جدول المحتويات
- قصيدة نبكي الشباب
- قصيدة وا حر قلباه
- قصيدة أبت عبراته إلا انسكاباً
- قصيدة يسلم المرء أخوه
- قصيدة صوت صفير البلبل
- قصيدة لأي حبيب
قصيدة تُعبّر عن حزن الشاعر على الشباب
يقول الشاعر ابن الرومي:
> نبكي الشبابَ لحاجاتِ النساءِ ولي فيه مآربُ أخرى سوفَ أبكيها
>
> أبكي الشبابَ لرَوْقٍ كان يُعجبني منه إذا عاينتْ عيْني مرائيها
>
> ما كان أعظم عندي قدرَ نعمته لنفسه لا لخوْدٍ كان يُصبيها
>
> كانت لعينيَ منهُ قُرةٌ عَجبٌ دونَ العيونِ اللواتي كان يَرْقهيها
>
> ما كان أكثر إعجابَ النساءِ به والنفْسُ أوجبُ إعجاباً بما فيها
>
> كم كان يُونقُ من عين تَقَرُّ به وكان يونقُ من أخرى يبكّيها
>
> كم كان يجلو قذى عينٍ برونقهِ حتى إذا جال فيها عاد يقذيها
>
> تَغدو النساءُ فترميه بأعيُنها فبالسهام التي فَوَّقن يرميها
>
> يثني عليهن نبلاً ظَنَّ مُرسلها أنْ ليسَ شيءٌ من الأشياء يثينها
>
> أبكي الشباب للذّات القنيص إذا ثَقلت عنها وغاداها مُغاديها
>
> هناك لا ميعةُ الشبان تبعثُن لها ولا النفسُ عن طوعٍ تُخلِّيها
>
> فإن غدوتُ فعنْ نفسٍ مكلَّفةٍ مثلَ الحسير يُزجِّيها مزجِّيها
>
> أبكي الشبابَ للذات الشَّمولِ إذا غنَّى القيانُ وحثَّ الكأسَ ساقيها
>
> هناك لا أنا مرتاحٌ فشاربها ولا أخو سلوةٍ عنها فساليها
>
> كم زفرةٍ لي ملءَ الصدرِ حينئذ عن حسرةٍ في ضمير القلب أطويها
>
> أبكي الشبابَ لنفس كان يُسعِفُها بكلِّ ما حاولتهُ من ملاهيها
>
> أبكي الشبابَ لآمالٍ فُجعتُ بها كانت لنفسيَ أُنساً في معانيها
>
> أبكي الشبابَ لنفس لا ترى خلفاً منه ولا عِوضاً مذ كان يُرضيها
>
> أبكي الشباب لعينٍ كَلَّ ناظرُها بعد الثقوبِ وحار القصدَ هاديها
>
> عينٌ عَهدتُ لها نبلاً مُفوَّقةً تُصمِي وتُنمي فأَشَوى الآن راميها
>
> أبكي الشبابَ لأذن كان مَسْمعها وقد يُجابُ على بعدٍ مناديها
>
> أذنٌ وإن هي كَلَّت ما عهدتُ بها وقراً سوى وَقْرها عن لَوْمِ لاحيها
>
> أبكي الشباب لكفٍّ مُنَّ ساعِدُها وقد تَردُّ وتلوي كفَّ لاويها
>
> كفٌّ عهدتُ ثمارَ اللَّهوِ دانيةً منها فقد قَلصتْ عنها مَجَانيها
>
> كان الشبابُ وقلبي منه منغمسٌ في فرجةٍ لستُ أدري ما دواعيه
