محتويات
العنوان | الرابط |
---|---|
شجن الفراق في قصيدة ابن الرومي | #ibn-rumaith |
أبيات من الفراق على لسان أبي نواس | #abu-nuwas |
بكاء القلب في قصيدة إبراهيم ناجي | #ibrahim-naji |
تأملات في الفراق من شعر فاروق جويدة | #farouk-gowayda |
شجن الفراق في قصيدة ابن الرومي
يُعتبر ابن الرومي من أبرز شعراء العصر العباسي، وقد عبّر عن معاناة الفراق في قصيدةٍ مؤثرةٍ، يقول فيها:
أشكو الفراق إلى التلاقي وإلى الكرى سهرَ المآقي وإلى السُّلوِّ تفجُّع وإلى التصبُّر ما أُلاقي وإلى الذي شطتْ به عني النَّوى طول اشتياقي وطوتْ حشايَ على الجوى لما طوتْه يدُ الفراق صبراً فرُب تفرقٍ آتٍ بقربٍ واتفاق
تُظهر هذه الأبيات عمق الحزن الذي يُصاحب الفراق، والرجاء في التقاءٍ قريب، والتوسل بالصبر لمواجهة هذا الألم.
أبيات من الفراق على لسان أبي نواس
الشاعر أبو نواس، صاحب الأسلوب المتميز، لم يُخفِ معاناته مع الفراق، فقد عبر عنها بقوله:
إذا ما افترَقنـا فـادْرِ أن لستَ من ذكري ،ولاتَكُ في شَكّ ، كأنّك لاتدري وخُتَّ على عَمْدٍ، بعلمِكَ، وانسَني،ولا ترَ لي الإحسانَ يوْماً من الدّهـرِ كشفتُ خبيئاتِ الأمورِ، وأدْرَكَتْ يدِي فَلَـتاتِ الـرّأي في مُبتـدَا الأمْـرِ عليكَ سلامٌ، لا لِوُدّ رعيْتَهُ،ولـكِـنّ مـثْلي لا يُـقيـمُ على صُـغْــرِ
في هذه الأبيات، نلمس بُعداً عن الوجدانية، وتركيزاً على الواقعية المرّة لفراق الحبيب، وإعلان الاستسلام لهذا الواقع المؤلم.
بكاء القلب في قصيدة إبراهيم ناجي
يُعتبر إبراهيم ناجي من شعراء الرومانسية، وقد جسّد معاناة الفراق بصورةٍ مؤثرةٍ في قصائده، مُعبراً عن عمق الجرح والألم:
يا ساعة الحسرات والعبرات أعصفت أم عصف الهوى بحياتي ما مهربي ملأ الجحيم مسالك وطغى على سُبُلي وسد جهاتي من أي حصن قد نزعت كوامن من أدمعي استعصمن خلف ثباتي حطمت من جبروتهن فقلن لي أزف الفراق فقلت ويحك هاتي أأموت ظمآناً وثغرك جدول وأبيت أشرب لهفتي وولوعي جفت على شفتي الحياة وحلمها وخيالها من ذلك الينبوع قد هدني جزعي عليك وادعي أني غداة البين غير جزوع وأريد أشبع ناظري فأنثنيك أستبينك من خلال دموعي هان الردى لو أن قلبك داري أأموت مغترباً وصدرك داري يا من رفعت بناء نفسي شاهقاً متهلل الجنبات بالأنوار اليوم لي روح كظل شاحب في هيكل متخاذل الأسوار لو في الضلوع أجلت عينك أبصرت منهارة تبكي على منهار لا تسألي عن ليل أمس وخطبه وخذي جوابك من شقي واجطامي طول مسافته علي كأنها أبد غليظ القلب ليس براحم كأنني طفل بها وخواطري أرجوحة في لجها المتلاطم عانيتها والليل لعنة كافرة وطويتها والصبح دمعة نادم
تُجسّد هذه الأبيات صورةً واضحةً للحزن والعذاب الذي يُصاحب الفراق، وتُظهر قدرة الشاعر على التعبير عن أعمق مشاعره.
تأملات في الفراق من شعر فاروق جويدة
فاروق جويدة، بأسلوبه المتميّز، قد قدم رؤيته للّفراق بصورةٍ فلسفيةٍ، مُعبراً عن الخسارة والأثر العميق لهذا الفراق:
لو أننا لم نفترق بقيتُ نجماً في سمائكِ سارياً وتركتُ عمري في لهيبكِ يحترق لو أنني سافرتُ في قمم السحاب وعُدتُ نهراً في ربوعكِ ينطلق لكنَّها الأحلامُ تنثرنا سراباً في المدى وتظلُّ سرّاً في الجوانح يختنق لو أننا لم نفترق كانت خُطانا في ذهولٍ تبتعد وتشدُّنا أشواقنا فنعودُ نمسك بالطريق المرتعد تلقينا اللحظات في صخب الزحام كأننا جسدٌ تناثر في جسد جسدان في جسدٍ نسيرُ وحولنا كانت وجوه الناس تجري كالرياح فلا نرى منهم أحد ما زلت أذكر عندما جاء الرحيل وصاح في عيني الأرق وتعثّرت أنفاسنا بين الضلوع وعاد يشطرنا القلق رأيت عمري في يديكِ رياح صيفٍ عابثٍ ورماد أحلامٍ وشيئاً من ورق هذا أنا ..عمري ورق ..حلمي ورق طفلٌ صغيرٌ في جحيم الموج حاصره الغرق ضوءٌ طريد في عيون الأفقي طويه الشفق نجمٌ أضاء الكون يوماً واحترق لا تسألي العين الحزينة كيف أدمتها المقل لا تسألي النجم البعيد بأي سرٍّ قد أفلمهما توارى الحلم في عيني وأرقني الأجل ما زلتُ ألمح في جبين الأفق نجومات جديدة وغداً ستورق في ليالي الحزن أيام سعيدة وغداً أراكِ على المدى شمساً تُضيءُ أيام وإن كانت بعيدة لو أننا لم نفترق حملتكِ في ضجر الشوارع فرحتي والخوف يلقيني على الطرقاتِ تتمايل الأحلام بين عيوننا وتغيب في صمت الليل نبضاتي والضوء يسكب في العيون بريقه ويهيمُ في خجل على الشرفاتِ كنا نعانق في الظلام دموعنا والدرب منفطرٌ من العبراتِ وتوقّف الزمن المسافر في دمي وتعثّرت لوعة خطواتي والوقت يرتعُ والدقائق تختفي فنطارد اللحظات باللحظاتِ ما كنت أعرف والرحيلُ يشدُّنا أني أودّعُ مهجتي وحياتي ما كان خوفي من وداعٍ قد مضى بل كان خوفي من فراقٍ آتي لم يبق شيئاً منذ كان وداعنا غير الجراحِ تئنُّ في كلمات
تُظهر هذه الأبيات عمق التأمل والفكر في معنى الفراق وأثره، وإحساس الشاعر بالخسارة والألم الذي لا يُمكن تجاوزه بسهولة.