أحاديث نبوية شريفة عن الأمانة

استعراض لأحاديث نبوية كريمة تتحدث عن أهمية الأمانة، تحذير من ضياعها، وفضلها في الدنيا والآخرة.

المحتويات

أمر النبي صلى الله عليه وسلم بأداء الأمانة
التحذير من ضياع الأمانة ونتائجه الوخيمة
فضل الأمانة ومكانتها السامية في الإسلام
علامات الساعة و ضياع الأمانة في آخر الزمان
الأمانة ومصيرها العظيم يوم القيامة
المراجع

أمر النبي صلى الله عليه وسلم بأداء الأمانة

حثّ النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- على أداء الأمانة، وكانت هذه الأخلاق الفاضلة من أهم سماته وسيرة حياته العطرة. فقد ورد في الأحاديث الشريفة ما يؤكد ذلك، ومنها:

(أَخْبَرَنِي أبو سُفْيَانَ، أنَّ هِرَقْلَ قَالَ له: سَأَلْتُكَ مَاذَا يَأْمُرُكُمْ؟ فَزَعَمْتَ: أنَّه أمَرَكُمْ بالصَّلَاةِ، والصِّدْقِ، والعَفَافِ، والوَفَاءِ بالعَهْدِ، وأَدَاءِ الأمَانَةِ، قَالَ: وهذِه صِفَةُ نَبِيٍّ).[١]

وفي حديث آخر نبوي شريف: (أدِّ الأمانةَ إلى منِ ائتمنكَ، ولا تخنْ من خانكَ).[٢]

التحذير من ضياع الأمانة ونتائجه الوخيمة

لم يكتفِ النبي -صلى الله عليه وسلم- بالأمر بأداء الأمانة، بل حذر بشدة من إضاعتها وخيانة الأمانة، مبيناً عواقبها الوخيمة في الدنيا والآخرة. ففي الأحاديث النبوية الكريمة ما يدل على ذلك، منها:

(آيَةُ المُنَافِقِ ثَلَاثٌ: إذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذَا وعَدَ أخْلَفَ، وإذَا اؤْتُمِنَ خَانَ).[٣]

كما قال صلى الله عليه وسلم: (لَا إيمانَ لِمَن لا أمانةَ له، ولا دِينَ لِمن لا عهدَ له).[٤]

فضل الأمانة ومكانتها السامية في الإسلام

تُعدّ الأمانة ركيزة أساسية في بناء المجتمعات الإسلامية، فهي من أهم الأخلاق التي حثّ عليها الإسلام، لأنها أساس الثقة والتعاون بين الناس. وقد أشار النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى فضل الأمانة بقوله:

(أربعٌ إذا كنَّ فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا، صدْقُ الحديثِ، وحفظ الأمانةِ، وحُسْنُ الخُلقِ، وعفَّةُ مَطْعَمٍ).[٥]

علامات الساعة و ضياع الأمانة في آخر الزمان

من علامات اقتراب الساعة، كما بيّنها النبي -صلى الله عليه وسلم-، انتشار الخيانة وضياع الأمانة. فقد ورد في الأحاديث الشريفة ما يدل على ذلك، ومنها:

(بيْنَما النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- في مَجْلِسٍ يُحَدِّثُ القَوْمَ، جَاءَهُ أعْرَابِيٌّ فَقالَ: مَتَى السَّاعَةُ؟ فَمَضَى رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يُحَدِّثُ، فَقالَ بَعْضُ القَوْمِ: سَمِعَ ما قالَ فَكَرِهَ ما قالَ. وقالَ بَعْضُهُمْ: بَلْ لَمْ يَسْمَعْ، حتَّى إذَا قَضَى حَدِيثَهُ قالَ: أيْنَ -أُرَاهُ- السَّائِلُ عَنِ السَّاعَةِ قالَ: هَا أنَا يا رَسولَ اللَّهِ، قالَ: فَإِذَا ضُيِّعَتِ الأمَانَةُ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ، قالَ: كيفَ إضَاعَتُهَا؟ قالَ: إذَا وُسِّدَ الأمْرُ إلى غيرِ أهْلِهِ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ).[٦]

(أوَّلُ ما تَفْقِدُونَ مِنْ دينِكُمُ الأمَانَةُ، وآخِرُ مَا يَبْقَى مِنْ دِينِكُمُ الصَّلَاةُ، ولَيُصَلِّيَنَّ قومٌ لا دِينَ لَهُمْ، ولَيُنزَعَنَّ القرآنَ من بينِ أظهُرِكُمْ، فيُسْرَى على القرآنِ لَيْلًا فيذهَبُ من أجوافِ الرجالِ؛ فلا يَبْقَى في الأرْضِ منه شيءٌ).[٧]