>
> رَوْحٌ على النفس منه كان يُبردها بَرْدَ النسيم ولا ينفكُّ يُحْييها
>
> كأن نفسي كانت منه سارحةً في روضةٍ بات ساقي المُزنِ ساقيها
>
> كأن نفسي كانت منه يَفْعَمُها نسيم راحٍ وريحانٍ يُحَيِّيها
>
> كأن نفسي كانت منه لاقيةً في كل حالٍ يَديْ حبٍّ يُعاطيها
>
> من مات ماتت كما قد قيل حاجتُه إلا الشبابَ وحاجاتٍ يُبَقِّيها
>
> يمضي الشبابُ ويُبقي من لُبانتِه شجواً على النفسِ يَشجوها ويُشجيه
>
> ليتَ اللبانة كانت تنقضي معه أو كان يبقَى ويَبقى الدهر باقيها
>
> كلا ولكنه يمضي وقد بقيتْ في النفس منه بقيّاتٌ تَعَنّيها
>
> وإن أبرحَ ما استوْدَعَتهُ خَلداً لبانةٌ لك لا تسطيعُ تقضيها
>
> وكانت النفسُ ينهاها إذا غويتْناهٍ سواها فمنها الآن ناهيها
قصيدة تُعبّر عن حزن الشاعر على صديقه
يقول الشاعر المتنبي:
> وَاحَـرّ قَلْبـاهُ مـمّنْ قَلْبُـهُ شَبِـمُ
>
> وَمَنْ بجِسْمـي وَحالي عِنـدَهُ سَقَـمُ
>
> ما لي أُكَتِّمُ حُبًّا قَدْ بَـرَى جَسَـدِي
>
> وَتَدّعي حُبّ سَيفِ الدّوْلـةِ الأُمَـم ُ
>
> إنْ كَـانَ يَجْمَعُنَـا حُـبٌّ لِغُرّتِـهِ
>
> فَلَيْتَ أنّـا بِقَدْرِ الحُـبّ نَقْتَسِـمُ
>
> قد زُرْتُهُ وَسُيُـوفُ الهِنْـدِ مُغْمَـدَةٌ
>
> وَقـد نَظَـرْتُ إلَيْـهِ وَالسّيُـوفُ دَمُ
>
> فكـانَ أحْسَـنَ خَلـقِ الله كُلّهِـمِ
>
> وَكانَ أحسنَ ما فِي الأحسَنِ الشّيَـمُ
>
> فَوْتُ العَـدُوّ الـذي يَمّمْتَـهُ ظَفَـرٌ
>
> فِـي طَيّـهِ أسَـفٌ فِي طَيّـهِ نِعَـمُ
>
> قد نابَ عنكَ شديدُ الخوْفِ وَاصْطنعتْ
>
> لَكَ المَهـابَـةُ ما لا تَصْنَـعُ البُهَـمُ
>
> ألزَمْتَ نَفْسَكَ شَيْئـاً لَيـسَ يَلزَمُهـا
>
> أنْ لا يُـوارِيَهُـمْ أرْضٌ وَلا عَـلَـمُ
>
> أكُلّمَا رُمْتَ جَيْشـاً فانْثَنَـى هَرَبـاً
>
> تَصَرّفَـتْ بِـكَ فِي آثَـارِهِ الهِمَـمُ
>
> عَلَيْـكَ هَزْمُهُـمُ فِي كـلّ مُعْتَـرَكٍ
>
> وَمَا عَلَيْـكَ بِهِمْ عَـارٌ إذا انهَزَمُـوا
>
> أمَا تَرَى ظَفَراً حُلْـواً سِـوَى ظَفَـرٍ
>
> تَصافَحَتْ فيهِ بِيضُ الـهِنْـدِ وَاللِّمـمُ
>
> يا أعدَلَ النّـاسِ إلاّ فِـي مُعامَلَتـي
>
