محتويات
مغامرات الملك عجيب
في زمنٍ مضى، كان هناك ملكٌ يُدعى عجيب. كان عجيب عاشقًا للسفر والترحال، يُمضي حياته في رحلاتٍ من مكانٍ لآخر، لدرجةٍ أنه كان يغفل عن شؤون مملكته أحيانًا.
في أحد الأيام، قرر الملك عجيب القيام برحلةٍ بحريةٍ كبيرةٍ برفقة حاشيته. استمرت الرحلة هادئةً وسالمةً لمدة أربعين يومًا، لكن ما لبثت الأمواج أن هاجت، والريح أن اشتدت، فتعرضت السفينة لعاصفةٍ عنيفة.
لحسن الحظ، هدأت العاصفة، لكن سرعان ما لاحظ القبطان اقترابهم من جبلٍ يُعرف باسم “جبل المغنطيس”. كان هذا الجبل يُصدر قوة جذبٍ قويةً تُجذب إليها السفن، وتُقلع المسامير منها، فيُصبح مصيرها الغرق.
لم يكن أمامهم سوى محاولةٍ يائسةٍ لمقاومة الخطر. غرقت السفينة، وغرق كل من فيها، لكن الملك عجيب تمكن من النجاة، واستطاع أن يطفو على لوحٍ من الخشب.
جرفته أمواج البحر إلى جبل المغنطيس، وعندما وصل إلى قمته، غلبه النعاس، ونام.
رأى الملك عجيب في منامه أنه يحفر الأرض، فيجد في باطنها ثلاثة أقواسٍ ونبالٍ عليها نقوش.
ظهر له بعد ذلك رجلٌ كبيرٌ ذو هيئةٍ مهيبةٍ، أخبره أن عليه أن يأخذ هذه الأسلحة، ويذهب لقتال فارس البحر الذي يسكن على قمة هذا الجبل، ليخلص العالم من شرّه. قال له الرجل إن سقط في البحر، سيُبطل سحر الفارس.
أعاد الملك عجيب الأقواس إلى مكانها، وعندما ارتفع مستوى البحر، ظهر له قاربٌ عليه تمثالٌ سحريٌّ وعده بإعادته إلى بلاده.
حذر الرجل الملك عجيب من ذكر اسم الله، فإن مفعول السحر سيُبطل على الفور.
عندما اقترب الملك من اليابسة، فرح، لكنه نسي نصيحة الرجل، حمد الله، فبطل مفعول السحر، غرق القارب.
بدأ الملك عجيب بمناجاة الله لإنقاذه، فاستجاب لدعوته، وجرفته الأمواج إلى جزيرةٍ.
في اليوم التالي، رأى الملك عجيب مركبًا يقترب من الجزيرة، فصعد على شجرةٍ لكي لا يراه أحد. عندما وصل المركب، رأى مجموعةً مكونةً من عشرة رجالٍ وشيخٍ وفتى.
بدأوا بتفريغ حمولتهم في مخبأٍ سريٍّ، وعادوا بعدها للسفينة، لكنهم تركوا الفتى وراءهم.
ذهب الملك عجيب بدافع الفضول لرؤية ذلك المكان، ووجد غرفةً فاخرةً تحت الأرض.
نزل الملك إليها عبر سلمٍ، وبينما هو ينظر حول، فزع من رؤية الفتى في تلك الغرفة.
هدّأ الفتى الملك عجيب، وسأله عن سبب مكوثه في هذه الغرفة. أخبره الفتى أن والده رأى حلمًا يوم ولادته، أن ملكًا يدعى عجيب، سيقتل ابنه في عمر الخامسة عشر، بعد أن يلقي بالتمثال السحري في البحر.
كان الفتى مختبئًا في هذه الغرفة لذلك السبب.
لم يُفصح الملك عجيب عن هويته، بل أصبح صديقًا حميمًا للفتى.
طلب الفتى من الملك عجيب أن يقوم بتقطيع بطيخةٍ ليأكلها، لكن زلقت السكين من يد الملك، وقتل الفتى على الفور.
فزع الملك مما حدث، وهرّب من الغرفة خوفًا من والد الفتى، وبدأ بالبحث عن طريقةٍ للخروج من هذه الجزيرة.
