أنواع الشرك الأكبر: دراسة تفصيلية

استعراض شامل لأنواع الشرك الأكبر، بما في ذلك الشرك في ذات الله، وشرك الأسماء والصفات، وشرك الأفعال، مع أمثلة من القرآن الكريم والسنة النبوية

محتويات

الشرك في جوهر الذات الإلهية

يُعرف هذا النوع من الشرك باسم شرك الربوبية. وهو يعني إسناد مظاهر الربوبية وصفاتها، كليا أو جزئيا، لغير الله سبحانه وتعالى، أو إنكارها عنه. تشمل مظاهر الربوبية الخلق والإحياء والإماتة، والنفع والضر، والرزق. ويتفرع شرك الربوبية إلى نوعين رئيسيين:

شرك تعطيل: وهو إنكار مظاهر الربوبية وصفاتها عن الله تعالى. مثال ذلك شرك فرعون، كما ورد في القرآن الكريم: (قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ) [٢].

شرك تمثيل: وهو مساواة الله تعالى بغيره في بعض صفات الربوبية، أو إسنادها لغيره. مثال ذلك شرك النصارى: (لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ ۘ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ ۚ) [٣]. كذلك شرك المجوس بإيمانهم بإله للخير وآخر للشر، وشرك الصابئة الذين اعتقدوا أن الكواكب آلهة تدبر أمور الكون.

الشرك في أسماء الله وصفاته العلى

يُعرف أيضاً بشرك الأسماء والصفات. وهو تشبيه صفات الخالق بصفات المخلوق، كقول القائلين – والعياذ بالله – إن يد الله كيد المخلوق، أو أن نزول الله كنزول البشر. كما يشمل اشتقاق أسماء آلهة من أسماء الله، كاللات من الله، والعزى من العزيز، ومناة من المنان [٤].

ويتمثل الشرك في الأسماء والصفات في:

التعطيل الكلي: إنكار اسم الله وصفاته معاً، كما قال الجهمية “لا سميع ولا سمع، لا بصير ولا بصر”.

التعطيل الجزئي: إنكار صفات الله مع إبقاء الأسماء، وهو مذهب المعتزلة. والله تعالى أجل وأعلى من ذلك، فهو القائل في كتابه: (وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَىٰ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [٥]، (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) [٦].

الشرك في أفعال الله جل جلاله

يُعرف هذا النوع من الشرك بشرك الألوهية. وهو إشراك الله في العبادات، كلها أو بعضها، وهو شرك أهل الجاهلية، وله صور متعددة منها:

شرك المحبة: حب غير الله وجعله نداً له، كما في حب المشركين لأصنامهم: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ ۗ) [٨]. أو مساواة حب الآلهة بحب الله: (إِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ) [٩].

شرك الخوف: الخوف من غير الله، أو الاعتقاد بأن النفع والضرر بيد غيره، فيكون التعظيم والخوف من ضرر أو شر. يقول الله تعالى: (فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ) [١٠]، و(وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ) [١١].

شرك الرجاء: الرجاء من غير الله في تحصيل أمر ما، كرزق أو نصر.

خلاصة: الشرك الأكبر بالله من الكبائر التي تُخرج من الإسلام. ويتلخص في شرك الربوبية (في ذات الله)، وشرك الأسماء والصفات، وشرك الألوهية (في أفعال الله).

المراجع

الكتاب/المقالالصفحةملاحظة
المفيد في مهمات التوحيد (عبد القادر صوفي)112-113بتصرف
شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي (أبو محمد حسن عبد الغفار)12بتصرف
دروس في العقيدة (عبد العزيز الراجحي)13-15بتصرف
سورة الشعراء، آية:23
سورة المائدة، آية:73
سورة النحل، آية:60
سورة الشورى، آية:11
سورة البقرة، آية:165
سورة الشعراء، آية:98
سورة المائدة، آية:44
سورة البقرة، آية:40
Total
0
Shares
المقال السابق

أمثلة على الشرك الأصغر: تفاصيل وأحكام

المقال التالي

تصنيفات الشركات التجارية

مقالات مشابهة