> فيكَ الخِصامُ وَأنتَ الخصْمُ وَالحكَـمُ
>
> أُعِيذُهـا نَظَـراتٍ مِنْـكَ صادِقَـةً
>
> أن تحسَبَ الشّحمَ فيمن شحمـهُ وَرَمُ
>
> وَمَا انْتِفَـاعُ أخـي الدّنْيَـا بِنَاظِـرِهِ
>
> إذا اسْتَوَتْ عِنْـدَهُ الأنْـوارُ وَالظُّلَـمُ
>
> سَيعْلَمُ الجَمعُ مـمّنْ ضَـمّ مَجلِسُنـا
>
> أنّني خَيـرُ مَنْ تَسْعَـى بـهِ قَـدَمُ
>
> أنَا الذي نَظَـرَ الأعْمَـى إلى أدَبـي
>
> وَأسْمَعَتْ كَلِماتـي مَنْ بـهِ صَمَـمُ
>
> أنَامُ مِلْءَ جُفُونـي عَـنْ شَوَارِدِهَـا
>
> وَيَسْهَـرُ الخَلْـقُ جَرّاهَـا وَيخْتَصِـمُ
>
> وَجاهِلٍ مَـدّهُ فِي جَهْلِـهِ ضَحِكـي
>
> حَتَّـى أتَتْـه يَـدٌ فَـرّاسَـةٌ وَفَـمُ
>
> إذا رَأيْـتَ نُيُـوبَ اللّيْـثِ بـارِزَةً
>
> فَـلا تَظُـنّـنّ أنّ اللّيْـثَ يَبْتَسِـمُ
>
> وَمُهْجَةٍ مُهْجَتـي من هَمّ صَاحِبـها
>
> أدرَكْتُـهَا بجَـوَادٍ ظَـهْـرُه حَـرَمُ
>
> رِجلاهُ فِي الرّكضِ رِجلٌ وَاليدانِ يَـدٌ
>
> وَفِعْلُـهُ مَا تُريـدُ الكَـفُّ وَالقَـدَمُ
>
> وَمُرْهَفٍ سرْتُ بينَ الجَحْفَلَيـنِ بـهِ
>
> حَتَّى ضرَبْتُ وَمَوْجُ المَـوْتِ يَلْتَطِـمُ
>
> ألخَيْـلُ وَاللّيْـلُ وَالبَيْـداءُ تَعرِفُنـا
>
> وَالسّيفُ وَالرّمحُ والقرْطاسُ وَالقَلَـمُ
>
> صَحِبْتُ فِي الفَلَواتِ الوَحشَ منفَـرِداً
>
> حَتَّى تَعَجّبَ منـي القُـورُ وَالأكَـمُ
>
> يَا مَـنْ يَعِـزّ عَلَيْنَـا أنْ نُفَارِقَهُـمْ
>
> وَجدانُنا كُلَّ شـيءٍ بَعدَكـمْ عَـدَمُ
>
> مَا كـانَ أخلَقَنَـا مِنكُـمْ بتَكرِمَـةٍ
>
> لَـوْ أنّ أمْرَكُـمُ مِـن أمرِنَـا أمَـمُ
>
> إنْ كـانَ سَرّكُـمُ ما قالَ حاسِدُنَـا
>
> فَمَـا لجُـرْحٍ إذا أرْضـاكُـمُ ألَـمُ
>
> وَبَيْنَنَـا لَـوْ رَعَيْتُـمْ ذاكَ مَعـرِفَـةٌ
>
> إنّ المَعارِفَ فِي أهْـلِ النُّهَـى ذِمَـمُ
>
> كَم تَطْلُبُونَ لَنَـا عَيْبـاً فيُعجِزُكـمْ
>
> وَيَكْـرَهُ الله مـا تَأتُـونَ وَالكَـرَمُ
>
> مَا أبعدَ العَيبَ والنّقصانَ منْ شَرَفِـي
>
> أنَـا الثّرَيّـا وَذانِ الشّيـبُ وَالهَـرَمُ
>
> لَيْتَ الغَمَامَ الذي عنـدي صَواعِقُـهُ
>
> يُزيلُهُـنّ إلـى مَـنْ عِنْـدَهُ الدِّيَـمُ
>
