أحاديث عن الابتلاء بالمرض

. أحاديث عن الابتلاء بالمرض . أحاديث عن الصبر على المرض . أحاديث عن مرض النبي الأمين . المراجع

جدول المحتويات

حديث الابتلاء بالحبيب

جاء في السنة النبوية العديد من الأحاديث التي تشجع المسلم على الصبر عند حلول الابتلاء، وتوضح الأجر العظيم الذي يحصل عليه المسلم عند الصبر على الابتلاء. سنناقش بعض هذه الأحاديث في الفقرات التالية:

قال النبي – صلى الله عليه وسلم -:

(إنَّ اللَّهَ قالَ: إذا ابْتَلَيْتُ عَبْدِي بحَبِيبَتَيْهِ، فَصَبَرَ؛ عَوَّضْتُهُ منهما الجَنَّةَ. يُرِيدُ عَيْنَيْهِ). [١]

هذا الحديث يشير إلى أنّ الله يبتلي عبده أحيانا بأحب الأشياء إليه، ويبشره بالمغفرة والجنّة إذا صبر على ذلك الابتلاء.

حديث الابتلاء والصبر

ثبت عن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – قال:

(دخلتُ علَى النَّبيِّ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- وَهوَ يوعَكُ فوضعتُ يدي عليهِ فوجدتُ حرَّهُ بينَ يديَّ فوقَ اللِّحافِ، فقلتُ: يا رسولَ اللَّهِ ما أشدَّها عليكَ، قالَ: إنَّا كذلِكَ يضعَّفُ لَنا البلاءُ ويضعَّفُ لَنا الأجْرُ، قلتُ: يا رسولَ اللَّهِ أيُّ النَّاسِ أشدُّ بلاءً، قالَ: الأنبياءُ، قلتُ: يا رسولَ اللَّهِ ثُمَّ مَن، قالَ: ثُمَّ الصَّالِحونَ إن كانَ أحدُهُم ليُبتَلى بالفَقرِ حتَّى ما يجدُ أحدُهُم إلَّا العَباءةَ يَحويها، وإن كانَ أحدُهُم ليفرَحُ بالبلاءِ كما يفرَحُ أحدُكُم بالرَّخاءِ). [٢]

هذا الحديث يوضح أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يُعاني من المرض، لكنه يُذكرنا بأنّ الأنبياء والصالحين هم الأكثر ابتلاء، وأنّ الصبر على الابتلاء هو الطريق إلى الفرح والسعادة.

حديث المرتبة من الله

قال النبي – صلى الله عليه وسلم -:

(إن العبد إذا سبقتْ له من اللهِ منزلةٌ لم يبلغهَا بعملهِ ابتلاهُ اللهٌ في جسدِهِ أو في مالهِ أو في ولدِهِ ثم صبَّرهُ على ذلكَ، حتى يبلغهُ المنزلة التي سبقتْ لهُ من اللهِ -تعالى-). [٣]

هذا الحديث يُؤكد أنّ الابتلاء من الله رحمة للعباد، ويُمكن أن يكون طريقًا للوصول إلى منزلة أفضل ومراتب عالية عند الله.

حديث الشكر عند الابتلاء

قال النبي – صلى الله عليه وسلم -:

(من رأى مبتلًى فقالَ الحمدُ للَّهِ الَّذي عافاني ممَّا ابتلاَكَ بِهِ وفضَّلني على كثيرٍ ممَّن خلقَ تفضيلاً لم يصبْهُ ذلِكَ البلاءُ). [٤]

هذا الحديث يُشجع المسلم على الشكر لله على نعمته، ويشير إلى أنّ الشكر على نعمة العافية من الابتلاء يُبعد هذا البلاء عن المسلم.

حديث الابتلاء وملائكة الله

قال النبي – صلى الله عليه وسلم -:

(إنَّ العبدَ إذا مَرِضَ أوْحَى اللهُ إلى ملائكتِه: أنا قَيَّدْتُ عبدِي بِقَيْدٍ من قُيُودِي، فإِنْ أقْبِضُهُ أغْفِرْ له، وإنْ أُعافِيهِ فحِينَئِذٍ يَقْعُدُ لا ذَنْبَ لَهُ). [٥]

هذا الحديث يُبين أنّ المرض هو ابتلاء من الله، وأنّ الله يُغفر للمسلم عند الوفاة إذا صبر على هذا الابتلاء، أو يُعافيه ويُصفي ذنوبه إذا صبر.

أحاديث عن الصبر على المرض

جاء في السنة النبوية العديد من الأحاديث التي تتحدث عن فضل الصبر على المرض، ونذكر منها ما يأتي:

حديث الصبر والجنة

قال النبي – صلى الله عليه وسلم -:

(ما مِن مُصِيبَةٍ تُصِيبُ المُسْلِمَ إلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بها عنْه، حتَّى الشَّوْكَةِ يُشاكُها). [٦]

يؤكد هذا الحديث على أنّ الله يكفر عن المسلم كل مصيبة تصيبه، وحتى أصغر الأشياء مثل شوكة تُشاكها. وهذا دليل على أنّ الصبر على الابتلاء يزيل الذنوب.

