جدول المحتويات
أسباب ومظاهر الانحدار في العصر العباسي الثاني
شهدت الدولة العباسية خلال الحقبة الزمنية الممتدة بين عامي 232 و 334 هـ، فترة من التفكك والانقسام. وقد صاحب هذا الضعف العام، تدهور ملحوظ في مكانة الخلافة العباسية. يعتبر الخليفة المتوكل أول الخلفاء في هذه المرحلة. ومن بين الأسباب الرئيسية التي ساهمت في هذا الانحدار:
- هيمنة الأتراك: بسط الأتراك نفوذهم على مقاليد الدولة، بما في ذلك تعيين الخلفاء والموظفين السامين في المناصب الرسمية، والتحكم في المؤسسات الحيوية. تحول الخليفة إلى مجرد رمز لسلطة عربية، بينما كانت الإدارة الفعلية في أيدي غير عربية.
- ضعف الإدارة التركية: افتقار الأتراك إلى الخبرة والمعرفة اللازمة لإدارة شؤون الحكم، ساهم في تفاقم الأوضاع وتدهورها.
- نفوذ الجيش التركي: على الرغم من أن الاستعانة بالأتراك في الجيش بدأت في العصر العباسي الأول في عهد المأمون، إلا أن نفوذهم كان محدودًا وتحت السيطرة. في العصر الثاني، توسع نفوذهم بشكل كبير وأصبح لهم اليد العليا.
- التدخل التركي في اختيار الخلفاء: لعب الأتراك دورًا حاسمًا في مبايعة الخليفة المتوكل، بعد تفضيله على محمد بن الواثق. على الرغم من قوة شخصية المتوكل، إلا أنه لم يكن يجرؤ على معارضتهم بسبب هذا الفضل.
- الصراعات على السلطة: ظهرت الخلافات والمنافسة على العرش داخل الأسرة الحاكمة، بين المتوكل وابنه وولي عهده. استغل الأتراك هذه الخلافات للتخلص من المتوكل وتنصيب ابنه المنتصر خليفة.
- الاهتمام بالمناصب السياسية: انشغال الخلفاء بالصراعات على المناصب وإهمالهم لشؤون الدولة ومصالح الشعب.
- الفتن والمكائد: تفشي الفتن والمؤامرات داخل القصر، واستخدام الأتراك كأداة لقتل الخلفاء.
- الطبقية الاجتماعية: ظهور طبقات اجتماعية متباينة، طبقة عليا مترفة، وطبقة تجار وملاك، وطبقة كادحة عانت من الفقر وضنك العيش.
- قلة خبرة الخلفاء: افتقار العديد من الخلفاء الذين تولوا الحكم في العصر العباسي الثاني إلى الخبرة والمهارة اللازمة لإدارة الدولة، إما لصغر سنهم أو لجهلهم بشؤون الحكم.
- انتشار اللهو والمجون: انتشار حياة اللهو والمجون التي أدت إلى تراجع كبير في تطور وثقافة الدولة، بعد الاهتمام بالعلم والعلماء والترجمة في العصر الأول، مما أضعف شعبية الخلفاء العباسيين.
- إهمال متابعة الحكام والولاة: تقاعس الخلفاء عن متابعة أداء الحكام والولاة الذين عينوهم، مما ساهم في زيادة النفوذ التركي.
مآلات الضعف في العصر العباسي الثاني
أدت الإدارة السياسية والعسكرية المتخبطة إلى نتائج كارثية عانت منها الدولة العباسية لفترة طويلة، ومن أبرز هذه النتائج:
- انفصال الإمارات: انفصال الأمراء في أطراف الدولة العباسية واستقلالهم، مما أدى إلى تقلص مساحة الدولة وتفشي الفوضى.
- تنامي خطر الإمارات المستقلة: ازدياد قوة الإمارات التي استقلت عن الخلافة العباسية، مثل إمارة علي بن بويه في فارس.
- السيطرة على المدن: سيطرة الحسن بن بويه على مدينتي الري وأصفهان، وسيطرة الحمدانيين على الموصل وديار بكر وديار ربيعة ومضر، ووقوع الشام ومصر تحت حكم محمد بن طغج الإخشيد، وخراسان تحت حكم نصر بن أحمد الساماني.
- الاضطرابات والفتن: انتشار الاضطرابات والفتن في جميع أنحاء الدولة بسبب ضعف الخلافة وتدهور الأوضاع السياسية والاقتصادية.
نهاية حقبة العصر العباسي الثاني
انتهى العصر العباسي الثاني في عام 334 هـ، وكان آخر خلفائه المستكفي بالله. يُعرف هذا العصر بعصر النفوذ التركي، وهذا يفسر الكثير. نظرًا لتوسع النفوذ التركي في الدولة العباسية، كان من المحتم انهيار هيبة الخلافة، مما أدى إلى ظهور ما يسمى بالدولة البوليسية في أواخر العصر العباسي الثاني. الدولة البوليسية تعني قيام الحكومة بممارسات قمعية في المجتمع، تتحكم من خلالها في جميع جوانب الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
قائمة الخلفاء العباسيين في العصر الثاني
تعاقب على حكم الخلافة في العصر العباسي الثاني 14 خليفة وهم:
- المتوكل على الله.
- المنتصر بالله.
- المستعين بالله.
- المعتز بالله.
- المهتدي بالله.
- المعتمد على الله.
- المعتضد بالله.
- المكتفي بالله.
- جعفر بن أحمد المعتضد.
- عبد الله بن المعتز بالله.
- القاهر بالله.
- الراضي بالله.
- المتقي بالله.
- المستكفي بالله.