أهمية العدل في الإسلام والحياة

نظرة متعمقة في مفهوم العدل في الإسلام، وأثره على الفرد والمجتمع، مع أمثلة من القرآن الكريم والسنة النبوية.

فهرس المحتويات

تعريف العدل
أهمية العدل في حياة الفرد
أهمية العدل في حياة المجتمعات
الآثار الإيجابية للعدل
الآثار السلبية للظلم
المراجع

ما هو العدل؟

يُعرّف العدل لغوياً بأنه نقيض الظلم والجور. أما في الشريعة الإسلامية، فيُعرّف بأنه تطبيق أحكام الله تعالى كما وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة. فهو إعطاء كل ذي حق حقه، وتسوية الناس في حقوقهم، وتطبيق القانون بشكل متساوٍ على الجميع دون تمييز.

يحث الإسلام على إقامة العدل، فقد قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّـهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّـهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا}،[١]

كما أن إقامة العدل سبيل للنجاة من الشقاء، كما في حديث جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما-: (بيْنَما رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَقْسِمُ غَنِيمَةً بالجِعْرَانَةِ، إذْ قالَ له رَجُلٌ: اعْدِلْ، فَقالَ له: لقَدْ شَقِيتُ إنْ لَمْ أَعْدِلْ).[٢][٣]

أثر العدل على الفرد

يُعدّ العدل أساساً لتحقيق السعادة والطمأنينة للفرد. فمن أهمّ آثاره على حياة الفرد:

  • محبة الله تعالى: فالله يحبّ المُقْسِطِينَ، والعادلون هم المُقْسِطون، كما قال تعالى: {وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}،[٤][٥]
  • الطمأنينة النفسية: يُشعر العدل الفرد بالأمان والاستقرار، بعكس الظلم الذي يُثير القلق والخوف على الحقوق.
  • إجابة الدعاء: فالدعاء المُستجاب يشمل دعاء الإمام العادل، كما ورد في الحديث الشريف: (ثَلاثَةٌ لا تُرَدُّ دَعوَتُهم: الإمامُ العادِلُ، والصَّائِمُ حتى يُفطِرَ، ودَعوَةُ المَظلومِ تُحمَلُ على الغَمامِ، وتُفتَحُ لها أَبوابُ السَّمَواتِ، ويَقولُ الرَّبُّ عزَّ وجلَّ: وَعِزَّتي لَأَنصُرنَّكِ ولو بعْدَ حينٍ).[٦][٣]
  • النجاة من عذاب الله: فإقامة العدل حماية من عقاب الله، كما جاء في حديث الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-: (ما من أميرِ عشرةٍ إلا يُؤتَى به يومَ القيامةِ مغلولًا ؛ لا يَفُكُّه من ذلك الغَلِّ إلا العَدلُ).[٧][٣]

أثر العدل على المجتمعات

يُعدّ العدل ركيزةً أساسيةً لبناء مجتمعات قوية ومتماسكة. فمن أهمّ آثاره على حياة المجتمعات:

  • بناء المجتمعات: العدل سبيل لبناء مجتمعات مزدهرة، كما يتضح من كتاب عمر بن عبد العزيز الذي ردّ فيه على شكوى أحد العاملين قائلاً: “ما بعد، فقد فَهِمتُ كتابك وما ذكرت أن مدينتكم قد خُرِّبت، فإذا قرأت كتابي هذا فحصنها بالعدل، ونقِّ طُرُقَها من الظلم، فإنه مرمَّتُها، والسلام”.[٣]
  • منع الفساد: غياب العدل يُؤدي إلى الفساد والدمار، كما في حديث الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-:(أَيُّهَا النَّاسُ، إنَّما أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ أنَّهُمْ كَانُوا إذَا سَرَقَ فِيهِمِ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ، وإذَا سَرَقَ فِيهِمِ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عليه الحَدَّ، وَايْمُ اللهِ لو أنَّ فَاطِمَةَ بنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا).[٨][٩]
  • التعاون والتماسك: يُعزز العدل التعاون والوئام بين أفراد المجتمع وبين الحاكم والمحكوم.
  • دعوة إلى الإسلام: إقامة العدل قد تدفع غير المسلمين إلى اعتناق الإسلام.

النتائج الإيجابية لإقامة العدل

إنّ إقامة العدل تُؤدي إلى العديد من النتائج الإيجابية على جميع المستويات، منها الأمن والاستقرار، والازدهار الاقتصادي، والنمو الاجتماعي، وتعزيز الثقة بين الأفراد والمؤسسات. كما يُسهم في تحقيق التنمية المستدامة، ويساعد في بناء مجتمعات عادلة ومنصفة.

النتائج السلبية للظلم

على العكس من ذلك، فإنّ الظلم يُؤدي إلى نتائج سلبية وخيمة، منها انتشار الفساد، والانقسامات الاجتماعية، وانعدام الأمن والاستقرار، وتدهور الاقتصاد، وهجرة المواهب والكفاءات. كما يُعرقل التنمية، ويُهدد تماسك المجتمع، ويُؤدي إلى عدم المساواة.

المصادر

  1. سورة النساء، آية:58
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن جابر بن عبدالله
  3. مهران ماهر عثمان،”العدل”،صيد الفوائد
  4. سورة الحجرات، آية:9
  5. موسوعة الأخلاق الإسلامية
  6. رواه شعيب الأرناؤوط ، في تخريج المسند، عن أبي هريرة
  7. رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن سعد بن عبادة
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين
  9. جامعة المدينة العالمية،كتاب أصول الدعوة وطرقها
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

فضل العبادة في الإسلام: رحمة وتقرب إلى الله

المقال التالي

أهمية مبادئ العرض والطلب في الاقتصاد

مقالات مشابهة