أجمل أبيات الغزل – إكسير الحياة

تُظهر هذه المقالة مجموعة من أجمل أبيات شعر الغزل في الأدب العربي، مُستلهمة من إكسير الحياة، شوق قيس لـ لبنى، وجمال وهيفاء.

محتويات

إكسير الحياة

يقول حمد بن خليفة أبو شهاب:

أرى الشعر إلا فيك تزهو سطوره
وينساب من فرط السرور نميره
فأنت له يا قرة العين واحة
يحف بها روض تهادى غديره
فإن حلقت ألفاظه وتألقت
معانيه فالحبالجميل أميره
يوجهه للبيّنات فيرتوي
من المنهل العذب المصفى شعوره
فأنت له يا نفحة العمر ظله
ومغناه في دنيا الهوى وزهوره
وأنفاسه من طيب رياك تنتشي
ولولاك ما طابت ونثت عطوره
ولولاك ما غنى على البان ساجع
ولا رفرفت في الخافقين طيوره
ولولاك ما حلو الزمان ومرهب
مجد ولا برد الفضا وهجيره
فحبك إكسير الحياة وروحها
ومأوى فؤاد لم يجد من يجيره
سواك وأما في سواك فليس ليمراد
وقلبي ما سواك يثيره
وما قلت من شعر ففيك نظيمه
وما قلت من نثر ففيك نثيره
أبى الشعر إلا فيك يا غاية المنى
تضيء بنور الرائعات سطوره

تُجسد هذه الأبيات جمال الحب، حيث يصف الشاعر حبيبه كـ “إكسير الحياة” ، ويشير إلى أن الشعور بالحب هو ما يُلهم الشعر ويجعله يُزهو و يتألق. ويؤكد على أن حبيبه هو الوحيد الذي يُثير شعوره و يجعله يشعر بالحياة.

أغالبك القلب اللجوج صبابة

يقول المرقش الأكبر:

أغالِبُكَ القلبُ اللَّجوج صَبَابَةً
وشوقاً إلى أسماءَ أمْ أنتَ غالُبُهْ
يهيمُ ولا يعْيا بأسماء قلبُه
كذاك الـهوى إمرارُه وعواقِبُهْ
أيُلحى امرؤ في حبِّ أسماء قد نأى
بِغَمْزٍ من الواشين وازورَّ جانبُهْ
وأسماءُ هَمُّ النفس إن كنتَ عالماً
وبادي أحاديثِ الفؤادِ وغائبهْ
إذا ذكرَتْهاالنفسُظَلْتُ كأنَّني
يُزعزعني قفقاف وِرْدٍ وصالبُهْ

تُعبّر هذه الأبيات عن قوة الحب و عن شدة شوق الشاعر لحبيبته “أسماء”. يصف شعوره بالحب كـ “قلب لجوج” لا يستطيع التغلب على شوقه لها ، و يُظهر كيف أن حب “أسماء” هو ما يشغل تفكيره و ينزعجه بِشِدّة .

وهيفاء تقتل عشاقها

يقول ابن الساعاتي:

وهيفاء تقتلُ عشَّاقها
برمح القوام وسيف الحور
تسدد بالجفن سهمً الفتور
وتفتح في الخدّ وردَ الخفر
إذا ما هدت بصباح الجبين
قلباً أضلت بليل الشعر
أسرُّ إليها بشكوى الهوى
فتجهرَ باللَّوم فيمن جهر
فنحن كما قيل فيما مضى
أريها السُّهى وتريني
القمروأحور سهماهُ لي مصميانِ
فسيَّان عندي رمى أو نظر
إذا مرتَ الحربُ قطر السهامت
تقلد فوق غديرٍ نهرو
طار على بارقٍ مارقٍ
دجى النقع منهُ بعيد السحري
حجّب عنَّا نساءَ الخيام
ويبدو بكل حسامِ ذكر
للوجدِ من حسنه ما أباح
للشوق منهنَّ ما قد ستر

تُصف هذه الأبيات جمال “وهيفاء” و تأثيرها على عشاقها، و يشير الشاعر إلى أنها تُقتل عشاقها بجمالها و سحرها. ويُعبّر عن شدة شوقه لها و عن أن جمالها أصبح همه الرئيسي في الحياة .

