فهرس المحتويات
ما هي المحاسبة الإدارية؟
المحاسبة الإدارية، والمعروفة باللغة الإنجليزية بـ (Accounting Administration)، هي فرع من فروع المحاسبة يركز على توفير المعلومات المالية والإدارية اللازمة لاتخاذ القرارات داخل المؤسسة. تعتبر أداة أساسية في التخطيط، والرقابة على العمليات، وتقييم الأداء. تعتبر هذه المحاسبة بمثابة نظام معلومات متكامل يساعد الإدارة في فهم التكاليف والإيرادات، وتحليل الأداء، ووضع الخطط الاستراتيجية. يمكن تعريفها أيضاً بأنها عملية إعداد وتقديم البيانات المالية الضرورية لدعم القرارات الإدارية المختلفة داخل المنظمة. إنها تهتم بشكل خاص بالعوامل التي تؤثر على عملية صنع القرار، وتساعد في مراقبة العمليات التشغيلية لضمان تحقيق الأهداف المرجوة.
الخلفية التاريخية للمحاسبة الإدارية
ظهرت فكرة المحاسبة الإدارية للمرة الأولى في الخمسينيات من القرن الماضي. تحديداً، في عام 1950، قام فريق تحت اسم “المحاسبة الإدارية” تابع للمجلس الإنجلو-أمريكي بزيارة عدد من المنشآت الصناعية في الولايات المتحدة. كان الهدف من هذه الزيارة هو إعداد تقرير مفصل عن طبيعة العمليات في هذه المنشآت. لاحقاً، تم نشر هذا التقرير تحت عنوان “المحاسبة الإدارية”، والذي تضمن تعريفاً للمفهوم الجديد للمحاسبة الإدارية، مع التركيز على تقديم المعلومات المحاسبية بطريقة تساعد الإدارة في وضع السياسات المناسبة لإدارة العمليات اليومية في المؤسسات.
وفقاً للاتحاد الدولي للمحاسبين (IFAC)، فإن تطور المحاسبة الإدارية مر بعدة مراحل رئيسية:
- مرحلة المراقبة المالية وتحديد التكلفة (قبل 1950): في هذه المرحلة المبكرة، كان التركيز الأساسي للشركات على تحديد التكاليف فقط. لم تكن هناك سمات واضحة للمحاسبة الإدارية. أدى هذا التركيز إلى ظهور محاسبة التكاليف، التي تعتبر اليوم أحد أهم أسس المحاسبة الإدارية. كما شهدت هذه الفترة ظهور الإدارة العلمية، التي اهتمت بتطبيق الأساليب العلمية في الإدارة، مما ساهم في تمهيد الطريق لظهور المحاسبة الإدارية.
- مرحلة المراقبة والتخطيط الإداري (1950 – 1965): شهدت هذه المرحلة ظهور مصطلح “المحاسبة الإدارية” وأصبحت أداة إدارية مهمة. أصبح دور المحاسب الإداري هو توفير المعلومات اللازمة لتطبيق التخطيط الإداري، ومساعدة الإدارة في اتخاذ القرارات، ووضع الخطط المناسبة لتحقيق الأهداف. تم استخدام أساليب مثل المراقبة المالية وتحليل القرارات.
- مرحلة المساعدة في تقليل هدر الموارد (1965 – 1985): اهتمت المحاسبة الإدارية في هذه المرحلة بمتابعة الاستثمارات وقرارات التمويل. كما اهتمت بالعلاقات الخارجية، مما أدى إلى تطوير الأساليب المستخدمة في المحاسبة الإدارية لتشمل الرقابة والتخطيط، وصياغة القرارات الاستثمارية، وإعداد الميزانيات. اعتمدت المحاسبة الإدارية أيضاً على التحليل الكمي واستخدام التكنولوجيا لتقليل التكاليف وتحسين الجودة.
- مرحلة الاستعمال الفعّال للموارد (1985 – 1995): تم التركيز في هذه المرحلة على البحث عن أساليب علمية متطورة لتحديد التكاليف، وبناء قيمة تعتمد على الاستخدام الفعال للموارد المتاحة والتكنولوجيا الحديثة لمواجهة التطورات الاقتصادية.
