أهمية و فضل دعاء التشهد

استكشف أهمية التشهد في الصلاة، الأدعية المستحبة بعد التشهد الأخير، فضل الصلاة الإبراهيمية، وحكم الاستعاذة، بالإضافة إلى أوقات وفضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.

التشهد في الصلاة

يعتبر الجلوس للتشهد الأول جزءاً أساسياً من الصلاة، وقد اختلف العلماء في حكمه، فذهب جمهورهم إلى وجوبه. ويستدلون على ذلك بأن من نسي التشهد الأول وجب عليه سجود السهو جبراً للنقص الحاصل في الصلاة. ومما يدل على أهميته ما روي أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال للصحابة -رضي الله عنهم-:
“(فَلْيَكُنْ مِن أوَّلِ قَوْلِ أحَدِكُمْ: التَّحِيَّاتُ الطَّيِّبَاتُ)”.
وهذا الأمر يدل على الوجوب، وصيغة التشهد هي قول:
“(التَّحِيَّاتُ الطَّيِّبَاتُ الصَّلَوَاتُ لِلَّهِ السَّلَامُ عَلَيْكَ أيُّها النبيُّ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وعلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ، أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ ورَسولُهُ)”.
أو بصيغة أخرى:
“(التحيَّاتُ للَّهِ الزَّاكياتُ للَّهِ الطَّيِّباتُ الصَّلواتُ للهِ السَّلامُ عليك أيها النبيُّ ورحمةُ اللَّهِ وبركاتُه السَّلامُ علينا وعلى عبادِ اللَّهِ الصالحين، أشهدُ أن لا إله إلا اللَّهُ وحده لا شريك له وأشهدُ أنَّ محمَّداً عبدُه ورسولُه)”.
ويُسن التشهد بعد الوضوء، إعلاناً لشهادة التوحيد بعد إتمام الوضوء على أكمل وجه، لما في ذلك من الأجر العظيم.

الدعاء بعد التشهد الأخير

من المستحب للمصلي أن يرفع يديه بالدعاء قبل التسليم وبعد التشهد الأخير، وله أن يدعو بما شاء من الأدعية، سواء كانت من الأدعية المأثورة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أو غيرها، مع الأفضلية للدعاء بالأدعية المأثورة. ومن الأدعية المشروعة التي يُستحب الدعاء بها بعد التشهد الأخير في الصلاة:

  • “(اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِن عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَمِنْ عَذَابِ القَبْرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ المَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ المَسِيحِ الدَّجَّالِ)”.
  • “(اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِن عَذَابِ القَبْرِ، وأَعُوذُ بكَ مِن فِتْنَةِ المَسِيحِ الدَّجَّالِ، وأَعُوذُ بكَ مِن فِتْنَةِ المَحْيَا، وفِتْنَةِ المَمَاتِ، اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ المَأْثَمِ والمَغْرَمِ)”.
  • “(اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الجُبْنِ، وأَعُوذُ بكَ أنْ أُرَدَّ إلى أرْذَلِ العُمُرِ، وأَعُوذُ بكَ مِن فِتْنَةِ الدُّنْيَا، وأَعُوذُ بكَ مِن عَذَابِ القَبْرِ)”.

الصلاة الإبراهيمية بعد التشهد

اختلف العلماء في حكم الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- في الصلاة، وانقسموا إلى ثلاثة آراء: فمنهم من يرى أنها ركن أساسي لا تصح الصلاة بدونها، وهو الرأي المشهور بين أهل العلم. وهناك من يعتبرها واجبة، فإن نُسيت تُجبر بسجود السهو. بينما يرى فريق آخر أنها سنة، وإن تُركت عمداً فالصلاة صحيحة. ويرجح هذا الرأي الأخير؛ لعدم وجود دليل قاطع على وجوبها.
وعلى هذا الرأي، فإن الصلاة تصح دون قراءة الصلاة الإبراهيمية.

ومن الصيغ الواردة في الصلاة الإبراهيمية:

  • “(اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ علَى إبْرَاهِيمَ، وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى إبْرَاهِيمَ، وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ)”.
  • “(اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ وأَزْوَاجِهِ وذُرِّيَّتِهِ، كما صَلَّيْتَ علَى آلِ إبْرَاهِيمَ، وبَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ وأَزْوَاجِهِ وذُرِّيَّتِهِ، كما بَارَكْتَ علَى آلِ إبْرَاهِيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ)”.

حكم الاستعاذة بعد التشهد الأخير

يُستحب للمصلي أن يستعيذ بالله بعد التشهد الأخير من أربعة أمور: عذاب القبر، وعذاب جهنم، وفتنة المسيح الدجال وشرها، وفتنة المحيا والممات. وهذا ما ذهبت إليه المذاهب الفقهية الأربعة. وقد أكد الشيخ ابن باز على أن الاستعاذة بعد التشهد الأخير سنة مؤكدة، اقتداءً بالنبي -صلى الله عليه وسلم- الذي كان يفعل ذلك ويأمر به.

أوقات الصلاة على النبي

تتعدد الأوقات والمناسبات التي يُستحب فيها الصلاة على النبي محمد -عليه الصلاة والسلام-، ومنها:

  • عند سماع الأذان وعند الإقامة.
  • في ليلة الجمعة ويومها.
  • في الصباح والمساء.
  • في التشهد الأول والأخير من الصلاة.
  • في المجالس وعند اجتماع الناس.
  • عند ذكر اسم النبي -صلى الله عليه وسلم-.
  • عند الدعاء.
  • عند الصفا والمروة.
  • عند دخول المسجد والخروج منه.
  • بعد التكبيرة الثانية في صلاة الجنازة.
  • عند زيارة قبر النبي -صلى الله عليه وسلم-.
  • عند القنوت في صلاة الوتر.
  • عند مغادرة المجلس.

فضل الصلاة على النبي

للصلاة على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- فضائل عظيمة، منها:

  • وصولها إليه -صلى الله عليه وسلم-، حيث قال: “(ما من أحدٍ يسلِّمُ عليَّ إلَّا ردَّ اللَّهُ عليَّ روحي حتَّى أردَّ عليهِ السلامَ)”.
  • تعتبر من علامات الكرم ومظهرًا لتوقير النبي -عليه الصلاة والسلام-.
  • سبب لمحو الخطايا، ورفع الدرجات.
  • سبب في استجابة الدعاء.
  • تزيل الهموم وتغفر الذنوب.

أماكن الدعاء في الصلاة

يمكن للمصلي أن يدعو ربه في مواضع مختلفة من الصلاة، تشمل:

  • بعد تكبيرة الإحرام وقبل قراءة الفاتحة.
  • في صلاة الوتر عند قراءة دعاء القنوت.
  • بعد الرفع من الركوع، خصوصاً عند وقوع النوازل والكوارث العامة، فيما يُعرف بقنوت النوازل.
  • أثناء الركوع.
  • أثناء السجود، وهو أفضل موضع للدعاء، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “(أَقْرَبُ ما يَكونُ العَبْدُ مِن رَبِّهِ، وهو ساجِدٌ، فأكْثِرُوا الدُّعاءَ)”.
  • بين السجدتين.
  • قبل السلام وبعد التشهد الأخير.
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

أدعية لتفريج الكرب وإزالة الهم

المقال التالي

فضل الاستيقاظ من الليل والدعاء المستجاب

مقالات مشابهة