بعد أيامٍ من السير والبحث، رأى الملك عجيب قصرًا مصنوعًا من النحاس. عندما وصل إلى هناك، وجد عشرة رجالٍ بأشكالٍ غريبة.
أراد أن يسألهم عن سبب غرابة أشكالهم، لكن كان جوابهم: “من تدخل في ما لا يعنيه، لقى ما لا يرضيه”.
قالوا له إن أراد معرفة السبب، فيمكنه ركوب طائرٍ كبيرٍ سيُوصله إلى قصرٍ عجيبٍ سيجد فيه إجابته.
عندما وصل الملك إلى القصر العجيب، أُبهر بجماله وما يحتويه من الكنوز. استقبلته إحدى الخادمات في القصر وأعطته أربعين مفتاحًا، وأعلمته أنه يمكنه فتح جميع الأبواب، لكن الباب الأخير حذرته من فتحه، لأنه يُخفي خطرًا كبيرًا.
بدأ الملك بفتح الأبواب، وجد الغرف في غاية الجمال والترف.
وعندما فتح الباب الأخير، وجد حصانًا طائرًا. امتطاه الملك، وأخذه إلى الفضاء، ثم إلى القصر النحاسي.
ضرب الحصان الملك على رأسه، وتعلم الملك بعدها ألا يتدخل في ما لا يعنيه.
استطاع الملك عجيب الرجوع إلى بلده عبر سفينةٍ مرت بهذه الجزيرة.
السندباد البحري: رحلةٌ عبر البحار والمخاطر
كان يا مكان، في مدينةٍ تُدعى بغداد، كان هناك فتىٌّ يُدعى سندباد. كان سندباد ابن تاجرٍ غنيٍّ، لكنّه فقد ثروته. كان سندباد عاشقًا للبحر، فقرر القيام برحلةٍ بحريةٍ.
استمرت هذه الرحلة لفترةٍ طويلةٍ، حتى وجد أخيرًا جزيرةً ليستريح عليها.
بينما هم يستعدون لتناول الطعام، بدأت الجزيرة بالتحرك.
اتضح أنها كانت ظهر حوتٍ كبيرٍ، كانت الجزيرة تنمو عليه خلال فترة نومه.
بينما كان سندباد يحاول الوصول إلى السفينة، سقط في البحر. تمكن زملاؤه من الوصول إلى السفينة، لكن سندباد استمر بالسباحة حتى وصل إلى اليابسة.
عندما وصل، تبين أنه في مملكةٍ ما. استقبله جنود الملك، وأخذوه إلى القصر ليحكي قصته الغريبة للملك.
أعجبت قصة سندباد الملك، فقدّم له عرضًا للعمل في تسجيل البضائع.
أصبح سندباد يشعر بالملل من الوظيفة التي لا تحتوي على سفرٍ بحريٍّ. في أحد الأيام، كان سندباد يُسجل بضائع رجلٍ قدم من بغداد.
طلب من التاجر أن يأخذه معه إلى بغداد عند عودته.
عندما عاد إلى بغداد، أراد سندباد العمل في التجارة، عبر البحار مرةً أخرى، وقام فعلًا بذلك.
بينما كان يبحر، وجد جزيرةً وأرسى مرساته ليستريح عليها. لكن لسوء حظه، عندما عاد من جولةٍ في الجزيرة، ذهبت السفينة بدونه.
شعر سندباد باليأس، لكنّه وجد بيضةً ضخمةً. وبينما هو يُكتشفها، جاء طائرٌ كبيرٌ.
ربط سندباد نفسه في هذا الطائر لكي يعود إلى بغداد.
هبط الطائر مرةً أخرى، لكن سندباد لم يفرح كثيرًا، لأنه وقع في حفرةٍ ظهرت فيها الثعابين.
نجا سندباد بفضل خوف الثعابين من الطائر.
نظر سندباد حول، فلاحظ أن الياقوت يُغطي المكان.
بعد ذلك، رأى قطعة لحمٍّ كبيرةٍ، ألقاها أحدهم في الحفرة. خطرت فكرةٌ ذكيةٌ في ذهن سندباد، أن يربط نفسه بالطائر مرةً أخرى، لأنه سيأخذ الطعام لصغاره ويُخرجه.
