أدعية الاستفتاح وأدعية الصلاة الأخرى

أدعية الاستفتاح المتنوعة وأدعية الركوع والسجود وما بين التشهد والتسليم كما وردت في السنة النبوية. تعرف على الصيغ المختلفة لهذه الأدعية وفضلها.

مقدمة

يُعد الدعاء جزءًا أساسيًا من العبادة في الإسلام، وهو وسيلة للتواصل المباشر مع الله تعالى. من بين الأدعية المهمة في الصلاة، دعاء الاستفتاح الذي يُقال بعد تكبيرة الإحرام مباشرة. كما توجد أدعية أخرى مُستحبة في مواضع مختلفة من الصلاة، مثل الركوع والسجود وما بين التشهد والتسليم. في هذه المقالة، سنستعرض بعضًا من هذه الأدعية كما وردت في السنة النبوية المطهرة.

الصيغة الأولى لدعاء الاستفتاح

وردت صيغة أولى لدعاء الاستفتاح في الحديث الذي رواه أبو هريرة -رضي الله عنه-، حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:

“(اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وبيْنَ خَطَايَايَ، كما بَاعَدْتَ بيْنَ المَشْرِقِ والمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنَ الخَطَايَا كما يُنَقَّى الثَّوْبُ الأبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ بالمَاءِ والثَّلْجِ والبَرَدِ).”

يعتبر هذا الدعاء طلبًا من الله تعالى لتطهير النفس من الذنوب والخطايا، وتنقيتها كما يُنقى الثوب الأبيض من الأوساخ.

الصيغة الثانية لدعاء الاستفتاح

ثبتت صيغة ثانية لدعاء الاستفتاح في الحديث الذي رواه علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:

“(وَجَّهْتُ وَجْهي لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ حَنِيفًا، وَما أَنَا مِنَ المُشْرِكِينَ، إنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي، وَمَحْيَايَ وَمَمَاتي لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ، لا شَرِيكَ له، وَبِذلكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ المُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ أَنْتَ المَلِكُ لا إلَهَ إلَّا أَنْتَ، أَنْتَ رَبِّي وَأَنَا عَبْدُكَ.)”

ويكمل -صلى الله عليه وسلم-:

“(ظَلَمْتُ نَفْسِي، وَاعْتَرَفْتُ بذَنْبِي، فَاغْفِرْ لي ذُنُوبِي جَمِيعًا، إنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أَنْتَ، وَاهْدِنِي لأَحْسَنِ الأخْلَاقِ، لا يَهْدِي لأَحْسَنِهَا إلَّا أَنْتَ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا، لا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إلَّا أَنْتَ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، وَالْخَيْرُ كُلُّهُ في يَدَيْكَ، وَالشَّرُّ ليسَ إلَيْكَ، أَنَا بكَ وإلَيْكَ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إلَيْكَ.)”

هذا الدعاء يتضمن التوجه الكامل لله تعالى، والإقرار بالعبودية والاعتراف بالذنب، وطلب الهداية والمغفرة.

الصيغة الثالثة لدعاء الاستفتاح

الصيغة الثالثة لدعاء الاستفتاح ثبتت في الحديث الذي رواه عبدة بن أبي لبابة -رضي الله عنه-، حيث قال إنَّ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ كانَ يَجْهَرُ بهَؤُلَاءِ الكَلِمَاتِ يقولُ:

“(سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وبِحَمْدِكَ، تَبَارَكَ اسْمُكَ، وتَعَالَى جَدُّكَ، ولَا إلَهَ غَيْرُكَ.)”

هذه الصيغة تتضمن تسبيح الله تعالى وتنزيهه عن كل نقص، والثناء عليه، والإقرار بأنه لا معبود بحق إلا هو.

دعاء الركوع في الصلاة

دعاء الركوع ثبت في الحديث الذي رواه علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:

“(اللَّهُمَّ لكَ رَكَعْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، خَشَعَ لكَ سَمْعِي وَبَصَرِي، وَمُخِّي، وَعَظْمِي وَعَصَبِي.)”

يتضمن هذا الدعاء الإقرار بالركوع لله وحده، والإيمان به، والاستسلام له، وخشوع جميع الحواس والأعضاء له.

دعاء السجود في الصلاة

بينت السنة النبوية دعاء السجود، وذلك في الحديث الذي رواه علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:

“(اللَّهُمَّ لكَ سَجَدْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ، وَصَوَّرَهُ، وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ، تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الخَالِقِينَ.)”

يعبر هذا الدعاء عن السجود لله وحده، والإيمان به، والاستسلام له، والإقرار بأن الوجه سجد لمن خلقه وصوره وأعطاه السمع والبصر، مع التأكيد على أن الله هو أحسن الخالقين.

الدعاء بين التشهد والتسليم

بينت السنة النبوية الدعاء الذي يقال بين التشهد والتسليم، وذلك في الحديث الذي رواه علي بن أبي طالب حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:

“(اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وَما أَخَّرْتُ، وَما أَسْرَرْتُ وَما أَعْلَنْتُ، وَما أَسْرَفْتُ، وَما أَنْتَ أَعْلَمُ به مِنِّي، أَنْتَ المُقَدِّمُ وَأَنْتَ المُؤَخِّرُ، لا إلَهَ إلَّا أَنْتَ.)”

يتضمن هذا الدعاء طلب المغفرة من الله تعالى عن جميع الذنوب، ما تقدم منها وما تأخر، وما أُسر وما أُعلن، والإقرار بأنه هو المقدم والمؤخر، وأنه لا معبود بحق إلا هو.

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

استمداد العون الإلهي: أدعية لتيسير الأمور

المقال التالي

مناجاة الله ضد المعتدين

مقالات مشابهة