تمهيد عن الرازي
يُعد أبو بكر محمد بن زكريا الرازي قامة شامخة في تاريخ الطب والكيمياء والفلسفة. يعتبر أحد أبرز الأطباء في الحضارة الإسلامية، ومن الرواد الأوائل في مجال الكيمياء. لم تقتصر معرفته على الطب فقط، بل شملت مختلف فروع المعرفة، وقدم إسهامات جلية في الطب والكيمياء والرياضيات والأدب وغيرها. ظلت مؤلفاته الطبية مرجعًا أساسيًا للمدرسين والطلاب على حد سواء لعدة قرون.
حياته ونشأته
ولد أبو بكر الرازي في عام 865 ميلاديًا في مدينة الري بإيران، وتوفي فيها عام 925 ميلاديًا. منذ نعومة أظفاره، أظهر شغفًا كبيرًا بالمعرفة، واشتهر بذكائه وفطنته. في شبابه، توجه إلى بغداد وهو في الثلاثين من عمره لدراسة الكيمياء والفلسفة والطب بعمق. مكث في بغداد فترة من الزمن نهل خلالها من العلوم، ثم عاد إلى إيران حيث تم تعيينه رئيسًا لمستشفى الري.
أبرز الإسهامات والأعمال
يُعتبر كتاب “المنصوري في الطب” من أهم مؤلفات الرازي الطبية. ألفه خصيصًا لحاكم الري منصور بن إسحاق، وسرعان ما ذاع صيته في الغرب بعد ترجمته إلى اللغة اللاتينية، ليصبح بذلك من أهم الكتب الطبية وأكثرها تداولًا في أوروبا خلال العصور الوسطى.
من بين كتبه الشهيرة الأخرى “كتاب الحاوي في الطب” الذي جمع فيه خلاصة الطب اليوناني والسوري والعربي، بالإضافة إلى بعض المعارف الطبية الهندية. كما كتب رسالته الطبية المعروفة “أطروحة الجدري والحصبة” (Small Pox and Measles)، والتي تُرجمت إلى عدة لغات مثل اللاتينية والبيزنطية واليونانية وغيرها.
بالإضافة إلى ذلك، كتب الرازي رسالة عن المغص، والحصى في الكلى والمثانة، وعن علاج بعض الأمراض الأخرى مثل الصداع وآلام الأسنان والبواسير والزحار عند الأطفال الصغار وأمراض الأطفال ومرض السكري وغيرها من الأمراض. لقد كان حقا موسوعة علمية متنقلة.
أمثلة من مؤلفات الرازي:
- المنصوري في الطب
- كتاب الحاوي في الطب
- أطروحة الجدري والحصبة
- مقالة في حصى الكلى والمثانة
- في علاج المغص