> أرَى النّـوَى يَقتَضينـي كلَّ مَرْحَلَـةٍ
>
> لا تَسْتَقِـلّ بِهَـا الوَخّـادَةُ الرُّسُـمُ
>
> لَئِـنْ تَرَكْـنَ ضُمَيـراً عَنْ مَيامِنِـنا
>
> لَيَحْـدُثَـنّ لـمَنْ وَدّعْتُهُـمْ نَـدَمُ
>
> إذا تَرَحّلْـتَ عن قَـوْمٍ وَقَد قَـدَرُوا
>
> أنْ لا تُفـارِقَهُـمْ فالرّاحِلـونَ هُـمُ
>
> شَرُّ البِـلادِ مَكـانٌ لا صَديـقَ بِـهِ
>
> وَشَرُّ ما يَكسِبُ الإنسـانُ ما يَصِـمُ
>
> وَشَـرُّ ما قَنّصَتْـهُ رَاحَتـي قَنَـصٌ
>
> شُهْبُ البُـزاةِ سَـواءٌ فيهِ والرَّخَـمُ
>
> بَأَيّ لَفْـظٍ تَقُـولُ الشّعْـرَ زِعْنِفَـةٌ
>
> تَجُوزُ عِنـدَكَ لا عُـرْبٌ وَلا عَجَـمُ
>
> هَـذا عِتـابُـكَ إلاّ أنّـهُ مِـقَـةٌ
>
> قـد ضُمّـنَ الـدُّرَّ إلاّ أنّـهُ كَلِـمُ
قصيدة تُعبّر عن حزن الشاعر على فقدان صديقه
يقول الشاعر أبو العلاء المعري:
> أَبَت عَبَراتُهُ إِلّا اِنسِكابًا
>
> وَنارُ غَرامِهِ إِلّا اِلتِهابا
>
> وَمِن حَقِّ الطُلولِ عَلَيَّ أَلّا
>
> أُغِبَّ مِنَ الدُموعِ لَها سَحابًا
>
> وَمَا قَصَّرتُ في تَسآلِ رَبعٍ
>
> وَلَكِنّي سَأَلتُ فَما أَجابًا
>
> رَأَيتُ الشَيبَ لاحَ فَقُلتُ أَهلاً
>
> وَوَدَّعتُ الغَوايَةَ وَالشَبابًا
>
> وَمَا إِن شِبتُ مِن كِبَرٍ وَلَكِن
>
> رَأَيتُ مِنَ الأَحِبَّةِ ما أَشابًا
>
> بَعَثنَ مِنَ الهُمومِ إِلَيَّ رَكباً
>
> وَصَيَّرنَ الصُدودَ لَها رِكابًا
>
> أَلَم تَرَنا أَعَزَّ الناسِ جارًا
>
> وَأَمرَعُهُم وَأَمنَعُهُم جَنابًا
>
> لَنا الجَبَلُ المُطِلُّ عَلى نِزارٍ
>
> حَلَلنا النَجدَ مِنهُ وَالهِضاباتُ
>
> فَضِّلُنا الأَنامُ وَلا تُحاشِوا
>
> وَنوصَفُ بِالجَميلِ وَلا نُحابى
>
> وَقَد عَلِمَت رَبيعَةُ بَل نِزارٌ
>
> بِأَنّا الرَأسُ وَالناسُ الذُنابى
>
> وَلَمّا أَن طَغَت سُفَهاءُ كَعبٍ
>
> فَتَحنا بَينَنا لِلحَربِ بابًا
>
> مَنَحناها الحَرائِبَ غَيرَ أَنّا
>
> إِذا جارَت مَنَحناها الحِرابا
>
> وَلَمّا ثارَ سَيفُ الدينِ ثُرنا
>
> كَما هَيَّجتَ آساداً غِضابًا
>
> أَسِنَّتُهُ إِذا لاقى طِعاناً
>
> صَوارِمُهُ إِذا لاقى ضِرابًا
>
> دَعانا وَالأَسِنَّةُ مُشرَعاتٌ
>
> فَكُنّا عِندَ دَعوَتِهِ الجَوابًا