حسنها كل ساعة يتجدد

يقول ابن سناء الملك:

حسنُها كلَّ ساعةٍ يتجَدّدْ
فلهذا هَوايَ لا يَتَحدَّدْ
إِنَّ عِشْقي كَحُسنِها ليس ينــفكُّ
وهَمِّي كَهَجرِها ليس يَنْفَدْ
غير أَنَّ الخيالَ يأْتي فيا
طول حيائِي منْ طُول مَا قَدْ تَردَّد
بات ذاكَالخيالُفي العين لَكِن
مِسْكُ أَرْدَانِه تعلَّق في اليَدْ
غادَةٌ عادةٌ لها الفتكُ فِينَا
ولكلٍّ مِنْ دَهْرِه ما تَعوَّدْ
هيَ لا شَكَّ مُعْصِرٌ غيرَ أَن الــقَدَّ
مِنْها يَقُولُ لِي هِيَ أَمْرَدْ
حملَتْ زينةَ الفَريقين فوقَ النــهدِ
عِقدٌ وفي الجفونِ المُهَنَّد
قدْ رَوى السحرَ لحظُهَا فهو يُمْلي
كلَّ يومٍ منه علينا مُجَلَّد
وقرأَنَا الغريبَ من فمِها الكامِلِ
حُسْناً والثَّغْرُ فيه المبرّدْ
كَحَلُ الجَفْنِ مَازَجَ الكُحلَ فيه
فَشرِبْنا مِنه السُّلافَ مُوَلَّدْ
هي من حُسنها تُميتُ وتُحيي
وهْي من لِينِها تَحِلُّ وتَعْقِد
إِنْ أَرتْنا بوجْهِها ساعةَ الوصْــلِ
أَرتْنا بفرعِها ليلَة الصَّدف
تَنَتْني بأُقحوانٍ مُندَّىً
وسبَتْنِي بِيَاسمينٍ مُورَّد
وأَرَادَتْ بالسِّحر قَتْلي ولم تدرِ
بأَنِّي مؤيَّدٌ بالمؤيَّد
مَنْ رآه فقدْ تأَيَّد لكنجودُه
في نَداه مَا يَتَأَيَّد
ملكٌ جودُه تقرَّب مِنَّا
مثلمَا فَضْلُه إِليْنا تَوَّدد
يهتدي القاصِدونَ في ظُلم الليــلِ
بنورٍ من نجمِ دين مُحَمَّد
قد كَساهُ الإِلهُ نوراً ولكنْ
هو في نصرِ دينه قد تَجَرَّد
أَنجَدَ الدِّينَ عَزْمُه فِلهذَاذِكْ
رُه في الزَّمان غَار وَأَنْجده
هو أَحْمى مِمَّا تَدَرَّعَ في الحرب
وهْوَ أَمْضَى مِنْ مَشْرِفيٍّ مُهند
خاطِرٌ حاضِرٌ وبأْسٌ شديدٌ
وعُلاً شامِخٌ وعِزٌّ مُشَيَّد
فناهُ عيدٌ أَتى وأُهَنِّيــهِ
وقَدْ صَام أَلْفَ عامٍ وَعَيَّدْ
فلنا البِرُّ عِنْده والعَطَايا
ولهالمَدْحُ والثَّناءُالمُخَلَّد

تُجسد هذه الأبيات جمال “وهيفاء” ، و يشير الشاعر إلى أن جمالها يُجدد كل ساعة، و يُعبّر عن شدة عشقه لها، و يتأمل في جمالها، ويَذكر أن كل ما فيها جميل من الوجه و الشعر و العيون. ويُشيد بالنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) و يُصف صفات النبي المُباركة .

عيد قيس من حب لبنى ولبنى

يقول قيس بن ذريح:

عيدَ قَيسٌ مِن حُبِّ لُبنى وَلُبنى
داءُ قَيسٍ وَالحُبُّ داءٌ شَديدُ
وَإِذا عادَني العَوائِدُ يَوماً
قالَتِ العَينُ لا أَرى مَن أُريدُ
لَيتَ لُبنى تَعودَني ثُمَّ أَقضي
أَنَّها لا تَعودُ فيمَن يَعودُ
وَيحَ قَيسٍ لَقَد تَضَمَّنَ مِنها
داءَ خَبلٍ فَالقَلبُ مِنهُ عَميدُ

تُعبّر هذه الأبيات عن شدة حب “قيس” لـ “لبنى” و عن معاناته من فراقها. يصف الشاعر حبه لها كـ “داء” و يتمنى أن تعود إليه، و يُظهر كيف أن حب “لبنى” هو ما يُشغل تفكيره و يجعله يُعاني من فراقها.

