أهمية النوم ودوره في حياتنا
النوم يُعد من الركائز الأساسية لصحة الإنسان وعافيته، وهو ضروري لأداء الوظائف الحيوية بكفاءة. خلال النوم، يستعيد الجسم نشاطه ويصلح الخلايا التالفة، كما يعمل الدماغ على معالجة المعلومات وتخزينها. يؤثر النوم بشكل مباشر على قدرة الشخص على التركيز، اتخاذ القرارات، والحفاظ على توازن المزاج. إن الحصول على قسط كافٍ من النوم يساهم في تعزيز جهاز المناعة وتقليل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة. أظهرت الدراسات أن البالغين يحتاجون في المتوسط إلى حوالي سبع إلى تسع ساعات من النوم كل ليلة. يعاني الكثيرون من مشاكل في النوم مثل الأرق واضطرابات النوم الأخرى، والتي يمكن أن تؤدي إلى التوتر والقلق وتدهور الصحة العامة. لذلك، من الضروري الاهتمام بجودة النوم وتبني عادات صحية لتحسينه.
سنن وآداب النوم في الإسلام
تولي الشريعة الإسلامية اهتماماً بالغاً بآداب وسنن النوم. فقد ورد عن الرسول الكريم محمد صلّى الله عليه وسلّم أنّه كان ينام على شقّه الأيمن واضعاً يده تحت رأسه، وقد أوصى الناس بالقيام بنفس الأمر، لما لهذه الوضعيّة من وضعيات النوم الفائدة للجسم ولأعضائه المختلفة. كما يُستحب للمسلم أن يتوضأ قبل النوم وأن يقرأ بعض الآيات القرآنية والأذكار، مثل آية الكرسي وسورة الإخلاص والمعوذتين. هذه الأعمال تساهم في تحقيق الطمأنينة والسكينة قبل النوم، وتحصين المسلم من الشرور. بالإضافة إلى ذلك، يُفضل أن يكون الفراش نظيفاً ومريحاً، وأن ينام المسلم في مكان هادئ ومظلم لتعزيز جودة النوم.
أنماط النوم المختلفة وتأثيرها على الصحة
تتنوع وضعيات النوم التي يعتمدها الأفراد، ولكل وضعية تأثيرها الخاص على الجسم والصحة. تشمل الأنماط الرئيسية للنوم النوم على الظهر، والنوم على البطن، والنوم على أحد الجانبين. يختار العديد من الأشخاص وضعية معينة بناءً على راحتهم الشخصية، لكن من المهم فهم الفوائد والمخاطر المحتملة لكل وضعية لاتخاذ قرار مستنير. يجب الأخذ في الاعتبار عوامل مثل مشاكل التنفس، آلام الظهر، والحمل عند اختيار وضعية النوم المناسبة.
النوم على الظهر: مميزات وعيوب
النوم على الظهر يعتبر من الوضعيات الجيدة للعمود الفقري، حيث يسمح له بالاستقامة ويقلل من خطر التشوهات. ومع ذلك، قد يكون له بعض العيوب. في هذه الطريقة يتمدد الإنسان على ظهره وبذلك يريح عموده الفقري بحيث يكون مستقيماً ولا يتعرّض لأيّ خللٍ أو تشوّه، أمّا من سيّئات هذه الطريقة أنها تلقي بثقل القفص الصدري على الإنسان بشكلٍ يجعله أقرب إلى الاختناق أو الشعور بالضيق، كما وتسبّب هذه الوضعيّة رائحة الفم الكريهة أيضاً. قد يعاني الأشخاص الذين يعانون من الشخير أو انقطاع التنفس أثناء النوم من تفاقم هذه المشاكل عند النوم على الظهر. يُنصح باستخدام وسادة مناسبة لدعم الرقبة والرأس بشكل صحيح عند النوم على الظهر.
النوم على البطن: هل هو صحي؟
يعتبر النوم على البطن أقل الوضعيات الصحية شيوعاً، حيث يحمل العديد من المخاطر والعيوب. في هذه الوضعيّة يتعرض الإنسان للأذى أكثر من الفوائد حيث تعمل هذه الوضعيّة على اختناق الإنسان، حيث يتعرض جسمه لثقل العمود الفقري بشكلٍ يمنعه من التنفس السليم، وعدم الراحة أثناء النوم والمعاناة من أوجاع الصدر في الأيّام التالية للّيلة التي قضاها نائماً على بطنه، بالإضافة إلى الوجع الذي يصيب القلب. قد يؤدي إلى آلام في الرقبة والظهر بسبب الضغط على العمود الفقري. قد يكون النوم على البطن مفيداً في بعض الحالات النادرة مثل تخفيف الشخير، ولكنه بشكل عام لا يُنصح به.
النوم على أحد الجانبين: أي الجانبين أفضل؟
النوم على أحد الجانبين يعتبر من الوضعيات الشائعة والمريحة للكثيرين. لكل جانب تأثير مختلف على الأعضاء الداخلية. في حالة النوم على الجانب الأيسر فإن الإنسان سيعاني من تعرّض القلب لضغط الرئة اليمنى؛ لأنّها أكبر حجماً من اليسرى وبالتالي التقليل من نشاطه، كما أن هذه الوضعيّة تضغط على الكبد، أما في حالة النوم على الجانب الأيمن فإنّ تنفس النائم يكون منتظماً ومرتاحاً بسبب راحة القصبة الهوائية، كما أنّ الشحنات السلبية الزائدة في الدماغ تزول ويكون القلب مرتاحاً والكبد وبقية أعضاء الجسم الأخرى. يُعتبر النوم على الجانب الأيمن أفضل بشكل عام، خاصةً وأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان ينام على شقه الأيمن. يُنصح باستخدام وسادة تدعم الرقبة وتحافظ على استقامتها عند النوم على أحد الجانبين.