>
> صَنائِعُ فاقَ صانِعُها فَفاقَتْ
>
> وَغَرسٌ طابَ غارِسُهُ فَطابًا
>
> وَكُنّا كَالسِهامِ إِذا أَصابَتْ
>
> مَراميها فَراميها أَصابًا
>
> قَطَعنَ إِلى الجِبارِ بِنا مَعانًا
>
> وَنَكَّبنَ الصُبَيرَةَ وَالقِبابًا
>
> وَجاوَزنَ البَدِيّةَ صادِياتٍ
>
> يُلاحِظنَ السَرابَ وَلا سَرابًا
>
> عَبَرنَ بِماسِحٍ وَاللَيلُ طِفلٌ
>
> وَجِئنَ إِلى سَلَميَةَ حينَ شابًا
>
> وَقادَ نَدي بنُ جَعفَرَ مِن عُقَيلٍ
>
> شُعوباً قَد أَسالَ بِها الشِعابًا
>
> فَما شَعَروا بِها إِلّا ثَباتاً
>
> دُوَينَ الشَدَّ تَصطَخِبُ اِصطِخاباتًا
>
> نَاهَبنَ الثَناءَ بِصَبرِ يَومٍ
>
> بِهِ الأَرواحُ تُنتَهَبُ اِنتِهاباتًا
>
> نَادَوا فَاِنبَرَت مِن كُلِّ فَجٍّ
>
> سَوابِقُ يُنتَجَبنَ لَنا اِنتِجابًا
>
> فَما كانوا لَنا إِلّا أَسارى
>
> وَمَا كانَت لَنا إِلّا نِهابا
>
> كَأَنَّ نَدي بنَ جَعفَرَ قادَ مِنهُ
>
> هَدايا لَم يُرِغ عَنها ثَوابًا
>
> وَشَدّوا رَأيَهُم بِبَني قُرَيعٍ
>
> فَخابوا لا أَبا لَهُم وَخابوا
>
> وَسُقناهُم إِلى الحيرانِ سَوقاً
>
> كَما نَستاقُ آبالاً صِعابًا
>
> سَقَينا بِالرِماحِ بَني قُشَيرٍ
>
> بِبَطنِ العُثيَرِ السُمَّ المُذابًا
>
> فَلَمّا اِشتَدَّتِ الهَيجاءُ كُنّا
>
> أَشَدَّ مَخالِباً وَأَحَدَّ نابًا
>
> وَأَمَنَعَ جانِباً وَأَعَزَّ جارًا
>
> وَأَوفى ذِمَّةً وَأَقَلَّ عابًا
>
> نَكَّبنا الفُرُقلُسَ لَم نَرِدهُ
>
> كَأَنَّ بِنا عَنِ الماءِ اِجتِنابًا
>
> وَأَمطَرنَ الجِباهَ بِمُرجَحِنَّ
>
> وَلَكِن بِالطِعانِ المُرِّ صابًا
>
> وَجُزنَ الصَحصَحانِ يَخِدنَ وَخداً
>
> وَيَجتَبنَ الفَلاةَ بِنا اِجتِنابًا
>
> وَمِلنَ عَنِ الغُوَيرِ وَسِرنَ حَتّى
>
> وَرَدَنَ عُيونَ تَدمُرَ وَالجِبابًا
>
> قَرَينا بِالسَماوَةِ مِن عُقَيلٍ
>
> سِباعَ الأَرضِ وَالطَيرِ السِغابًا
>
> وَبِالصَبّاحِ وَالصَبّاحُ عَبدٌ
>
> قَتَلنا مِن لُبابِهِمُ اللُباباتِ
>
> رَكنا في بُيوتِ بَني المُهَنّانَ
>
> وَادِبَ يَنتَحِبنَ بِها اِنتِحابًا
>
> شَفَت فيها بَنو بَكرٍ حُقوداً
>
> وَغادَرَتِ الضَبابَ بِها ضَبابًا
>