عيون المها مالي بسحرك من يد

يقول ابن الساعاتي:

عيونَ المها مالي بسحركِ من يدِ
ولا في فؤادي موضع للتجلُّدِ
رويداً بقلبٍ مستهامٍ متيَّمٍ
ورفقاً بذا الجفن القريح المسهَّد
قفي زوّدينا منك يا أمَّ نالكٍ
فغيرُ كثيرٍ وقفة المتزوّد
في الظعن ألوى لا يرقُّ لعاشقٍ
سرى منجداً لكنَّه غير منجد
بيض الطُّلى حور المناظر سودها
وما كحلتْ أجفانهنَّ بإثمد
لعله رجاءً فات في اليوم نيله
يداركهُ حظٌ فيدرك في الغد
بليت بفعم الرّدف لدنٍ قوامهُ
ضعيف مناط الخصر أهيفَ أغيد
ترى يجتني كفُّ الهوى ثمر المنى
بهِ من قضيب البانة المتأَوّد
ذللت لسلطان الهوى بعد عزَّةٍ
وليست لذلٍ قبلها بمعوَّد
يُزعمُ أنَّ السلم بيني مبينه
فما بالُ سيفِ اللحظ ليس بمغمد
تأمل جبيناً واضحاً تحت طرَّةٍ
ترى الصبح في جنحٍ منالليل
أسودسرى القلبُ منه بين نور وظلمة
فمن أجلها أنيّ أضلُّ وأهتدي
وقفتُ أعاطيه كؤوس عتابه
غداة صحا من سكرتي وتلدُّدي
وأعطفُ منهُ غصنَ بانٍ يقلُّه
من الردف ملءَ العين والقلب واليد
وخصرٍ ضعيفٍ مثل صبري نطاقه
متى شئتَ يحللْ أو متى شئت يعقد

تُصف هذه الأبيات جمال “وهيفاء” من جديد، و يشير الشاعر إلى أن جمالها يُشبه جمال المها ، و يُعبّر عن شدة حب “وهيفاء” و عن أن حبها هو ما يُشغل تفكيره و يُجعله يُعاني من فراقها .

خذ حديثي فإنه معسول

يقول عمارة اليمني:

خذ حديثي فإنه معسول
رجال حديثهم مغسول
بت حيث التفت شاهدت روضاً
وغديراً وقابلتني قبول
غير أن القدود لم أك أدري
قبل هذا من أي شيء تميل
غصون الحدائق الخضر جاربين
هن العناق والتقبيل
فجرى من رويحة الفجر فيه
نفس خافت النسيم عليل
فأثارت بعد السكون حراكاً
هزها منه شمأل وشمول
فإذا القد مال بعد اعتدال
فتيقن أن النسيم عذول
حبذا جور غادة تتثنى
باعتدال وفي هواها عدول
لم يزل سحرها إلى الوصل باباً
منه نحو الرضى يكون الوصول
أنا في أسرها وأسري عليها
فكلانا هو العزيز الذليل
كلما قلت أستطيل عليها
حكم الحب أنها تستطيل
غزلي من قرينة الحال لا من
غزل صدق أهله مستحيل
ولا سلو ولا علو ولكن
لي طلوع مع الهوى ونزوله

تُعبّر هذه الأبيات عن شوق الشاعر لِحبيبته و عن جمال طبيعة الروض و الحدائق. يصف الشاعر الروض كـ “جنة” و يُظهر كيف أن حب حبيبته هو ما يُشغل تفكيره و يُجعله يشعر بالسعادة في هذه الطبيعة .

هي الظبي لولا عقدها والخلاخل

يقول عبد الرحمن السويدي :

