محتويات |
---|
ما المقصود بجهاد النفس؟ |
أحاديث نبوية عن كفاح النفس |
أحاديث عن مجاهدة النفس في الطاعات |
المراجع |
ما المقصود بجهاد النفس؟
يشير جهاد النفس إلى الكفاح الداخلي الذي يخوضه المسلم ضد رغباته وشهواته السلبية، سعيًا منه للتمسك بالطاعة لله عز وجل. فهو صراع مستمر بين الخير والشر في النفس البشرية، ويتطلب من المؤمن قوة إرادة وعزيمة صادقة للانتصار على الضعف والذنوب.
أحاديث نبوية عن كفاح النفس
تذكر العديد من الأحاديث النبوية الشريفة مفهوم جهاد النفس، إما بشكل صريح أو ضمنيًا من خلال التشجيع على أداء الأعمال الصالحة ورفض المنكرات. من هذه الأحاديث:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع: (أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِالْمُؤْمِنِ؟ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ، وَالْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ النَّاسُ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُجَاهِدُ مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ فِي طَاعَةِ اللهِ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ الْخَطَايَا وَالذَّنُوبَ). [١]
يبرز هذا الحديث أهمية جهاد النفس في سياق صفات المؤمن الحقيقي، حيث يرتبط بالأمانة والسلامة في التعامل مع الناس، والتزام الطاعة لله عز وجل وترك المعاصي.
وفي حديث آخر، يذكر النبي صلى الله عليه وسلم سبعة يظلهم الله في يوم القيامة: (سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ -تَعَالَى- في ظِلِّهِ يَومَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلُّهُ: إمَامٌ عَدْلٌ، وشَابٌّ نَشَأَ في عِبَادَةِ اللَّهِ، ورَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ في المَسَاجِدِ، ورَجُلَانِ تَحَابَّا في اللَّهِ، اجْتَمعا عليه وتَفَرَّقَا عليه، ورَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وجَمَالٍ فَقالَ: إنِّي أَخَافُ اللَّهَ، ورَجُلٌ تَصَدَّقَ بصَدَقَةٍ فأخْفَاهَا حتَّى لا تَعْلَمَ شِمَالُهُ ما تُنْفِقُ يَمِينُهُ، ورَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا، فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ). [٢]
يُلاحظ في هذا الحديث التأكيد على مبدأ التقوى و مقاومة الشهوات، والتي تتطلب جهادًا داخليًا كبيرا.
كما ورد في حديث آخر: (حُفَّتِ الجَنَّةُ بالمَكارِهِ، وحُفَّتِ النَّارُ بالشَّهَواتِ). [٣]
هذا الحديث يؤكد على أن الطريق إلى الجنة يمر بالمشقة والتضحية بالمصالح الدنيوية، في حين أن الطريق إلى النار معبد بشهوات النفس.
أحاديث عن مجاهدة النفس في الطاعات
تتضمن السنة النبوية أحاديثًا تحث على مناصحة النفس في أداء الطاعات، و التغلب على الكسل والإهمال. من هذه الأحاديث:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اغْتَنِمْ خَمْسًا قبلَ خَمْسٍ: شَبابَكَ قبلَ هِرَمِكَ، وصِحَّتَكَ قبلَ سَقَمِكَ، وغِناكَ قبلَ فَقْرِكَ، وفَرَاغَكَ قبلَ شُغْلِكَ، وحَياتَكَ قبلَ مَوْتِكَ). [٤]
هذا الحديث يحث على الاستفادة من الوقت والطاقات في أداء الطاعات قبل فوات الأوان.
وفي حديث آخر: (إنَّ في الجنَّةِ غُرفًا تُرَى ظُهورُها من بطونِها وبطونُها من ظُهورِها، فقامَ أعرابيٌّ فقالَ: لمن هيَ يا رسولَ اللَّهِ؟، فقالَ لمن أطابَ الكلامَ، وأطعمَ الطَّعامَ، وأدامَ الصِّيامَ، وصلَّى باللَّيلِ والنَّاسُ نيامٌ). [٥]
يُظهر هذا الحديث بعض أعمال العبادة التي تُسهم في نيل الخير والنعيم في الآخرة، والتي تتطلب مجاهدة النفس في أدائها.
كما ورد حديث: (وإذَا كانَ يَوْمُ صَوْمِ أحَدِكُمْ فلا يَرْفُثْ ولَا يَصْخَبْ، فإنْ سَابَّهُ أحَدٌ أوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ إنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ). [٦]
يُبين هذا الحديث أهمية الصبر والحلم خلال الصيام، والتي تُعد من أوجه مجاهدة النفس.
وختاماً، يُذكر حديث يُبرز فضل الصيام والقرآن: (الصيامُ والقرآنُ يَشْفَعانِ للعبدِ، يقولُ الصيامُ: أَيْ رَبِّ! إني مَنَعْتُهُ الطعامَ والشهواتِ بالنهارِ، فشَفِّعْنِي فيه، ويقولُ القرآنُ: مَنَعْتُهُ النومَ بالليلِ، فشَفِّعْنِي فيه؛ فيَشْفَعَانِ). [٧]
يُؤكد هذا الحديث على أهمية الصبر والإخلاص في أداء العبادات، والتي تُمثل جهادًا لِلنفس وَسَعياً لِرضى الله عز وجل.
المراجع
- رواه الإمام أحمد، في مسند الإمام أحمد، عن فضالة بن عبيد، الصفحة أو الرقم:23967، صححه شعيب الأرناؤوط.
- رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1423، صحيح.
- رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:2822، صحيح.
- رواه الحاكم، في مستدرك الحاكم، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:7846، صححه الألباني.
- رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:1984، حسنه الألباني.
- رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1904، صحيح.
- رواه الإمام أحمد ، في مسند الإمام أحمد، عن عبد الله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:6626، حسن.