> وَأَبعَدنا لِسوءِ الفِعلِ كَعباً
>
> وَأَدنَينا لِطاعَتِها كِلابًا
>
> وَشَرَّدنا إِلى الجَولانِ طَيئاً
>
> وَجَنَّبنا سَماوَتَها جِنابًا
>
> سَحابٌ ما أَناخَ عَلى عُقَيلٍ
>
> وَجَرَّ عَلى جِوارِهِمُ ذُبابًا
>
> وَمِلنا بِالخُيولِ إِلى نُمَيرٍ
>
> تُجاذِبُنا أَعِنَّتَها جِذابًا
>
> بِكُلِّ مُشَيِّعٍ سَمحٍ بِنَفسٍ
>
> يَعِزُّ عَلى العَشيرَةِ أَن يُصابًا
>
> وَمَا ضاقَت مَذاهِبُهُ وَلَكِن
>
> يُهابُ مِنَ الحَمِيَّةِ أَن يُهابا
>
> وَيَأمُرَنا فَنَكفيهِ الأَعاديهِ
>
> مَامٌ لَو يَشاءُ كَفى وَنابًا
>
> فَلَمّا أَيقَنوا أَن لاغِياثٌ
>
> دَعَوهُ لِلمَغوثَةِ فَاِستَجابًا
>
> وَعادَ إِلى الجَميلِ لَهُم فَعادوا
>
> وَقَد مَدّوا لِصارِمِهِ الرِقابًا
>
> أَمَرَّ عَلَيهِمُ خَوفاً وَأَمناً
>
> أَذاقَهُمُ بِهِ أَرياً وَصابًا
>
> أَحَلَّهُمُ الجَزيرَةَ بَعدَ يَأسٍ
>
> أَخو حِلمٍ إِذا مَلَكَ العِقابًا
>
> دِيارُهُمُ اِنتَزَعناها اِنتِزاعاً
>
> وَأَرضُهُمُ اِغتَصَبناها اِغتِصابًا
>
> وَلَو شِئنا حَمَيناها البَوادِي
>
> كَما تَحمي أُسودُ الغابِ غابًا
>
> إِذا ما أَنهَضَ الأُمراءُ جَيشاً
>
> إِلى الأَعداءِ أَنفَذنا كِتابًا
>
> أَنا اِبنُ الضارِبينَ الهامَ قِدماً
>
> إِذا كَرِهَ المُحامونَ الضِرابا
>
> أَلَم تَعلَم وَمِثلُكَ قالَ حَقّاً
>
> بِأَنّي كُنتُ أَثقَبَها شِهابًا
قصيدة تُعبّر عن قلة وفاء الناس
يقول الشاعر أبو العتاهية:
> يُسلِمُ المَرءَ أَخوهُ
>
> لِلمَنايا وَأَبوهُ
>
> وَأَبو الأَبناءِ لا يَبقى وَلا يَبقى بَنوهُ
>
> رُبَّ مَذكورٍ لِقَومٍ
>
> غابَ عَنهُم فَنَسوهُ
>
> وَإِذا أَفنى سِنيهِ المَرءُ أَفنَتهُ سِنونُ
>
> وَكَأَن بِالمَرءِ قَد يَبكي عَلَيهِ أَقرَبوهُ
>
> وَكَأَنَّ القَومَ قَد قاموا فَقالوا أَدرِكوهُ
>
> سائِلوهُ كَلِّموهُ
>
> حَرِّكوهُ لَقِّنوهُ
>
> فَإِذا استَيأَسَ مِنهُ القَومُ قالوا حَرِّفوهُ
>
> حَرِّفوهُ وَجِّهوهُم
>
> مَدِّدوهُ غَمِّضوهُ
>
> عَجِّلوهُ لِرَحيلٍ
>
> عَجِّلوا لا تَحبِسوهُ
>
> اِرفَعوهُ غَسِّلوهُ
>
> كَفِّنوهُ حَنِّطوهُ
>
> فَإِذا ما لُفَّ في الأَكفانِ قالوا فَاحمِلوهُ
>