هي الظبي لولا عقدها والخلاخلُ
أو الغصن لولا وشيها والغلائلُ
يحركها ريح الدلال ولينها
وثبتها حفف لذا تتمايلُ
وتهتزّ في ورق النضار إذا مشت
فتثبت أشواقاً إليها العناد
وقد رام تشبيهاً بها البدر والقنا
هي لعديم المثل شيء يماثل
فيا أيها البدر انثنِ بك كلفة
ويا أيها اللدن انحن أنت ذابل
إذا انساب فوق الدعص أرقم فرعها
فمن جائري من صاعدٍ وهو نازل
أعير الدجى من فرعها الدجن واكتفت
بوضّاحها عن شمسهن الأصائلب
بعيدة مهوى القرط حوراء لحظها
صقيل وشخص العين منها المقاتلُ
وقد كمن السحر الحلال بجفنها
وعنها روت سحر المحرم بابل
لي اللَه قلبي بالصبابة عامرٌ
وجسمي لوجدي والكآبة ناحلُ
ولولا بكائي في الأصيل وفي الضحى
لما نحن فوق الأيك تلك البلابل
ولي زفرة من حرّها أوقدت لظى
ولي مدفع من سفحه السفح سائل
ولي رقّةٌ عنها النسائم حدّثت
ولي مقة فلّت لديها المفاصل
رعى اللَه عيشاً كرخ بغداد ربع
ورّاه هتّان من المزن هاطِل
وأيام سعدكم قضيت مآربها
بها ولكم قد أنتجت لي مآمل
أديت فيها للشبيبة حقها
ونبّهت فيها اللهو والدهر غافل
خليليّ ما للدهر يعمل بالفتى
نقيض الذي نصّت عليه الأماثل
فيخفض منه قدره وهو عالم
ويرفع منه ذكره وهو جاهل
ويعجم منه النطق وهو ابن وائل
ويفصح منه قوله وهو باقل
ولا جائر منه وأبناؤه همزعان
فأنحاسٌ لئام أراذل
إذا ما الغمام الجون عن حُرّ وجهها
تقشّع كادالشمسعنه تآفَل
تماثَل ما في ثغرها وعقودها
وبالروح يُشرى ذلك المتماثَلُ
وقد شاكل الخدّ الشقيق فخال ذا
وحبّة ذا ما بين كلٍّ تشاكل
أما وجبين حول هالة بدره
نجوم تذيب القلبَ وهي نوازِل
هادٍ أضلّ القلب وهو مطوّق
ويذهب طوراً بالنهى وهو عاطل
بلّور نحرٍ مشرقٍ فكأنما
عليه لإشراق اللآلي دلائلُ
ففي القلب منها حرقة لو يبثها
أنيني لذابت من سناها الجناد
لممنّعة لا يستطاع لشيّق
إليها اللقا بل دون ذاك معاقل
محجّبة عن كل شيء سوى الكرى
فلا الوهم يدنوها ولا الفكر واصِل
مخدّرة من دونها كل حاذر
من الصيد أسباب المنيّة حامل
أطعتُ هواها إذ عصيتُ عواذلي
وهل في سوى أسماء تُعصى العواذل
وأخفيتُ أمري خوف واشٍ يذيعه
فَهَمَت وأبدته العيون الهواطل
أما إنني قد كنت أخشى صروفه
ولكن دعاه والذي هو فاعل
فَلسْتُ أبالي منه بعد استجارتي
بمن كملت فيه الخصال الفضائل
نبيٌّ نبيٌّ مرسلٌ خير من هدى
وأكرم من سارت إليه الرواحل
كريم فلا برق الأماني بخلّ
لديه ولا يستمنح الجود خاجل
والبحرإلا أن مورد عذبه
إلى رِيّه تهمي العفاة الأرامل
حقير عطاياه جلائل حاتم
أنزر معطاه الهِجان الأفائِل
يجود بما جاد الكرام وبالذي
به كل كرّامٍ لدى الجود باخِل
يلتذّ بالحدوى لعافٍ ووافدٍ
ويأنس بالجائي إذا قيل سائل
فشاغل يمناه لدى أسلم نائلٌ
وفي الحرب مفتوق القرارين فاصل
وفيّ الجرشّى شامخ النَّجر دونه
تقاعس رضوى والخورنق خامل
به فضلت عدنان كعباً وحِميَراً
ودانت لعلياها تميمٌ ووائل
إن فخروا آباؤه فبفخره
وبالسيفيغلو غمده والحمائل
تنزّه عن كل المثالب فاستوت
على صهوات الحُسن منه الشمائل

تُعبّر هذه الأبيات عن جمال “وهيفاء” و عن شدة حب الشاعر لها و تُصف صفات النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) و تُظهر كيف أن حب “وهيفاء” هو ما يُشغل تفكيره و يُجعله يشعر بالسعادة .

Total
0
Shares
المقال السابق

أجمل أبيات الشعر العربي في الحكمة

المقال التالي

أجمل أبيات الشعر العربي: من الحب إلى الفراق والمدح

مقالات مشابهة