فهرس المحتويات
بيان جواز الصلاة في العتمة
أجاز علماء الأمة الإسلامية الصلاة في الظلام، من غير اعتبار ذلك مكروهًا أو مستحبًا. وقد استندوا في ذلك إلى ما ورد في السنة النبوية من فعل النبي -عليه الصلاة والسلام-. فقد روت السيدة عائشة -رضي الله عنها-:
“(فَقَدْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَجَعَلْتُ أَطْلُبُهُ بِيَدِي، فَوَقَعَتْ يَدِي عَلَى قَدَمَيْهِ وَهُمَا مَنْصُوبَتَانِ وَهُوَ سَاجِدٌ يَقُولُ: أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ، لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ)”
يشير هذا الحديث إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم قد صلى في الظلام. ولو كانت الصلاة في الظلام أمرًا غير مرغوب فيه لما فعلها الرسول الكريم. كان الأصل في صلاة المسلمين أن تكون في الظلام، لأن المساجد والمنازل لم تكن مضاءة في ذلك الوقت، كما ذكرت السيدة عائشة رضي الله عنها. أما ما يُذكر عن كراهة الصلاة في الظلام، فهو قول ضعيف لا أساس له ولا دليل عليه. الصلاة في الظلام ليست شرطًا أو ركنًا من أركان الصلاة، بل هي أمر مباح. قد تكون مكروهة في حالة واحدة فقط، وهي إذا خشي المصلي تشتت ذهنه بسبب الظلام، أو إذا كان يخاف من الظلام نفسه. وقد تكون مستحبة إذا كانت تزيد من خشوع المسلم في صلاته.
بناءً على ما سبق، يتبين أن الأصل في الصلاة هو الجواز سواء كانت في نور أو في ظلام، مع مراعاة الظروف المحيطة بالمصلي والتي قد تؤثر على خشوعه وتوجهه في الصلاة.
الأمور التي يُستحسن اجتنابها أثناء تأدية الصلاة
هناك عدة أمور يُكره فعلها في الصلاة، وتشمل:
- الالتفات بالوجه يمينًا وشمالاً بلا حاجة.
- رفع النظر إلى السماء.
- الصلاة بحضور الطعام مع الرغبة فيه.
- الصلاة مع مدافعة الأخبثين (البول والغائط).
- افتراش اليدين على الأرض عند السجود.
- العبث في الصلاة، مثل تشبيك الأصابع أو فرقعتها.
تجنب هذه الأمور يساعد المصلي على التركيز والخشوع في صلاته، مما يزيد من أجرها وثوابها.
الركائز الأساسية لإتمام الصلاة بشكل صحيح
توجد تسعة شروط أساسية لصحة الصلاة، إذا فُقد أي منها بطلت الصلاة. تنقسم هذه الشروط إلى شروط عامة وشروط خاصة:
الشروط العامة:
- الإسلام.
- العقل.
- التمييز.
الشروط الخاصة:
- النية.
- استقبال القبلة.
- دخول وقت الصلاة.
- الطهارة من الحدثين الأصغر والأكبر.
- الطهارة من النجاسة في البدن والثوب والمكان.
- ستر العورة.
الالتزام بهذه الشروط يضمن صحة الصلاة وقبولها عند الله تعالى.
المراجع
- رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 169، صحيح.
- موقع إسلام ويب، “حكم الصلاة في مكان مظلم”، تاريخ النشر: 2011-5-2، تاريخ الاطلاع: 2019-4-17.
- الشيخ د. عبد الله بن حمود الفريح (2016-5-4)، شبكة الألوكة، “مكروهات الصلاة”، تاريخ الاطلاع: 2019-4-17.
- موقع الإسلام سؤال وجواب، “شروط صحة الصلاة”، تاريخ النشر: 2007-10-27، تاريخ الاطلاع: 2019-4-17.