أراضي مملكة سبأ العظيمة: تاريخ، موقع، وحضارة

استكشف تاريخ مملكة سبأ، موقعها الجغرافي، ديانتها، وحكاية ملكتها بلقيس، مع تفاصيل عن تجارتها المزدهرة وعبادتها القديمة.

فهرس المحتويات

تاريخ مملكة سبأ
الموقع الجغرافي لمملكة سبأ
ديانة أهل سبأ قديماً
ملكة سبأ: بلقيس
المراجع

تاريخ مملكة سبأ: إرث حضاري عريق

تُعدّ مملكة سبأ إحدى أبرز ممالك اليمن القديمة، وتمتدّ جذورها إلى عصور غابرة. على الرغم من اختلاف الآراء حول تاريخ نشأتها الدقيق، إلا أن الأدلة تشير إلى وجودها منذ القرن الحادي عشر قبل الميلاد على الأقل، مع ازدهار واضح في القرنين العاشر والتاسع قبل الميلاد. يُنسب اسم “سبأ” إلى سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان، كما تشير بعض المصادر إلى اسم آخر وهو عامر. وقد ظهرت تفسيرات مختلفة لاسم “سبأ”، بعضها أسطوري، بينما يشير البعض الآخر، بناءً على نصوص الخط المسند، إلى معنى “قاتل” أو “حارب”. كما ذُكرت مملكة سبأ في التوراة باسم “شيبة”، وفي الكتاب المقدس، مما يؤكد أهميتها التاريخية وامتداد شهرتها عبر الحضارات القديمة.

امتداد مملكة سبأ: جغرافياً

تقع مملكة سبأ في جنوب شبه الجزيرة العربية، شمال غرب مدينة عدن بمسافة حوالي 200 ميل. كانت مدينة مأرب عاصمة المملكة، وتقع على بعد حوالي ستين ميلاً شرق صنعاء، على ارتفاع 2900 قدم فوق مستوى سطح البحر. ويُعتبر سدّ مأرب، إنجازاً هندسياً عظيماً، دليلاً على تقدمهم في الهندسة المعمارية، حيث يبلغ عرضه 150 ذراعاً وطوله 800 ذراع. استخدم أهل سبأ أبجدية فريدة من 29 حرفاً تُعرف باسم “خط المسند”. كان الحكم في المملكة يجمع بين السلطتين الدينية والسياسية بيد “المكرب” (المقرب من الآلهة)، ومن أشهرهم المكرب يثع أمر والمكرب كربئيل. شهدت المملكة تطوراً سياسياً متقدماً، كما تشير القوانين والتشريعات السائدة.

المعتقدات الدينية في مملكة سبأ

عَبَدَ السبئيون القمر وكوكب الزهرة والشمس منذ القرن السابع قبل الميلاد. مع تغير الأسرة الحاكمة في القرن الرابع قبل الميلاد، انتشرت عبادة الأصنام، بدايةً بصنم “تألب ريام”، ثمّ أصبح لكل قبيلة صنمها الخاص. كما كانوا يُقدّسون الوعل. في القرن الأول الميلادي، تخلى السبئيون عن عبادة الأصنام واتجهوا نحو التوحيد. يُلاحظ أن كلمة “إيل” في العبرية تعني الله، وهذا ما يفسر ظهور العديد من الأسماء التي تحتوي على “إيل” لدى السبئيّين، مثل شرح إيل وشرحبيل.

بلقيس: قصة ملكة سبأ

ذُكرت ملكة سبأ في القرآن الكريم وفي التوراة كحدث تاريخي، دون ذكر اسمها صراحةً. لكنّ المفسرين والمؤرخين يُشيرون إلى أنّ اسمها بلقيس، ابنة أحد ملوك اليمن (الهدهاد بن شرحبيل). يروي القرآن الكريم قصة ملكة سبأ وسليمان عليه السلام. وقد أرسل سليمان رسالةً إليها بواسطة الهدهد، بعدما علم بعبادة قومها للشمس من دون الله ﴿وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ﴾ [النمل: 20]، و ﴿أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ * إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ * وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ﴾ [النمل: 22-24]. أرسلت بلقيس هديّةً إلى سليمان، ثمّ زارت مُلكه، وأُعجبت بقوّته وحكمته، فأسلمت هي وقومها ﴿قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [النمل: 44].

مصادر البحث

سيتمّ إدراج المراجع هنا عند الحاجة.

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

مدينة مراكش: الموقع، السحر، والمعالم

المقال التالي

مقر اليونسكو ومبادراتها العالمية

مقالات مشابهة