فهرس المحتويات
مقدمة عن أهمية الدعاء في الشفاء
إن الإنسان بطبيعته يلجأ إلى الله سبحانه وتعالى في جميع الظروف والأحوال، وخصوصاً عند الشدائد كالأمراض أو الحاجة إلى تحقيق أمنية ملحة. وقد وردت الكثير من الأدعية والأذكار المستحبة لكل حاجة يطلبها العبد من ربه. فالدعاء بنية الشفاء يختلف عن الدعاء بنية طلب الرزق أو الذرية، فلكل مقام دعاء. والمرض من الأمور التي تشغل بال الإنسان وتعيقه عن أداء العبادات وعن الاستمتاع بالحياة، سواء كان المرض يصيبه شخصياً أو يصيب أحد أحبائه.
وقد جاءت النصوص الشرعية مبينة فضل الدعاء وأثره في الشفاء، فإذا دعا المسلم ربه بصدق وإخلاص، فإن الله يستجيب له إما بالشفاء العاجل، وإما بتأخير الاستجابة لحكمة يعلمها، أو بصرف مصيبة أخرى كانت ستحل به. وقد ورد حديث شريف يؤكد هذا المعنى، حيث قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-:
“ما من مسلمٍ يدعو بدعوةٍ ليس فيها إثمٌ ولا قطيعةُ رحمٍ إلَّا أعطاه اللهُ بها إحدَى ثلاثٍ إمَّا أن يعجِّلَ له دعوتَه وإمَّا أن يدَّخِرَها له في الآخرةِ وإمَّا أن يصرِفَ عنه من السُّوءِ مثلَها قالوا إذا نُكثِرُ قال اللهُ أكثرُ.”
وهذا الحديث يشجع المسلم على الإكثار من الدعاء، والتيقن من إجابة الله تعالى.
نماذج من الأدعية المأثورة للشفاء
ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الكثير من الأدعية والآيات التي يستحب للمسلم أن يدعو بها عند المرض أو عند إصابة أحد المقربين، ومن هذه الأدعية والآيات:
- قراءة سورة الفاتحة، وتكرارها سبع مرات.
- قراءة آية الكرسي الواردة في سورة البقرة.
- قراءة المعوذتين (سورتي الفلق والناس)، وتكرار كل واحدة منهما ثلاث مرات.
- قراءة سورة الإخلاص وتكرارها ثلاث مرات.
- قراءة أول خمس آيات من سورة البقرة.
- الدعاء بالاستعاذة بكلمات الله التامة من الشر، بقول:
“أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق.”
- الاستعاذة من الشيطان وشروره، ومن العين وأثرها، بقول:
“أعوذُ بكلماتِ اللهِ التامةِ، من كلِّ شيطانٍ وهامَّةٍ، ومن كلِّ عينٍ لامَّةٍ.”
- الدعاء بقول:
“أعوذُ بكلماتِ اللهِ التاماتِ التي لا يُجاوزُهنَّ برٌّ ولا فاجرٌ من شرِّ ما خلق وذرأَ وبرأَ ومن شرِّ ما ينزلُ من السماءِ ومن شرِّ ما يعرجُ فيها ومن شرِّ ما ذرأ في الأرضِ ومن شرِّ ما يخرجُ منها ومن شرِّ فتَنِ الليلِ والنهارِ ومن شرِّ كلِّ طارقٍ إلّا طارقاً يطرقُ بخيرٍ يا رحمنُ.”
- الاستغاثة بالله وكلماته التامة من غضبه وعقابه ومن الشياطين وهمزهم، بقول:
“أعوذُ بِكلماتِ اللَّهِ التَّامَّة من غضبِه وعقابِه وشرِّ عبادِه ومن همزاتِ الشَّياطينِ وأن يحضرونِ.”
- الدعاء بقول:
“بسمِ اللهِ أرقيكَ من كلِّ شيٍء يُؤذيكَ من شرِّ كل نفسٍ أو عينِ حاسدٍ اللهُ يشفيكَ بسمِ اللهِ أَرْقِيكَ.”
- الدعاء بقول:
” أسألُ اللهَ العظيمَ ربَّ العرشِ العظيمِ أنْ يَشفيَكَ.”
أدعية مستحبة عند زيارة المريض
بالإضافة إلى الأدعية المأثورة، يمكن الدعاء بأدعية أخرى بنية الشفاء، ومنها:
- اللهم يا مسهل الشديد، وملين الحديد، ويا منجز الوعيد، ويا من هو كل يوم في أمرٍ جديد، أخرج مرضانا ومرضى المسلمين من حلق الضيق إلى أوسع الطريق، بك ندفع ما لا نُطيق فاللهم ادفع عن المسلمين ما لا يطيقون، واغفر لهم ما لا يعلمون، واشفهم شفاءً لا يغادر سقمًا يا رب العالمين ولا حول ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم.
