علامات الساعة الكبرى والصغرى في السنة النبوية
تتناول السنة النبوية الشريفة العديد من الأحاديث التي تصف علامات يوم القيامة، سواءً الكبرى أو الصغرى، وتشرح بعض المشاهد المرتبطة بهذه اللحظة العظيمة. تتنوع هذه الأحاديث بين وصف لوقائع محددة وأخرى تتحدث عن أحداث عامة.
أحاديث تصف علامات الساعة
توجد عدة أحاديث نبوية تصف علامات الساعة، منها ما يلي:
عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أَمَّا أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ فَنَارٌ تَحْشُرُهُمْ مِنَ المَشْرِقِ إِلَى المَغْرِبِ). [١]
وفي حديث آخر، يوضح النبي صلى الله عليه وسلم حوادث عظيمة تسبق يوم القيامة:
روى الحاكم عن أبي الزعراء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يَخْرُجُ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ، فَيَبْعَثُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ دَابَّةً مِثْلَ النَّغْفِ فَتَلِجُّ فِي أَسْمَاعِهِمْ وَمَنَاخِرِهِمْ فَيَمُوتُونَ، فَتَنْتِنُ الأَرْضُ مِنْهُمْ، فَيُجَاءُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَيَرْسِلُ مَاءً فَيُطَهِّرُ الأَرْضَ مِنْهُمْ، وَيَبْعَثُ اللَّهُ رِيحًا فِيهَا زَمْهَرِيرٌ بَارِدَةٌ فَلاَ تَدَعُ عَلَى الأَرْضِ مُؤْمِنًا إِلاَّ كَفَّتْهُ تِلْكَ الرِّيحُ، ثُمَّ تَقُومُ السَّاعَةُ عَلَى شَرَارِ النَّاسِ، ثُمَّ يَقُومُ مَلَكٌ بِالصُّورِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ فَيَنْفُخُ فِيهِ فَلاَ يَبْقَى مِنْ خَلْقِ اللَّهِ فِي السَّماواتِ وَالأَرْضِ إِلاَّ مَاتَ، إِلاَّ مَنْ شَاءَ رَبُّكَ، ثُمَّ يَكُونُ بَيْنَ النَّفْخَتَيْنِ مَا شَاءَ اللَّهُ، فَلَيْسَ مِنْ بَنِي آدَمَ أَحَدٌ فِي الأَرْضِ مِنْهُ شَيْءٌ). [٢]
تنبؤات حول أحداث سابقة ليوم القيامة
يُذكر في أحاديث أخرى علامات محددة تُشير إلى اقتراب يوم القيامة، مثل:
عن حذيفة بن أسيد الغفاري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لَنْ تَكُونَ – أَوْ لَنْ تَقُومَ – السَّاعَةُ، حَتَّى يَكُونَ قَبْلَهَا عَشْرُ آياتٍ: طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَخُرُوجُ الدَّابَّةِ، وَخُرُوجُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ، وَالدَّجَّالُ، وَعِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ، وَالدُّخَانُ، وَثَلاثُ خُسُوفٍ: خَسْفٌ فِي المَغْرِبِ، وَخَسْفٌ فِي المَشْرِقِ، وَخَسْفٌ بِجَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَآخِرُ ذَلِكَ تَخْرُجُ نَارٌ مِنْ اليَمَنِ مِنْ قَعْرِ عَدَنٍ تَسُوقُ النَّاسَ إِلَى الْمَحْشَرِ). [٣]
الحديث عن موعد يوم القيامة
لم يحدد النبي صلى الله عليه وسلم موعد قيام الساعة بدقة، لكن بعض الأحاديث تشير إلى بعض التفاصيل:
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ فِيهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ أُهْبِطَ، وَفِيهِ تُوبَ عَلَيْهِ، وَفِيهِ مَاتَ، وَفِيهِ تَقُومُ السَّاعَةُ، وَمَا مِنْ دَابَّةٍ إِلاَّ وَهِيَ مُسِيخَةٌ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، مِنْ حِينِ تُصْبِحُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، شَفَقًا مِنَ السَّاعَةِ، إِلاَّ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ). [٤]
وفي حديث آخر يذكر النبي صلى الله عليه وسلم بعض العلامات التي تدل على قرب الساعة، لكن دون تحديد زمن دقيق:
روى مسلم عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم، في الحديث الطويل الذي جاء فيه جبريل -عليه السلام- يسأله:(أَخْبِرْنِي عَنِ السَّاعَةِ مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ: مَا السَّائِلُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ، قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ آَمَارَاتِهَا، قَالَ: أَنْ تَلِدَ الأُمَّةُ رَبَّتَهَا، وَأَنْ تَرَى الْحَفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رُعَاةَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبِنَاءِ). [٥]
المراجع
الحديث | الراوي | المصدر | تصحيح الحديث |
---|---|---|---|
[١] | أنص بن مالك | صحيح البخاري | صحيح |
[٢] | أبي الزعراء | مستدرك الحاكم | صحيح على شرط الشيخين |
[٣] | حذيفة بن أسيد الغفاري | سنن أبي داود | سكت عنه، وكل ما سكت عنه صالح |
[٤] | أبي هريرة | سنن أبي داود | إسناده صحيح على شرط الشيخين |
[٥] | عمر بن الخطاب | صحيح مسلم | صحيح |