الأمانة ومصيرها العظيم يوم القيامة

تُعدّ الأمانة من أهمّ الأعمال التي تُحاسَب عليها النفوس يوم القيامة، وسيُجزى كلّ إنسان على قدر أمانته في الدنيا. فقد ورد في الحديث الشريف:

(يَجْمَعُ اللَّهُ -تَبارَكَ وتَعالَى- النَّاسَ، فَيَقُومُ المُؤْمِنُونَ حتَّى تُزْلَفَ لهمُ الجَنَّةُ، فَيَأْتُونَ آدَمَ، فيَقولونَ: يا أبانا، اسْتَفْتِحْ لنا الجَنَّةَ، فيَقولُ: وهلْ أخْرَجَكُمْ مِنَ الجَنَّةِ إلَّا خَطِيئَةُ أبِيكُمْ آدَمَ، لَسْتُ بصاحِبِ ذلكَ، اذْهَبُوا إلى ابْنِي إبْراهِيمَ خَلِيلِ اللهِ، قالَ: فيَقولُ إبْراهِيمُ: لَسْتُ بصاحِبِ ذلكَ، إنَّما كُنْتُ خَلِيلًا مِن وراءَ وراءَ، اعْمِدُوا إلى مُوسَى -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- الذي كَلَّمَهُ اللَّهُ تَكْلِيمًا).[٨]

(فَيَأْتُونَ مُوسَى -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ-، فيَقولُ: لَسْتُ بصاحِبِ ذلكَ، اذْهَبُوا إلى عِيسَى كَلِمَةِ اللهِ ورُوحِهِ، فيَقولُ عِيسَى -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ-: لَسْتُ بصاحِبِ ذلكَ، فَيَأْتُونَ مُحَمَّدًا -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ-، فَيَقُومُ فيُؤْذَنُ له، وتُرْسَلُ الأمانَةُ والرَّحِمُ، فَتَقُومانِ جَنَبَتَيِ الصِّراطِ يَمِينًا وشِمالًا، فَيَمُرُّ أوَّلُكُمْ كالْبَرْقِ قالَ: قُلتُ: بأَبِي أنْتَ وأُمِّي أيُّ شيءٍ كَمَرِّ البَرْقِ؟ قالَ: ألَمْ تَرَوْا إلى البَرْقِ كيفَ يَمُرُّ ويَرْجِعُ في طَرْفَةِ عَيْنٍ؟).[٨]

(ثُمَّ كَمَرِّ الرِّيحِ، ثُمَّ كَمَرِّ الطَّيْرِ، وشَدِّ الرِّجالِ، تَجْرِي بهِمْ أعْمالُهُمْ ونَبِيُّكُمْ قائِمٌ علَى الصِّراطِ يقولُ: رَبِّ سَلِّمْ سَلِّمْ، حتَّى تَعْجِزَ أعْمالُ العِبادِ، حتَّى يَجِيءَ الرَّجُلُ فلا يَسْتَطِيعُ السَّيْرَ إلَّا زَحْفًا، قالَ: وفي حافَتَيِ الصِّراطِ كَلالِيبُ مُعَلَّقَةٌ مَأْمُورَةٌ بأَخْذِ مَنِ اُمِرَتْ به، فَمَخْدُوشٌ ناجٍ، ومَكْدُوسٌ في النَّارِ. والذي نَفْسُ أبِي هُرَيْرَةَ بيَدِهِ إنَّ قَعْرَ جَهَنَّمَ لَسَبْعُونَ خَرِيفًا).[٨]

المراجع

[١] رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي سفيان بن حرب، صحيح.

[٢] رواه أبو داود، في سنن أبي داوود، عن يوسف بن ماهك المكي، صحيح.

[٣] رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، صحيح.

[٤] رواه المنذري، في الترغيب، عن أنس بن مالك، صحيح.

[٥] رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن عبدالله بن عمر وعبدالله بن عمرو بن العاص وابن عباس، صحيح.

[٦] رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، صحيح.

[٧] رواه الهيثمي، في مجمع الزوائد، عن شداد بن معقل، رجاله رجال الصحيح غير شداد بن معقل وهو ثقة.

[٨] رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة وحذيفة بن اليمان، صحيح.

Total
0
Shares
المقال السابق

أدعية وأحاديث للأم المتوفية

المقال التالي

حديث نبوي شريف حول طهارة البول

مقالات مشابهة