- لا إله إلا الله الحليم الكريم، لا إله إلا الله العلي العظيم، لا إله الا الله رب السماوات السبع و رب العرش العظيم، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، الحمد لله الذي لا إله إلا هو، وهو للحمد أهل، وهو على كل شيء قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، اللهم اشفه اللهم اشفه اللهم اشفه، اللّهم آمين.
- يا الله يا رحمن يا رحيم اللهم اكفه بركنك الذي لا يرام، واحفظه بعزك الذى لا يُضام، واكلأه فى الليل وفى النهار، وارحمه بقدرتك عليه، أنت ثقته ورجائه يا كاشف الهم، يا مفرّج الكرب، يا مجيب دعوة المضطرين.
- اللهم يا من تعيد المريض لصحته وتستجيب دعاء البائس، اللهمّ إنّا نسألك بكل اسمٍ لك أن تشفيه، اللهم إنا نسألك باسمك الشافي أن تعفو عنه وتشفيه، اللهم لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك إنك على كل شيء قدير.
- اللهم نسألك بصفاتك العليا التي لا يقدر أحد على وصفها، وبأسمائك الحسنى التي لا يقدر أحد أن يحصيها، وأسألك بذاتك الجليلة ووجهك الكريم أن تشفيه وتعافيه بحولك وقوتك يا أرحم الراحمين يا مجيب دعوة السائلين.
- اللهم يا من تعيد للمريض صحته، و يا من تستجيب دعاء البائس الضعيف، أسألك أن تشفيه وتلطف بجسده وتكتب له الشفاء العاجل يا أكرم الأكرمين.
- اللهم نسألك بصفاتك العليا التي لا يقدر أحد على وصفها، وبأسمائك الحسنى التي لا يقدر أحد أن يحصيها، وأسألك بذاتك الجليلة ووجهك الكريم أن تشفيه وتعافيه بحولك وقوتك.
- اللهم يا سامع دعاء العبد إذا دعاك، يا شافي المريض بقدرتك، اللهم اشفه شفاء لا يغادر سقماً، اللهم ألبسه لباس الصحة والعافية يا رب العالمين.
- اللهمّ إنّي أسألك من عظيم لطفك، وكرمك، وسترك الجميل، أن تشفيه وتمدّه بالصّحة والعافية.
- اللهمّ ألبسه ثوب الصّحة والعافية، عاجلاً غير آجلٍ يا أرحم الرّاحمين.
دعاء خاص لزائر المريض
يستحب لمن زار مريضاً أن يدعو له بالشفاء، ويعتبر ذلك من آداب الزيارة، لأن المريض في تلك الفترة يكون بحاجة إلى الدعاء لتخفيف الألم والرجاء في الشفاء، وهذا يقوي عزيمته ويخفف عنه ضيق المرض، كما أن ذلك يجبر قلبه ويعزز معنوياته بعد أن أضعفه المرض. وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا عاد مريضاً يدعو له، ويطلب ممن حضر لزيارته أن يدعو له.
زار النبي -صلى الله عليه وسلم- سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- لما مرض ودعا له بالشفاء، حيث روي عن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- أنه قال:
“ثمّ وضع يدَه على جبهتي، ثمّ مسح يدَه على وجهي وبطني، ثمّ قال: اللهمُّ اشفِ سعداً، وأتممْ له هجرتَه، فما زلتُ أجد بردَه على كبِدي -فيما يخالُ إليّ- حتى الساعةَ”
ومن الأدعية المأثورة ما رواه ابن عباس -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:
“مَنْ عَادَ مَرِيضًا لَمْ يَحْضُرْ أَجَلُهُ فَقَالَ عِنْدَهُ سَبْعَ مِرَارٍ: أَسْأَلُ اللَّهَ الْعَظِيمَ رَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ أَنْ يَشْفِيَكَ، إِلاَّ عَافَاهُ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ الْمَرَضِ.”
شروط أساسية للرقية الشرعية
يجب على الراقي والمسترقي أن يعتقدا بأن الشفاء بيد الله وحده، فهو يشفي من يشاء ويترك من يشاء مريضاً. الرقية الشرعية لها شروط خاصة:
- أن تكون الرقية الشرعية من نصوص القرآن أو السنة النبوية أو ما تلقته الأمة بالقبول.
- أن تكون الرقية باللغة العربية إذا كان الراقي والمسترقي يفهمانها، وإلا فبلغة مفهومة.
- أن يعتقد الراقي والمسترقي أن الرقية سبب من أسباب الشفاء، وأن الشفاء من عند الله.
