جدول المحتويات
أدلة على وجود الله تعالى: رحلة العقل والحسّ والشرع
تُعدّ أدلة وجود الله تعالى من أهمّ الأسس التي تُرسّخ الإيمان في قلوب المؤمنين، وتُؤكد على حقيقة وجود الخالق سبحانه وتعالى. يُمكن تقسيم هذه الأدلة إلى ثلاثة أقسام رئيسية، تُبرز كلّ منها جانبًا مختلفًا من جوانب العقل والحسّ والشرع:
دليل الفطرة: صوت الروح الخفي
الإنسان بفطرته، يُؤمن بوجود الله تعالى. هذا الإيمان يُمثل صوتًا خفيًا داخل النفس، يشير إلى وجود قوّة عظمى وراء كلّ شيء. يُزول هذا الإيمان عند البعض عندما تتسلل الشياطين إلى قلوبهم، كما ورد في القرآن الكريم:
“فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا” [٢]
ويظهر الإيمان بالله تعالى بوضوح عندما يواجه الإنسان صعوبة أو خطر. في تلك اللحظة، يُرفع يديه سريعًا للدعاء، مُلتمسًا العون من الله جلّ وعلا، لِأنّه وحده القادر على النجاة والغوث.
دليل الحس: انعكاسات الخالق في مخلوقاته
كلّ ما يُحيط بالإنسان من حوادث ومخلوقات، يدلّ على وجود خالق مُوجد. فمن غير المعقول أنّ هذه الحوادث نشأت من تلقاء نفسها أو أنّه تمّ خلق الأشياء بالصدفة دون سبب. إنّ استحالة هذه الاحتمالات تدفع الإنسان إلى اليقين أنّ لوجود هذه الكائنات خالقًا وموجدًا، وهو الله سبحانه وتعالى، كما جاء في قوله تعالى:
“أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُون* أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۚ بَل لَّا يُوقِنُونَ” [٣]
ومن الأمثلة الواضحة على الأدلة الحسية على وجود الله سبحانه وتعالى: علاقة الأسباب والمسبّبات. فعندما يدعو الإنسان ربه، ويستجيب له، فإنّ ذلك دليل قاطع على وجود الخالق.
دليل الشرع: صوت الله في الكون
ما أنزله الله عزّ وجلّ من شرائع وأحكام على رسله هو دلالة على علمه وحكمته سبحانه، كما أنّها دلالة على وجوده سبحانه وتعالى. إنّ هذه الشرائع تُقدم للإنسان دليلًا واضحًا على وجود كيان عظيم يُحكم الكون بِعدلٍ وحكمة.
تفرّد الله بالخلق والإيجاد: وحدانية الإبداع
من أهمّ الأدلة على تفرّد الله بالخلق والإيجاد، الدليل العقلي. فعندما نُلاحظ حدوث السحاب، والمطر، ونشوء الإنسان، والشجر، فإنّ العقل يرفض أن يكون هذه الأشياء قد أوجدت نفسها أو أنّها وُجِدَت من العدم. لا بدّ من وجود موجدٍ أزليّ الوجود، كامل القدرة، وهو الله تعالى.
ومن الأدلة الداعمة لفكرة التفرّد بالخلق، دليل التمانع. فلو افترضنا وجود إلهين خالقين، وأراد أحدهما خلقَ شيءٍ، بينما أراد الآخر زوالَه، فإمّا أن تتحقق إرادتُهما معاً، وهذا مستحيل في هذه الحالة، لِاجتماع نقيضين. وإمّا أن لا يحصل مرادُ أيّ منهما، وهذا كذلك مستحيل. وإمّا أن يحصل مرادُ أحدهما، ولا يحصل مرادُ الآخر، وهذا يدلّ على ربوبية من تحقق مراده، وبطلان ربوبية من ثبت عجزه. [٤]
ثمرات الإيمان بالله: ضوءٌ يُنير الدّروب
تُحمل ثمار الإيمان بالله تعالى فوائد جمة تُهدي الإنسان نحو السعادة والهداية في الدنيا والآخرة. تُؤدي إلى الانقياد الكامل لِجوارح الإنسان وحواسه تجاه الخالق، مُستمدًّا قوّته من أسمائه وصفاته. تُعزّز التوكّل على الله تعالى، دون الاعتماد على غيره، وتؤكد على التصديق الكامل بكلام الله تعالى، والإيمان بأنّ ما أنزله من شرائع هو الحق المبين. هذا ما يُحقق للإنسان الهداية والأمن في الدنيا، والسعادة والفلاح في الآخرة. [٥]
المراجع
- “الأدلة على وجود الله ، والحكمة من خلقه للعباد”،الإسلام سؤال وجواب، 2002-4-7، اطّلع عليه بتاريخ 2018-7-30. بتصرّف.
- سورة الروم ، آية: 30.
- سورة الطور ، آية: 35-36.
- “الأدلة على وجود الله وتفرده بالخلق والإيجاد”،إسلام ويب، 2013-6-13، اطّلع عليه بتاريخ 2018-7-30. بتصرّف.
- الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر (2016-5-8)،”ثمرات الإيمان بالله تعالى “،شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 2018-7-30. بتصرّف.