أهمية الطاعة للقادة في سبيل الخير

وحدة الأمة، مواجهة الفتن، بناء الوطن، مراجع

فهرس المحتويات

الموضوعالرابط
تعزيز التلاحم الوطني#section1
درء الفتن وحفظ الأمن#section2
إعمار البلاد وازدهارها#section3
المصادر والمراجع#section4

تعزيز التلاحم الوطني من خلال الطاعة

يُعدّ التلاحم الوطني ركيزة أساسية لبناء الأمم، وسبيلًا لتحقيق التقدم والازدهار. يقول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ﴾،[١] وقد اختلفت تفسيرات أهل العلم لأولي الأمر، فمنهم من فسّره بالأمراء،[٢] ومنهم من فسّره بالعلماء.[٣] إنّ عصيان القيادة، سواء أكانت سياسية أم دينية، يُضعف الأمة ويُفرّقها، ويُؤدي إلى تعدد القيادات وتكاثر الانقسامات. بينما تُحقق طاعة القيادة الأمن، وتُوَحّد الصفوف، وتُعزّز قوة وهيبة الأمة، مما يُردع أطماع الأعداء.[٤] إنّ طاعة ولي الأمر تُؤثّر إيجابًا على الفرد والمجتمع والأمة ككل، فهي خير لا يُمكن التهاون به.[٥] وَلكن يجب التأكيد على أنّ هذه الطاعة مقيدة بشرط أساسي، وهو أن تكون في المعروف، كما ورد في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا طاعَةَ لمخلوقٍ في معصيةِ اللهِ -عزَّ وجلَّ-)،[٦]

درء الفتن وحفظ الأمن من خلال طاعة القيادة

تُعتبر طاعة القيادة سداً منيعاً ضدّ الفتن، فهي من أهم واجبات القادة إقامة العدل، والأمن، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإقامة القضاء، وحفظ الحدود والحقوق.[٩، ١٠] فإن غابت الطاعة، سادت الفتن في جميع هذه المجالات، بسبب غياب السلطة الفاعلة في المجتمع.[١١] لقد عانت العديد من الدول من الفتن بسبب مخالفة القادة، مما أدى إلى ضعف الحكم وانهيار الدولة في النهاية.[١٢] إنّ الطاعة تُمنح القادة القوة اللازمة لفرض الحق على الناس، أما ضعف الطاعة فيُضعف سلطة القادة ويُؤدي إلى ظهور القلاقل والفتن.[١٠] ولأهمية هذا الدور، فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالسمع والطاعة، حتى ولو كان ولي الأمر عبدًا حبشيًا، كما روى أبو ذر رضي الله عنه:(إنَّ خَلِيلِي أَوْصَانِي أَنْ أَسْمع وَأُطِيعَ، وإنْ كانَ عَبْدًا حَبَشِيًّا مُجَدَّعَ الأطْرَافِ).[١٣] وذلك لأنّ الفتن تُدفَع بطاعة الحاكم، مهما كان، بينما غياب الطاعة يُغري ضعاف النفوس على إثارة الفوضى.[١٤، ١٥] ومن يُخالف القادة يُورط الأمة في الفتن، ويُضاعف ما حلّ بها من شرّ، فنادراً ما تُحدث الفتنة بعد الخروج على طاعة الحاكم إلا وتكون أشدّ من الفتن السابقة.[١٦]

إعمار البلاد وازدهارها بفضل طاعة القيادة

تُسهم طاعة القيادة في تحقيق الخير والنماء للبلاد والعباد. من أبرز نتائجها:[١٧]

  • تفرّغ الأمة للبناء والتطوير بدلًا من الصراعات والفتن.
  • تحسّن الأوضاع الأمنية، ويُزول الخوف والقلق.
  • استقرار اقتصادي وتحسن مستوى معيشة الناس.
  • توحيد الصفوف بين الحاكم والمحكوم، مما يُردع أطماع الأعداء من الخارج، ويُقمع الفتن الداخلية.

المصادر والمراجع

[١] سورة النساء، آية ٥٩.
[٢] الشيزري، المنهج المسلوك في سياسة الملوك، صفحة ٦٢٦. بتصرّف.
[٣] ابن حجر العسقلاني، إتحاف المهرة، صفحة ٢٥٨. بتصرّف.
[٤] محمد حسن عبد الغفار، مسائل خالف فيها رسول الله أهل الجاهلية، صفحة ١. بتصرّف.
[٥] أحمد حطيبة، شرح رياض الصالحين، صفحة ١. بتصرّف.
[٦] رواه أحمد شاكر، في المسند، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم: ٢٤٨، إسناده صحيح.
[٧] رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عرفجة بن أسعد، الصفحة أو الرقم: ١٨٥٢، صحيح.
[٨] رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عرفجة بن شريح أو ضريح أو شريك، الصفحة أو الرقم: ١٨٥٢، صحيح.
[٩] محمود شيت خطاب، بين العقيدة والقيادة، صفحة ٥٤. بتصرّف.
[١٠] عبد الكريم الخضير، التعليق على تفسير القرطبي، صفحة ٣. بتصرّف.
[١١] عبد الله بن عبد المحسن التركي، الأمن في حياة الناس وأهميته في الإسلام، صفحة ٤١. بتصرّف.
[١٢] راغب السرجاني، الأندلس من الفتح إلى السقوط، صفحة ١١. بتصرّف.
[١٣] رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم: ١٨٧٣، صحيح.
[١٤] أبو العباس القرطبي، المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم، صفحة ٣٧. بتصرّف.
[١٥] عبد العزيز بن عبد الله الراجحي، توفيق الرب المنعم بشرح صحيح الإمام مسلم، صفحة ٣٠١. بتصرّف.
[١٦] مجموعة من المؤلفين، مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، صفحة ٤٩٣. بتصرّف.
[١٧] سليمان الحقيل، متطلبات المحافظة على نعمة الأمن والاستقرار، صفحة ٢٢. بتصرّف.

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

سحر ضوء القمر: تأثيراته على الكائنات الحية

المقال التالي

حماية درع الأرض: أهمية طبقة الأوزون

مقالات مشابهة