وعندما حصل ما أراد، وجد عند عش الطائر الشخص الذي رمى بقطعة الطعام، وهو تاجر ياقوت. شكره سندباد لأنّه أنقذ حياته، وأعطاه الياقوت للتاجر.
علاء الدين والمصباح السحري: قصةٌ من الفقر إلى الثراء
كان يا مكان، بعيدًا في بغداد، كان هناك ولدٌ يُدعى علاء الدين. كان ابن خياطٍ فقيرٍ، وكان يقضي وقته في اللعب مع قردٍ في السوق.
عندما وصل علاء الدين إلى سن السادسة عشر، فقد والده، فبدأ العمل من أجل عائلته.
بينما كان يعمل، جاءه رجلٌ، أخبره عن حفرةٍ تحتوي على مصباحٍ سحريٍّ.
نزل علاء الدين في الحفرة، فوجد مثل الحديقة، ومزرعةٍ فيها أنواع الفاكهة اللذيذة. حذّر الرجل علاء الدين من لمس أي شيءٍ، وحثه على الحصول على المصباح السحري.
حاول الرجل أخذ المصباح من علاء الدين بينما هو في الحفرة، لكن علاء الدين رفض خوفًا من تركه بعد أن يأخذ ما يريد. غضب الرجل، ووضع صخرةً كبيرةً على فوهة الحفرة.
تمنى علاء الدين الخروج من الحفرة، فمسح المصباح السحري، فظهر جنيٌّ أزرقٌ يُحقق الأمنيات.
وجد علاء الدين نفسه في المنزل، وأخرج الجني من المصباح وطلب منه الحصول على مأدبة طعامٍ له ولأمه.
في أحد الأيام، جاء موكب الأميرة. أراد علاء الدين رؤيتها، أعجب بها وأراد أن يتزوجها.
ذهب علاء الدين لطلب الأميرة مع والدته، واشترط عليه الملك إعطائه الكثير من صواني المجوهرات. طلب علاء الدين من الجني ذلك، ففعل.
أبهرت الهدية الملك، لكنّه طلب شرطًا آخر، وهو أن يكون لدى علاء الدين قصرٌ.
دعك علاء الدين المصباح، وطلب من الجني الأزرق الحصول على قصرٍ. كان القصر الخاص بعلاء الدين مقابل قصر الملك.
ذهب علاء الدين إلى قصر الملك وهو يمتطي حصانًا أصيلًا مرتديًا أفخر الملابس، تمامًا كما طلب من الجني.
بعدما أبهر علاء الدين الملك بملكه العظيم، وافق الملك أخيرًا على زواج علاء الدين من الأميرة، وأمر بالقيام بالتجهيزات للحفل.
انتشر الخبر في المدينة، وأصبح علاء الدين على قدرٍ من الشهرة. علم الرجل الذي قاد علاء الدين للحفرة، التي حُبس فيها بشأن علاء الدين، أين يعيش وكيف يعيش الآن.
ذهب الرجل الشرير متنكّرًا بصفته بائعًا للمصابيح، وقام بتبديل المصباح القديم بالجديد. أعطت الأميرة الرجل المصباح السحري لكي تحصل على مصباحٍ جديدٍ لعلاء الدين.
عندما حصل عليه الرجل الشرير، طلب من الجني أن يقوم بوضع علاء الدين بعيدًا عن الأميرة في مكانٍ لا يمكن لأحد الوصول إليه في الصحراء.
حصل ما تمنى، فاستدعى الملك علاء الدين، وهدده إن لم يعد الحياة كما كانت.
وجد علاء الدين أنّ فركه للخاتم السحري الذي أعطاه إياه الجني يُحقق الأمنيات، فتمنى أن يصل إلى الأميرة، التي خطفها الرجل الشرير في قصره.
طلب علاء الدين من الأميرة أن تضع المنوم في طعام الرجل، لكي تُصبح قادرةً على الهروب مع علاء الدين، واستعادة المصباح السحري.
تمنى علاء الدين من الجني الأزرق أن يقوم بإرجاع كل شيءٍ إلى حاله، ووضع الرجل الشرير في مكانٍ لا يمكنه الخروج منه في الصحراء.
عاش علاء الدين في سلام.