فهرس المحتويات
النكاح: عقدٌ مقدسٌ يتطلبُ الجدّ |
الطّلاق: أحكامٌ دقيقةٌ لا مجالَ للمزاح فيها |
الرّجعة: إرجاعٌ لا يُقبلُ فيه التلاعبُ |
حكمةُ تعظيمِ هذهِ الأحكامِ |
المراجع |
النكاح: عقدٌ مقدسٌ يتطلبُ الجدّ
يُعدّ عقدُ النكاحِ من أهمّ العقودِ في الإسلام، فهو أساسُ بناءِ الأسرةِ المسلمةِ، ولهُ آثارٌ اجتماعيةٌ وشرعيةٌ بالغةٌ الأهمية. وقد شدّد الشارعُ الحنيف على ضرورةِ الجدّيةِ في هذا العقد، وعدمِ قبولِ الهزلِ أو المزاحِ فيه. فقد اتفق جمهورُ الفقهاءِ على صحةِ نكاحِ الهازل، مع بطلانِ هزله، أي أن العقدَ صحيحٌ حتى لو كانَ اللفظُ منهُ مازحاً، كما هو مبينٌ في كتب الفقه. فلو قال رجلٌ لآخرِ مازحاً: “زوجتُ ابنتي من ابنك” وقَبِلَ الآخرُ مازحاً، فإنّ النكاحَ صحيحٌ، رغم عدمِ نيّةِ التزويجِ الجادة من البداية.
الطّلاق: أحكامٌ دقيقةٌ لا مجالَ للمزاح فيها
يُعدّ الطّلاقُ من الأمورِ الخطيرةِ التي لها آثارٌ جسيمةٌ على الأسرةِ المسلمةِ. وقد نصّ الحديثُ الشريفُ على وجوبِ الجدّيةِ فيه، وعدمِ جوازِ التلاعبِ أو المزاحِ. فلو طلّق رجلٌ زوجتهُ مازحاً أو لعبًا، فإنّ الطّلاقَ يقعُ صحيحاً، سواءٌ أرادَ ذلكَ أم لا. هذا الحكمُ يُسهم في حمايةِ استقرارِ الأسرةِ ومنعِ استسهالِ الطلاقِ بذريعةِ المزاحِ. وقد اتفقَ جمهورُ الفقهاء على هذا الحكم.
الرّجعة: إرجاعٌ لا يُقبلُ فيه التلاعبُ
أما الرّجعةُ فهي إرجاعُ الزوجةِ إلى عصمةِ زوجها بعدَ طلاقها وقبلَ انتهاءِ عدّتها. ولا يجوزُ التلاعبُ أو المزاحُ في أمرِ الرّجعةِ. فإن قالَ الزوجُ لزوجتهِ المطلّقةِ قبلَ انتهاءِ عدّتها: “أرجعتكِ إلى عصمتي”، ثمّ ادّعى أنّهُ قالها مازحاً، فلا يُقبلُ ذلك، وتُعتبرُ الرّجعةُ حاصلةً. وإنّ بعضَ رواياتِ الحديثِ تُشير إلى العتقِ بدلاً من الرّجعة، وهو تحريرُ العبدِ المملوك.
ثلاثٌ جِدُّهُنَّ جِدٌّ، وهَزلُهُنَّ جِدٌّ: النِّكاح، والطَّلاقُ، والرَّجعةُ
حكمةُ تعظيمِ هذهِ الأحكامِ
تعودُ حكمةُ وجوبِ الجدّيةِ في النكاحِ والطلاقِ والرّجعةِ إلى أنّ هذهِ الأحكامَ تمسُّ حقوقَ الله تعالى وحقوقَ عباده. فهي ليستْ أموراً تافهةً يجوزُ فيها المزاحُ أو الاستهزاء. فالمزاحُ لا يُقبلُ في شؤونِ الدّينِ التي تتضمنُ حقوقاً لله تعالى، ولا في أيِّ تصرّفٍ قد يُؤثّرُ على استقرارِ الأسرةِ المسلمة، والتي لها آثارٌ خطيرةٌ على المجتمع. فالنكاحُ ميثاقٌ غليظ كما وصفهُ الله تعالى في كتابهِ الكريم، والطّلاقُ مسألةٌ مجتمعيةٌ حسّاسةٌ، والرّجعةُ كذلك. وقد منعَ القرآنُ الكريمُ الاستهزاءَ بآياتِ الله تعالى، وأمرَ بالاتّعاظِ بها. وأحكامُ الطلاقِ والنّكاحِ والرّجعةِ منصوصٌ عليها في القرآن الكريم، كما قال الله تعالى في سورة البقرة:
وَلَا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّـهِ هُزُوًا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُم بِهِ
المراجع
[١] رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أبي هريرة، [حسن غريب].
[٢][٣][٤][٥][٦][٧][٨][٩][١٠] (هنا يجب ذكر المراجع كاملةً و بشكل منظم بالتفصيل مراعياً أصول الاقتباس و الكتابة الأكاديمية)