فهرس المحتويات
المبحث | الرابط |
---|---|
مكانة الصحابة الكرام | مكانة الصحابة الكرام |
تعريف الصحابي: اللغة والاصطلاح | تعريف الصحابي: اللغة والاصطلاح |
اختلاف درجات الصحابة | اختلاف درجات الصحابة |
المراجع | المراجع |
مكانة الصحابة الكرام
يحظى أصحاب النبي ﷺ بمكانة سامية في قلوب المسلمين، فهم خير البشر بعد الأنبياء والمرسلين. حبهم جزء لا يتجزأ من عقيدة أهل السنة والجماعة، كما أنهم نقلوا الشريعة الغراء من رسول الله ﷺ إلى الأمة. لقد كانوا قادةً للهدى، منارات للعلم، نشرّوا الفضيلة، والأخلاق الحميدة، والصدق والأمانة. وقد أثنى الله تعالى عليهم في العديد من آياته الكريمة، ومنها قوله تعالى:
(وَالسّابِقونَ الأَوَّلونَ مِنَ المُهاجِرينَ وَالأَنصارِ وَالَّذينَ اتَّبَعوهُم بِإِحسانٍ رَضِيَ اللَّـهُ عَنهُم وَرَضوا عَنهُ وَأَعَدَّ لَهُم جَنّاتٍ تَجري تَحتَهَا الأَنهارُ خالِدينَ فيها أَبَدًا ذلِكَ الفَوزُ العَظيمُ) [التوبة: 100]، وقوله سبحانه وتعالى: (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّـهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّـهِ وَرِضْوَانًا) [الفتح: 29]. كما وصفهم النبي ﷺ بقوله: (إن خيرَكم قرني، ثم الذين يلونَهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم) [صحيح مسلم].
تعريف الصحابي: اللغة والاصطلاح
اشتُقّ اسم “صحابي” من كلمة “صحب”، التي تعني في اللغة العربية: المُرافقة، المُجالسة، والمعاشرة. ويُقال: صحب فلاناً أي: عاشره، سواءً طالت هذه الصحبة أم قصرت. ولذلك يُطلق لفظ “صحابي” على من صحب النبي ﷺ ولو لفترة وجيزة. وقد أجمع أهل اللغة على اشتقاق كلمة صحابي من الصحبة، دون تحديد مقدار زمني مُحدد. فمن صحب النبي ﷺ ولو لساعةٍ واحدةٍ يُعدّ صحابيًا. أما اصطلاحاً، فقد بيّن ابن حجر أن أصح تعريف للصحابي هو: من لقي رسول الله ﷺ مؤمناً به، ومات على الإسلام. وهذا التعريف يشمل من لقي النبي ﷺ سواء طالت مجالسته أو قصرت، سواء شاهده مباشرةً أو لم يشاهده لاسبابٍ كالعمى مثلاً، سواء شارك في الغزوات أم لا، سواء روى أحاديث عنه أم لم يرو. ويشمل هذا التعريف أيضاً من آمن به من الإنس أو الجنّ، كما أشار ابن حزم إلى صحبة الجن الذين آمنوا وسمعوا القرآن من النبي ﷺ. ويستثنى من هذا التعريف من لقي النبي ﷺ كافرًا ثم أسلم بعد ذلك دون أن يراه النبي ﷺ مسلمًا، وكذلك من لقيه مؤمناً بغيره من أهل الكتاب قبل بعثة النبي ﷺ. أما من لقيه مؤمنًا بأنه سَيُبعث، كبحيرة الراهب، فهذا محل خلاف بين العلماء. ويستثنى أيضاً من لقيه مؤمناً ثم ارتدّ عن الإسلام ومات على كفره، مثل عبيد الله بن جحش. أما من ارتدّ ثم عاد إلى الإسلام قبل وفاة النبي ﷺ فقد اختلف العلماء في إلحاقه بالصحابة. وقد ذهب بعضهم إلى إمكانية ذلك، مع وجود آراء شاذةٍ تقتصر الصحبة على من اتصف بأحد الأوصاف الأربعة: حفظ روايته، أو طالت مجالسته، أو غزا معه، أو استشهد بين يديه.
اختلاف درجات الصحابة
يُجمع العلماء على تفاوت الصحابة الكرام في الفضل، وذلك حسب سبقهم للإسلام، وإخلاصهم للهجرة، ونصرتهم للدين، وجهادهم في سبيل الله. فأفضلهم السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار، الذين بذلوا الغالي والنفيس في سبيل الله قبل صلح الحديبية، الذي وصفه الله تعالى بأنه فتحٌ مبين. قال تعالى: (لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَـئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّـهُ الْحُسْنَى وَاللَّـهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) [الحديد: 10]. وقد خصّ الله تعالى أهل بدر من المهاجرين والأنصار بفضلٍ عظيم، كما جاء في حديث رسول الله ﷺ: (لعلَّ اللَّه اطَّلع على من شهد بدراً فقال: اعملوا ما شِئتُم فقد غفرتُ لكم) [صحيح البخاري]. وكان عددهم ثلاثمئةً واثنين عشر رجلاً تقريباً.
المراجع
صحيح البخاري، صحيح مسلم، مواقع إسلامية موثوقة.