ثبت عن عطاء بن أبي رباح – رضي الله عنه – قال:

(قالَ لي ابنُ عَبَّاسٍ: أَلَا أُرِيكَ امْرَأَةً مِن أَهْلِ الجَنَّةِ؟ قُلتُ: بَلَى، قالَ: هذِه المَرْأةُ السَّوْدَاءُ، أَتَتِ النبيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ-، قالَتْ: إنِّي أُصْرَعُ وإنِّي أَتَكَشَّفُ، فَادْعُ اللَّهَ لِي، قالَ: إنْ شِئْتِ صَبَرْتِ وَلَكِ الجَنَّةُ، وإنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَكِ قالَتْ: أَصْبِرُ، قالَتْ: فإنِّي أَتَكَشَّفُ فَادْعُ اللَّهَ أَنْ لا أَتَكَشَّفَ فَدَعَا لَهَا). [٧]

هذا الحديث يوضح أنّ الصبر على الابتلاء هو من أسباب دخول الجنة، فالمرأة الصابرة اختارت الصبر على المرض والابتلاء.

حديث شفاء المسلم

ثبت عن أم العلاء – رضي الله عنها – قالت:

(عادَني رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ- وأَنا مَريضةٌ، فقالَ: أبشِري يا أمَّ العلاءِ، فإنَّ مَرضَ المسلمِ يذهبُ اللَّهُ بِهِ خطاياهُ، كما تُذهبُ النَّارُ خَبثَ الذَّهبِ والفضَّةِ).

هذا الحديث يُشجع المسلم على الصبر على المرض، حيث يُزيل الله ذنوبه كما تُزال الشوائب من الذهب والفضة.

أحاديث عن مرض النبي الأمين

جاء في السنة النبوية أحاديث تصف مرض النبي – عليه الصلاة والسلام -، ونذكر بعضها فيما يلي:

حديث مرض النبي وأجر المسلم

ثبت عن عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – قال:

(دَخَلْتُ علَى رَسولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- وهو يُوعَكُ وَعْكًا شَدِيدًا، فَمَسِسْتُهُ بيَدِي، فَقُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، إنَّكَ لَتُوعَكُ وَعْكًا شَدِيدًا! فقالَ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: أجَلْ، إنِّي أُوعَكُ كما يُوعَكُ رَجُلانِ مِنكُم، فَقُلتُ: ذلكَ أنَّ لكَ أجْرَيْنِ؟ فقالَ رَسولُ اللَّهِ- صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: أجَلْ. ثُمَّ قالَ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: ما مِن مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أذًى؛ مَرَضٌ فَما سِواهُ، إلَّا حَطَّ اللَّهُ له سَيِّئاتِهِ، كما تَحُطُّ الشَّجَرَةُ ورَقَها). [٨]

هذا الحديث يُبين أنّ النبي – صلى الله عليه وسلم – كان يعاني من مرض شديد، وأنّ الله يُضاعف أجره، ويُذكرنا بأنّ الله يُحطّ عن المسلم سيئاته عند مرضه.

حديث معوذات النبي

ثبت عن عائشة أم المؤمنين – رضي الله عنها – قالت:

(كانَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- إذَا مَرِضَ أَحَدٌ مِن أَهْلِهِ، نَفَثَ عليه بالمُعَوِّذَاتِ، فَلَمَّا مَرِضَ مَرَضَهُ الذي مَاتَ فِيهِ، جَعَلْتُ أَنْفُثُ عليه وَأَمْسَحُهُ بيَدِ نَفْسِهِ، لأنَّهَا كَانَتْ أَعْظَمَ بَرَكَةً مِن يَدِي). [٩]

هذا الحديث يُوضح أنّ النبي – صلى الله عليه وسلم – كان يُداوي مرضاه بالمعوذات، ويشير إلى أنّ يد النبي كانت مباركة وعلاجًا.

المراجع

  1. رواه البخاري ، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:5653 ، صحيح.
  2. رواه ابن ماجه ، في سنن ابن ماجه، عن أبي سعيد الخدري ، الصفحة أو الرقم:4024، صحيح.
  3. رواه الألباني ، في صحيح أبي داود ، عن اللجلاج بن حكيم السلمي والد خالد، الصفحة أو الرقم:3090 ، صحيح.
  4. رواه الألباني ، في صحيح الترمذي ، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم:3432 ، صحيح.
  5. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي أمامة الباهلي، الصفحة أو الرقم:1673 ، حسن.
  6. رواه البخاري ، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:5640 ، صحيح.
  7. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عطاء بن أبي رباح، الصفحة أو الرقم:2576 ، صحيح.
  8. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:5660 ، صحيح.
  9. رواه مسلم ، في صحيح مسلم ، عن عائشة أم المؤمنين ، الصفحة أو الرقم:2192 ، صحيح.
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

أحاديث عن الأمانة قصيرة

المقال التالي

أحاديث عن البلاء والوباء

مقالات مشابهة