من هو المسلم؟ فهم المصطلح لغوياً وشرعياً
لنفهم معنى “المسلم”، علينا أن ننظر إليه من زاويتين: اللغوية والاصطلاحية. لغوياً، المسلم هو من أسلم، أي خضع وانقاد. أما اصطلاحاً، فيُعرف المسلم بأنه من آمن برسالة النبي محمد ﷺ وأظهر قبولها وخضوعاً لها، أي من اعتنق دين الإسلام.
جوهر الإسلام: التوحيد والعبادة
يُعتبر الإسلام أحد مراتب الدين الثلاث: الإسلام والإيمان والإحسان. وقد بعث الله تعالى نبيه محمداً ﷺ بالهدى ودين الحق، وهو الإسلام الذي بعث الله به جميع الرسل، كما قال تعالى: ﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ﴾ [آل عمران: 19]. ويشمل الإسلام لغةً التذلل والخضوع للأوامر الإلهية. أما اصطلاحاً، فيتضمن الإسلام معنيين رئيسيين: الإسلام الكوني، وهو استسلام الكون كله لأوامر الله تعالى، والإسلام الشرعي، وهو الانقياد لشرائع الله عز وجل، بما في ذلك الشرائع العامة والخاصة المُرسلة عبر الأنبياء، ومنها دين الإسلام الذي جاء به نبينا محمد ﷺ. قال تعالى: ﴿إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ﴾ [المائدة: 44].
ركائز الإيمان: الإخلاص والامتثال
يشترط للإسلام شرطين أساسيين: الإخلاص لله تعالى، بحيث يكون هدف دخول الإسلام هو وجه الله تعالى، بعيداً عن الرياء والنفاق، وموافقة الشريعة الإسلامية، بالالتزام بأحكامها في العبادات والمعاملات. فالصلاة لها كيفية معينة، وكذلك الصيام والزكاة والحج، ولا يصح الخروج عن هذه الأحكام كما قال رسول الله ﷺ: ﴿مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ﴾ [رواه شعيب الأرناؤوط في تخريج المسند].
أركان الإسلام: مبادئ الدين الحنيف
يبنى الإسلام على خمسة أركان، كما ورد في حديث جابر رضي الله عنه، حيث سُئل النبي ﷺ عن الإسلام والإيمان والإحسان، فأجاب النبي بالحديث الذي رواه عمر بن الخطاب . وتشمل هذه الأركان: الشهادتان (لا إله إلا الله، محمد رسول الله)، والصلاة، والزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت إن استطاع إليه سبيلاً [رواه ابن منده في الإيمان].
صفات المسلم: التمسك بالعقيدة الحسنة والأخلاق الفاضلة
يتصف المسلم الحقيقي بسماتٍ عدة، منها: سلامة العقيدة، وهي أساس الإيمان، وحسن الأخلاق، وهو جوهر الإسلام، كما قال رسول الله ﷺ: ﴿إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلَاقًا﴾ [رواه الترمذي]. كما ينبغي للمسلم أن يسعى لتحقيق الصحة والقوة البدنية، ما دام ذلك يُعينُه على طاعة الله تعالى.
المصادر
سيتم إضافة المراجع لاحقاً.