أحكام تعويض الصلوات الفائتة

تعريف قضاء الصلاة وأحكامه. حالات فوات الصلاة وكيفية قضائها. آراء العلماء في قضاء الصلاة.

مقدمة

الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام، وهي عمود الدين، وقوام الإيمان. ولأهميتها العظيمة، يجب على كل مسلم بالغ عاقل أن يحافظ عليها في أوقاتها. ولكن قد يعرض للمسلم ما يجعله يؤخر الصلاة عن وقتها، سواء كان ذلك بعذر أو بغير عذر. وفي هذه الحالة، يجب عليه أن يعلم حكم الشرع في تعويض هذه الصلاة الفائتة.

الرأي الشرعي في تعويض الصلاة

يتفق جمهور العلماء على وجوب تعويض الصلوات الفائتة على المسلم، لأنها تعتبر ديناً في ذمته حتى يؤديها. ويجوز قضاء هذه الصلوات في أي وقت من الليل أو النهار. والترتيب بين الصلوات الفائتة مستحب عند جمهور العلماء، وليس واجباً.

واستدل العلماء على وجوب القضاء بقول النبي صلى الله عليه وسلم:

(فاقضِ اللهَ، فهو أحقُّ بالقَضاءِ).

يشير هذا الحديث إلى أهمية قضاء ما فات من الواجبات الدينية، وأن حق الله أولى بالوفاء.

ظروف فوات الصلوات

هناك حالتان رئيسيتان لفوات الصلوات:

  1. الفوات بعذر شرعي: مثل النسيان أو النوم. في هذه الحالة، يكون المسلم معذوراً، ويجب عليه قضاء الصلاة فور تذكره أو استيقاظه. وقد ورد في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم عندما سأله الصحابة عن كفارة تفويت صلاة الفجر بسبب النوم:
  2. (أَمَا إِنَّهُ لَيْسَ فِي النَّوْمِ تَفْرِيطٌ إِنَّمَا التَّفْرِيطُ عَلَى مَنْ لَمْ يُصَلِّ الصَّلاةَ حَتَّى يَجِيءَ وَقْتُ الصَّلاةِ الأُخْرَى فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَلْيُصَلِّهَا حِينَ يَنْتَبِهُ لَهَا)

    ويشترط للعذر بالنوم أن يكون المسلم قد اتخذ الأسباب المعينة على الاستيقاظ لأداء الصلاة في وقتها.

  3. الفوات بدون عذر شرعي: وهو تعمد ترك الصلاة. وقد أجمع العلماء على أن المسلم يأثم على ذلك، ويجب عليه التوبة النصوح. أما عن قضاء الصلاة في هذه الحالة، فقد اختلف العلماء فيه. فالجمهور يرى وجوب القضاء مع الإثم، بينما يرى آخرون مثل شيخ الإسلام ابن تيمية أنه لا يقضيها، وإنما عليه التوبة والاستغفار والإكثار من النوافل.

كيفية تعويض الصلاة

يتم تعويض الصلوات الفائتة بأدائها في أي وقت من الليل أو النهار، حسب استطاعة المسلم، وبدون تأخير أو مماطلة. إذا كان المسلم عالماً بعدد ركعات الصلاة الفائتة، فإنه يؤديها كما هي. وإذا كان جاهلاً بعدد الركعات، فإنه يجتهد بقدر ما يغلب على ظنه براءة ذمته.

ويستحب الحرص على ترتيب الصلوات الفائتة خروجاً من الخلاف، وذلك بأن يصلي الفجر ثم الظهر ثم العصر وهكذا.

المصادر

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

درر الكلام: حكم وأقوال مأثورة

المقال التالي

الرابطة العائلية: متى يُباح قطعها عند الأذى؟

مقالات مشابهة