الأفكار الأساسية في القصيدة
تعتبر قصيدة “اغضب” من أبرز أعمال الشاعر السوري نزار قباني، الذي ولد في دمشق عام 1923، وهو ينتمي إلى عائلة قباني الدمشقية المعروفة. تتضمن القصيدة عدة أفكار رئيسية مترابطة تعكس رؤية الشاعر للعلاقة بين الحبيبين.
من بين هذه الأفكار:
- تصوير الغضب وتأثيره المدمر على المشاعر والعلاقات، حيث يتسبب في تحطيم القلوب مثلما يحطم الأواني.
- التعبير عن تهديد الشاعر بالبحث عن حب جديد كرد فعل على غضب الحبيبة.
- النظر إلى الحبيب كطفل صغير، مهما فعل من أخطاء أو تسبب في أذى، فإن الحب يبقى قائماً.
- وصف الغضب بأنه كالموج العاتي والعواصف الشديدة، لكنه لا يغير من طبيعة الحبيب كطفل مدلل.
- دعوة الحبيب إلى الرحيل إذا شعر بالضيق والملل من العلاقة.
- تصوير شعور الحبيبة بالحزن واليأس نتيجة للرحيل المحتمل.
- طلب الحبيبة من الحبيب أن يغادر ويبحث عن بديل، مع التأكيد على أنه مرحب به للعودة في أي وقت.
- ثقة الحبيبة بعودة الحبيب في يوم ما، بعد أن يتعلم قيمة الوفاء والإخلاص.
تفسير معاني المفردات
فيما يلي شرح لبعض الكلمات الواردة في قصيدة “اغضب” للشاعر نزار قباني:
| المفردة | المعنى |
|---|---|
| أواني | أوعية تستخدم للطعام والشراب. |
| تثور | تهيج وتغضب، من الفعل هاجَ. |
| التحدي | إعلان عن فعل شيء ما بقوة. |
| عابث | من يرتكب فعلًا دون فائدة أو جدوى. |
| الغرور | ما يخدع ويضلل الإنسان. |
| الأقدار | قضاء الله وحكمه على عباده. |
| الوفاء | الإخلاص والاعتراف بالجميل. |
تحليل القصيدة
فيما يلي شرح مبسط لأبيات قصيدة “اغضب”:
اغضب كما تشاء..
واجرح أحاسيسي كما تشاء
حطم أواني الزهر والمرايا
هدد بحب امرأةٍ سوايا..
فكل ما تفعله سواء..
كل ما تقوله سواء..
فأنت كالأطفال يا حبيبي
نحبهم.. مهما لنا أساؤوا..
في هذه الأبيات، تطلب الحبيبة من حبيبها أن يغضب ويثور كما يشاء، وأن يجرح مشاعرها ويحطم المزهريات والمرايا، وأن يهددها بحب امرأة أخرى. ورغم كل هذا، فإنها لا تهتم، لأنها تعتبره كالطفل الذي تحبه مهما أذاها وأساء إليها.
اغضب!
فأنت رائعٌ حقاً متى تثور
اغضب!
فلولا الموج ما تكونت بحور..
كن عاصفاً.. كن ممطراً..
فإن قلبي دائماً غفور
تكرر الحبيبة طلبها من الحبيب بأن يستمر في غضبه وثورانه، وتخبره بأن البحار لا تتكون بدون الأمواج العاتية. كما تطلب منه أن يكون كالعواصف والمطر، وأن لا يبالي، فقلبها يغفر له كل ذلك.
اغضب!
فلن أجيب بالتحدي
فأنت طفلٌ عابثٌ..
يملؤه الغرور..
وكيف من صغارها..
تنتقم الطيور؟
تستمر الحبيبة في الطلب من حبيبها بأن يغضب، فهي لن تتحداه ولن تقف في وجهه، فهي تراه كالطفل المغرور الذي يرتكب الأخطاء ولا يبالي. وتخبره أن الطيور لا تنتقم ولا تؤذي صغارها مهما حصل.
اذهب..
إذا يوماً مللت مني..
واتهم الأقدار واتهمني..
أما أنا فإني..
سأكتفي بدمعي وحزني..
فالصمت كبرياء
والحزن كبرياء
تطلب الحبيبة من حبيبها بأن يغادرها إذا شعر بالملل منها. كما تطلب منه أن يوجه اتهاماته لقضاء الله في العباد وأن يتهمها أيضًا. وهي ستنطوي على نفسها وتكتفي بألمها وحزنها ودموعها، لأن كبرياءها يحتم عليها الحزن الصامت.
اذهب..
إذا أتعبك البقاء..
فالأرض فيها العطر والنساء..
والأعين الخضراء والسوداء
وعندما تريد أن تراني
وعندما تحتاج كالطفل إلى حناني..
فعد إلى قلبي متى تشاء..
فأنت في حياتي الهواء..
وأنت.. عندي الأرض والسماء..
تخبر الحبيبة حبيبها بأن يذهب ويجوب البلاد، فالأرض مليئة بالعطر والنساء، والعيون الخضراء والسوداء (في إشارة إلى النساء). ولكن لثقتها بعودته، فهي تطلب منه أن يعود عندما يحتاج إلى حنانها ويرغب برؤيتها. فهو يمتلك الصلاحية ليعود لقلبها متى يرغب، فهو الهواء لحياتها والأرض والسماء.
اغضب كما تشاء
واذهب كما تشاء
واذهب.. متى تشاء
لا بد أن تعود ذات يومٍ
وقد عرفت ما هو الوفاء
تسمح الحبيبة لحبيبها بأن يذهب متى رغب بذلك وكما يرغب. فهو سيعود حتمًا بعد أن يعرف معنى الوفاء لها ولحبها.
نص القصيدة
تعتبر قصيدة “اغضب” لنزار قباني من القصائد الحزينة، والتي تنتمي إلى شعر التفعيلة. وفيما يلي نص كلماتها:
اغضب كما تشاء..
واجرح أحاسيسي كما تشاء
حطم أواني الزهر والمرايا
هدد بحب امرأةٍ سوايا..
فكل ما تفعله سواء..
كل ما تقوله سواء..
فأنت كالأطفال يا حبيبي
نحبهم.. مهما لنا أساؤوا..
اغضب!
فأنت رائعٌ حقاً متى تثور
اغضب!
فلولا الموج ما تكونت بحور..
كن عاصفاً.. كن ممطراً..
فإن قلبي دائماً غفور
اغضب!
فلن أجيب بالتحدي
فأنت طفلٌ عابثٌ..
يملؤه الغرور..
وكيف من صغارها..
تنتقم الطيور؟
اذهب..
إذا يوماً مللت مني..
واتهم الأقدار واتهمني..
أما أنا فإني..
سأكتفي بدمعي وحزني..
فالصمت كبرياء
والحزن كبرياء
اذهب..
إذا أتعبك البقاء..
فالأرض فيها العطر والنساء..
والأعين الخضراء والسوداء
وعندما تريد أن تراني
وعندما تحتاج كالطفل إلى حناني..
فعد إلى قلبي متى تشاء..
فأنت في حياتي الهواء..
وأنت.. عندي الأرض والسماء..
إغضب كما تشاء
واذهب كما تشاء
واذهب.. متى تشاء
لا بد أن تعود ذات يومٍ
وقد عرفت ما هو الوفاء
