آراء أهل العلم في تحديد سن الأضحية

بحث شامل في أقوال الفقهاء حول سن الأضحية من الإبل والبقر والغنم، مع بيان اختلاف الآراء وتوضيح الأدلة الشرعية.

محتويات

شروط قبول الأضحية وتحديد سنها

تُعدّ الأضحية من شعائر الإسلام العظيمة، وقد شرع الله تعالى شروطًا لقبولها، ومن أهم هذه الشروط بلوغ الحيوان سنًا معينة. فلا تقبل الأضحية إلا إذا بلغت السن المحددة شرعًا. وقد اتفق الفقهاء على عدم جواز التضحية بحيوان دون سن معينة تختلف باختلاف نوع الحيوان. وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تَذْبَحُوا إلَّا مُسِنَّةً، إلَّا أنْ يَعْسُرَ علَيْكُم، فَتَذْبَحُوا جَذَعَةً مِنَ الضَّأْنِ).[٢]

اختلاف الفقهاء في تحديد سن الجذع من الضأن

اختلف الفقهاء في تحديد سن الجذع من الضأن، وقد وردت ثلاثة أقوال رئيسية:

  1. القول الأول: ذهب الحنفية والحنابلة وبعض المالكية إلى أن الجذع من الضأن هو الذي بلغ ستة أشهر ودخل في السابعة، بشرط أن يكون سمينًا بحيث لا يمكن التفريق بينه وبين الضأن الذي عمره سنة من بعيد.
  2. القول الثاني: ذهب الزعفراني من الحنفية إلى أن سن الجذع يتراوح بين سبعة وتسعة أشهر.
  3. القول الثالث: ذهب الشافعية والمالكية (في القول الراجح عندهم) إلى أن الجذع هو الذي بلغ سنة ودخل في الثانية.

اختلاف الفقهاء في تحديد سن الثني

اختلف الفقهاء أيضًا في تحديد سن الثني (الحيوان الذي أتم سنًا معينة)، وقد ورد قولان:

  1. القول الأول:ذهب الحنفية والشافعية والحنابلة إلى أن الثني من المعز هو الذي بلغ سنة ودخل في الثانية، والثني من البقر هو الذي بلغ سنتين ودخل في الثالثة، والثني من الإبل هو الذي بلغ خمس سنوات ودخل في السادسة.
  2. القول الثاني:ذهب المالكية إلى أن الثني من الضأن والمعز هو الذي بلغ سنتين ودخل في الثالثة، والثني من البقر هو الذي بلغ ثلاث سنوات ودخل في الرابعة، والثني من الإبل هو الذي بلغ خمس سنوات ودخل في السادسة.

جواز الأضحية بالجذع: آراء متعددة

تعددت آراء الفقهاء في جواز قبول الأضحية بالجذع، وقد وردت ثلاثة أقوال:

  1. القول الأول (الجمهور): يرى الجمهور جواز الأضحية بالجذع من الضأن فقط، مستندين إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تَذْبَحُوا إلَّا مُسِنَّةً، إلَّا أنْ يَعْسُرَ علَيْكُم، فَتَذْبَحُوا جَذَعَةً مِنَ الضَّأْنِ).[٢]
  2. القول الثاني (الزهري وابن عمر): يرى الزهري وابن عمر عدم جواز الأضحية بالجذع من أي نوع من الأنعام، مستندين إلى ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في قصة بردة بن دينار. [٦]
  3. القول الثالث (الأوزاعي وعطاء): يرى الأوزاعي وعطاء جواز الأضحية بالجذع من جميع أنواع الأنعام، مستندين إلى ما روي عن عقبة بن عامر. [٧]

الخلاصة والمراجع

يتضح من خلال ما سبق اختلاف آراء الفقهاء حول سن الأضحية، إلا أنّه يجب الرجوع إلى أقوال العلماء واختيار الرأي الأرجح والأقرب إلى الصواب. ويُنصح بالاستشارة مع أهل العلم والخبرة في هذا الشأن.

الكتابالمؤلفالصفحةالحديث/القولالرقم
حلية العلماء في معرفة مذاهب الفقهاءأبو بكر الشاشي322سن الأضحية[١]
صحيح مسلمالإمام مسلم1963(لا تَذْبَحُوا إلَّا مُسِنَّةً، إلَّا أنْ يَعْسُرَ علَيْكُم، فَتَذْبَحُوا جَذَعَةً مِنَ الضَّأْنِ)[٢]
الفقه الإسلامي وأدلتهوهبة الزحيلي2723آراء في سن الجذع[٣]
المفصل في أحكام الأضحيةحسام الدين عفانة59-60آراء في سن الثني[٤]
مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيحعبيد الله المباركفوري80آراء في جواز الأضحية بالجذع[٥]
صحيح البخاريالإمام البخاري5563حديث بردة بن دينار[٦]
صحيح البخاريالإمام البخاري2300حديث عقبة بن عامر[٧]
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

آراء أهل العلم في خاتم النبوة

المقال التالي

نظرة تاريخية على إثبات كروية الأرض

مقالات مشابهة

فهم آية (وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ) في القرآن الكريم

تحليل وتوضيح لقوله تعالى (وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ) في سورتي الأعراف ويوسف. استكشاف المعاني والدلالات في سياق قصص الأنبياء نوح ويعقوب عليهما السلام.
إقرأ المزيد