- مرحلة الثورة التكنولوجيّة (بعد عام 1995): انتشرت التكنولوجيا في جميع المجالات الاقتصادية، مثل التجارة والصناعة. أدى ذلك إلى استثمارات كبيرة تطلبت من المحاسبة الإدارية تبني فلسفة إدارية متوافقة مع هذه التطورات. ظهرت أدوات حديثة مثل التكاليف المستهدفة والإدارة على أساس الأنشطة.
الغايات المنشودة من المحاسبة الإدارية
تسعى المحاسبة الإدارية إلى تحقيق مجموعة من الأهداف الهامة، ومن أبرزها:
- تقديم المساعدة اللازمة للمديرين في المؤسسات من خلال تزويدهم بالأدوات المناسبة لتقييم الأداء المحاسبي والمالي، مما يساعد في متابعة الأداء الإداري بشكل تفصيلي وشامل في آن واحد.
- بناء أساس متين لتحليل البيانات، من خلال تطبيق منهجيات مناسبة تعتمد على الدمج بين أدوات علم الإدارة والمحاسبة.
- المساهمة في بناء رؤية مستقبلية للأداء الربحي والإنجاز المالي للمؤسسة، من أجل إصدار التوصيات المناسبة لتحقيق الانسجام بين نظم العمل الإدارية والمتطلبات الخاصة بالخطة المستقبلية.
- دراسة المخاطر المحتملة التي تؤثر على حيوية واستمرارية العمل، ومن ثم وضع النماذج اللازمة لتجاوز أي أضرار مالية أو إدارية محتملة، سواء في الوقت الحاضر أو في المستقبل.
- المشاركة في وضع الميزانيات المالية: تغطي ميزانيات المحاسبة الإدارية جميع الأنشطة المالية في المؤسسة، وتتميز بأنها واقعية وقابلة للتنفيذ بالاعتماد على إمكانيات المؤسسة، وتتيح إمكانية تعديلها بما يتناسب مع التغيرات في الظروف المؤثرة على وضع المؤسسة.
الركائز الأساسية للمحاسبة الإدارية
تقوم المحاسبة الإدارية على مجموعة من الأسس الهامة التي تضمن فعاليتها وكفاءتها، وهي:
- الأسس المحاسبية: تتمثل في مجموعة من الأنظمة المحاسبية التي تستخدمها المحاسبة الإدارية في إثبات الأنشطة الاقتصادية من خلال السجلات والمستندات، ومن ثم تبويبها بهدف تعيين حقائق محددة ومتعلقة بالأنشطة الرئيسية والفرعية الخاصة بالوحدة الاقتصادية من أجل العمل على تنفيذ الرقابة عليها.
-
الأسس الإدارية: هي الأسس التي لا يمكن للمحاسبة الإدارية تحقيق النجاح إلا بوجودها، وتنقسم إلى:
- الهيكل التنظيمي: هو الهيكل الذي يضمن دور المحاسبة الإدارية في مساعدة الإدارة على تنفيذ الرقابة والتخطيط على وظائف المشروع، مع الحرص على تحقيق التوازن بين الهيكل التنظيمي وحجم الأنشطة الخاصة في الوحدة الاقتصادية، مع تنظيم مراكز المسؤولية سواء ضمن الأقسام أو الإدارات أو الخطوط الإنتاجية.
- النظام الإداري السليم: هو النظام الذي تعتمد عليه المحاسبة الإدارية، ويهتم بالتنظيم الإداري والمشاركة الفعالة للعناصر البشرية في تطبيق العمليات الإدارية كالتخطيط، والتنظيم، والرقابة.
- الأسس الإحصائية: تعتمد على الدمج بين الإحصاء والمحاسبة الإدارية، لأن هذه المحاسبة أصبحت المساعد الرئيسي للإحصاء، كما أن أي وحدة عمل تعتمد على وجود بيانات كمية ضرورية تساعد في تطبيق العمليات الإدارية.