر)، أو 4 ملاعق صغيرة من مسحوق التبييض لكل لتر من الماء.
- يمكن الاستدلال على أن المنتجات المعتمدة من قبل وكالة حماية البيئة قادرة على القضاء على الفيروسات من خلال رمز خارجي موجود على العبوة. ينصح باتباع إرشادات الشركة المصنعة عند استخدام جميع منتجات التنظيف والتعقيم، بما في ذلك التركيز وطريقة الاستخدام ومدة التطبيق.
كيفية تنظيف الملابس والمناشف وغيرها من المغسولات
ينصح بارتداء قفازات قابلة للتخلص منها عند الغسيل، خاصة عند التعامل مع ملابس وأدوات شخص مريض، والتخلص منها بعد الاستخدام مباشرة. في حالة استخدام القفازات القابلة لإعادة الاستخدام، يجب تخصيصها للغسيل فقط وعدم استخدامها لأغراض أخرى. يجب غسل اليدين بعد إزالة القفازات. مع الأخذ بعين الاعتبار الأمور التالية:
- في حالة عدم استخدام القفازات عند التعامل مع الغسيل المتسخ، يجب غسل اليدين بعد الانتهاء من ذلك.
- تجنب تحريك الملابس المتسخة قدر الإمكان، للتقليل من إمكانية انتشار الفيروس في الهواء.
- ينصح باستخدام المنتجات المخصصة للغسيل وفقًا لتعليمات الشركة الصانعة. يجب غسل عبوات هذه المنتجات باستخدام مياه باردة، ثم تركها لتجف تمامًا. لا توجد حاجة لفصل ملابس المرضى عن الأصحاء، ويمكن غسلهما معًا.
- عند تنظيف سلال الغسيل، يجب الأخذ بالاعتبار النصائح والتوجيهات المذكورة في فقرة تنظيف وتطهير الأسطح.
الحفاظ على نظافة اليدين وإجراءات الوقاية الأخرى
يجب على أفراد الأسرة تنظيف اليدين بشكل متكرر، خاصة بعد نزع القفازات أو الاتصال مع شخص مريض. يجب غسل اليدين بالماء والصابون لمدة لا تقل عن عشرين ثانية. في حالة عدم توفر الصابون والماء، يجب استخدام مطهر الأيدي الذي يحتوي على الكحول بنسبة 60% على الأقل. يجب غسل اليدين مباشرة بالماء والصابون عند اتساخهما.
يجب على أفراد الأسرة اتباع الإجراءات الوقائية في العمل والمنزل، بما في ذلك الحرص على تنظيف اليدين إذا كانت الأيدي متسخة، وبعد استخدام الحمام، وقبل الأكل أو تحضير الطعام، وبعد السعال أو العطاس أو التمخط من الأنف، وبعد ملامسة الحيوانات، وقبل وبعد تقديم الرعاية الروتينية لشخص آخر يحتاج إلى المساعدة كالأطفال مثلاً.
اعتبارات أخرى:
- ينصح بأن يتناول الشخص المريض الطعام في غرفته إن أمكن، مع الحرص على تنظيف الأواني والصحون باستخدام الماء الساخن أو في غسالة الصحون، وتنظيف اليدين بعد التعامل مع هذه الأواني.
- تخصيص سلة مهملات للشخص المريض إن أمكن، مع الحرص على استخدام القفازات عند إزالة القمامة أو أكياسها، أو التعامل معها، أو التخلص منها.
- الحرص على استشارة قسم الصحة حول إرشادات التخلص من النفايات إن أمكن ذلك.
ملاحظة: هذه الإرشادات مستوحاة من توصيات المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC)، وهي لا تغني عن متابعة التحديثات الصادرة عن وزارة الصحة في بلدكم.