جدول المحتويات
الموضوع | الرابط |
---|---|
أوقات قيام الليل المباحة | الفقرة الأولى |
أفضل وقت للقيام حسب أهل العلم | الفقرة الثانية |
حكم قيام الليل كاملاً | الفقرة الثالثة |
ثواب قيام الليل في الدنيا والآخرة | الفقرة الرابعة |
أوقات قيام الليل المباحة
يبدأ وقت قيام الليل من بعد صلاة العشاء وينتهي بطلوع الفجر، فترة زمنية واسعة. يُطبق هذا أيضًا على صلاة الوتر والتراويح. أجاز العلماء أداء قيام الليل في بداية الليل أو وسطه أو نهايته، وهو ما كان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كان يُغيّر أوقات نومه. وقد روى أنس بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما كنا نُشاءُ أن نرى رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم في الليلِ مصلِّيًا إلاَّ رأيناهُ ولا نُشاءُ أن نراهُ نائمًا إلاَّ رأيناهُ). [٢][٣]
أفضل وقت للقيام حسب أهل العلم
اختلف أهل العلم في تحديد أفضل وقت للقيام، فمنهم من فضّل السُّدْسَيْن الرابع والخامس من الليل، استناداً لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: (أَحَبُّ الصَّلاةِ إِلَى اللهِ صَلاةُ دَاوُدَ عليه السلام، وَأَحَبُّ الصِّيامِ إِلَى اللهِ صيامُ داوُدَ، وكانَ يَنامُ نِصْفَ الليلِ، ويَقومُ ثُلُثَهُ، ويَنامُ سُدُسَهُ، ويَصومُ يومًا ويُفْطرُ يومًا). [٤] وذهب البعض الآخر إلى أنّ النصف الثاني من الليل أفضل لمن قسم الليل نصفين، ولمن قسمه إلى ثلثين، فالثلث الأوسط أفضل لكون المشقة فيه أكبر، وقلة المُستيقظين فيه. وقد كره الحنابلة والشافعية قيام الليل كاملاً باستمرار، إلا في العشر الأواخر من رمضان، كما جاء في حديث عائشة رضي الله عنها: (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، إذا دَخَلَ العَشْرُ، أَحْيَا اللَّيْلَ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ، وَجَدَّ وَشَدَّ المِئْزَرَ). [٥][٦] أما المالكية، فذهبوا إلى أن الصلاة في الثلث الأخير أفضل لمن اعتاد الاستيقاظ فيه، ولمن لم يعتد ذلك، فالأفضل أن يُصلّي في بداية الليل.
حكم قيام الليل كاملاً
قيام الليل عبادة عظيمة، وقد وصف الله بها عباده الصالحين. كل صلاة يُؤدّيها المسلم بعد صلاة العشاء هي قيام لليل، ويجوز قضاؤه في أي وقت بين العشاء والفجر، لكن يُكرَه الإِدامة عليه كاملاً باستمرار. كان الصالحون يختلفون في قيام الليل، فمنهم من قام به كاملاً، ومنهم من قام بجزء منه. وقد شرع الله قيام جزء من الليل، كما في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ*قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً*نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً*أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً). [٨] ولم يقم النبي صلى الله عليه وسلم الليل كاملاً، ولا أصحابه، وكان ينام جزءاً منه، والإِصرار على قيام الليل كاملاً دون نوم هو غلوّ.
ثواب قيام الليل في الدنيا والآخرة
لقيام الليل أجرٌ في الدنيا والآخرة. في الدنيا، يحصل العبد على لذة الروحانية، ورادع عن المعاصي، كما في قوله تعالى: (إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ). [١٠] كما يُبعد الكسل، ويُعين على نيل الخير، لِما فيه من مناجاة الله ودعائه. قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ مِنَ اللَّيْلِ ساعَةً، لا يُوافِقُها عَبْدٌ مُسْلِمٌ، يَسْأَلُ اللهَ خَيْرًا، إلاَّ أعْطاهُ إيَّاهُ). [١١][١٢]
في الآخرة، يُجزى قائم الليل رضا الله، كما في قوله تعالى: (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ*فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ). [١٣] وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم الليل حتى تتورم قدماه، كما روت عائشة رضي الله عنها: (أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ حتى تَتَفَطَّرَ قَدَمَاهُ، فقالتْ عائشةُ: لِمَ تَصْنَعُ هذا يا رسولَ اللهِ، وقدْ غَفَرَ اللهُ لكَ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِكَ وما تَأَخَّرَ؟ قالَ: أفلا أُحِبُّ أنْ أكونَ عبدًا شَكُورًا). [١٤][١٥]
References would be added here, referencing the original text’s references