> أَخرِجوهُ فَوقَ أَعوادِ المَنايا شَيِّعوهُ
>
> فَإِذا صَلّوا عَلَيهِ
>
> قيلَ هاتوا وَاقبِروهُ
>
> فَإِذا ما اِستَودَعوهُ الأَرضَ رَهناً تَرَكوهُ
>
> خَلَّفوهُ تَحتَ رَدمٍ
>
> أَوقَروهُ أَثقَلوهُ
>
> أَبعَدوهُ أَسحَقوهُ
>
> أَوحَدوهُ أَفرَدوهُ
>
> وَدَّعوهُ فارَقوهُ
>
> أَسلَموهُ خَلَّفوهُ
>
> وَاِنثَنَوا عَنهُ وَخَلَّوهُ كَأَن لَم يَعرِفوهُ
>
> وَكَأَنَّ القَومَ فيماكانَ فيهِ لَم يَلوهُ
>
> اِبتَنى الناسُ مِنَ البُنيانِ ما لَم يَسكُنوهُ
>
> جَمَعَ الناسُ مِنَ الأَموالِ ما لَم يَأكُلوهُ
>
> طَلَبَ الناسُ مِنَ الآمالِ ما لَم يُدرِكوهُ
>
> كُلُّ مَن لَم يَجعَلِ الناسِ إِماماً تَرَكوهُ
>
> ظَعَنَ المَوتى إِلى ماقَدَّموهُ وَجَدوهُ
>
> طابَ عَيشُ القَومِ ما كانَ إِذا القَومُ رَضوهُ
>
> عِش بِما شِئتَ فَمَن تَسرُرهُ دُنياهُ تَسوهُ
>
> وَإِذا لَم يُكرِمِ الناسَ امرُؤٌ لَم يُكرِموهُ
>
> كُلُّ مَن لَم يَحتَجِ الناسُ إِلَيهِ صَغَّروهُ
>
> وَإِلى مَن رَغِبَ الناسُ إِلَيهِ أَكبَروهُ
>
> مَن تَصَدّى لِأَخيهِ
>
> بِالغِنى فَهوَ أَخوهُ
>
> فَهوَ إِن يَنظُر إِلَيهِ
>
> يَرءَ مِنهُ ما يَسوهُ
>
> يُكرَمُ المَرءُ وَإِن أَملَقَ أَقصاهُ بَنوهُ
>
> لَو رَأى الناسُ نَبِيّاً
>
> سائِلاً ما وَصَلوهُ
>
> وَهُمُ لَو طَمِعوا فيزادِ كَلبٍ أَكَلوهُ
>
> لا تَراني آخِرَ الدَهرِ بِتَسآلٍ أَفوهُ
>
> إِنَّ مَن يَسأَل سِوى الرَحمَنِ يَكثُر حارِموهُ
>
> وَالَّذي قامَ بِأَرزاقِ الوَرى طُرّاً سَلوهُ
>
> وَعَنِ الناسِ بِفَضلِ اللَهِ فَاغنوا وَاحمِدوهُ
>
> تَلبَسوا أَثوابَ عِزٍّ
>
> فَاِسمَعوا قَولي وَعوهُ
>
> إِنَّما يُعرَفُ بِالفَضلِ مَنِ الناسِ ذَوّهُ
>
> أَفضَلُ المَعروفِ ما لَمتُ
>
> بتَذَل فيهِ الوُجوهُ
>
> أَنتَ ما اِستَغنَيتَ عَن صاحِبِكَ الدَهرَ أَخوهُ
>
> فَإِذا اِحتَجتَ إِلَيهِ
>
> ساعَةً مَجَّكَ فوهُ
قصيدة تُعبّر عن جمال صوت البلبل
يقول الأصمعي:
> صَوتُ صَفِيرِ البُلبُلِ
>
> هَيَّجَ قَلبِي التَمِلِ
>
> الماءُ وَالزَهرُ مَعاً
>
> مَع زَهرِ لَحظِ المُقَلِ
>
> وَأَنتَ يا سَيِّدَ لِيوَ
>
> سَيِّدِي وَمَولى لِيفَ
>
> ك