المحتويات:
توضيح آيات سورة الشرح
ألم نشرح لك صدرك
يشير الله سبحانه وتعالى في هذه الآية إلى نبيّه محمد -صلى الله عليه وسلم-، سائلاً إياه: ألم نُفسِح ونُوسِّع صدرك يا محمد بنور الهداية والإيمان، وألهمناك الدعوة إلى سبيل الله، ومنحناك القدرة على التحلي بأفضل الأخلاق؟
ووضعنا عنك وزرك
تشير هذه الآية إلى أن الله -عز وجل- قد أزال عن النبي -صلى الله عليه وسلم- الأعباء الثقيلة التي كانت تثقل كاهله، وطمأن قلبه وأذهب عنه الحزن والخوف.
الذي أنقض ظهرك
أي أن هذا الوِزر كان حملاً ثقيلاً ينوء به ظهرك، والله سبحانه وتعالى قد رفعه عنك وخفف عنك كل ما كان يثقل عليك.
ورفعنا لك ذكرك
تدل هذه الآية على أن الله -جل جلاله- قد أعلى من شأن النبي -صلى الله عليه وسلم- ورفع قدره، وجعل ذكره حسناً خالداً إلى يوم القيامة، بحيث يذكره الناس في كل أذان وإقامة، وعند دخول الإسلام، وفي الشهادتين، وفي الخطب، وفي كل مكان.
فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا
توضح هذه الآية الكريمة أن بعد كل ضيق يأتي الفرج واليسر، وبعد الشدة يأتي الرخاء. وكما يُقال: “العسر عسر واحد واليسر يسران ولن يغلب عسر يسرين”، وهي بشرى عظيمة للنبي -صلى الله عليه وسلم- ولأصحابه الكرام.
فإذا فرغت فانصب
أي إذا انتهيت من مهام الدنيا وأشغالها، فاجتهد في الطاعة والعبادة، وأكثر من النوافل. وإذا فرغت يا محمد أنت والمؤمنون من أعمالكم الدنيوية، فباشروا أداء واجباتكم تجاه الله، واشكروا نعمه، واحرصوا على طاعته.
وإلى ربك فارغب
أي توجه بقلبك ورغباتك إلى الله وحده بالدعاء والمسألة، فقبول العبادة واستجابة الدعاء هما من أعظم ما تطمح إليه القلوب.
المعنى الإجمالي لسورة الشرح
سورة الشرح، هي سورة مكية نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة، وتتألف من ثماني آيات قصيرة. نزلت هذه السورة بعد سورة الضحى، وهي تتحدث عن مكانة النبي صلى الله عليه وسلم الرفيعة ومنزلته العظيمة عند ربه عز وجل. وقد نزلت لمواساة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم بعد ما لاقوه من أذى من المشركين في سبيل الدعوة إلى الله تعالى. الله سبحانه وتعالى هيأ نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم لتلقي الرسالة النبوية، فشرح صدره ليستطيع حمل أعباء النبوة، وجعل أمر التبليغ سهلاً عليه.
الدروس المستفادة من سورة الشرح
تحمل سورة الشرح العديد من الدروس والعبر القيمة، منها:
- استثمار أوقات الفراغ: يوجهنا الله تعالى إلى ضرورة استغلال أوقات فراغنا في عبادته والتقرب إليه، فالمسلم الحق لا يضيع وقته فيما لا فائدة فيه.
- الفرج يأتي بعد الضيق: تبعث السورة الأمل في النفوس، وتؤكد أن بعد كل عسر يأتي يسر، وأن الفرج قريب لمن أحسن الظن بالله.
- التوجه إلى الله في كل حال: تعلمنا السورة أن نلجأ إلى الله وحده في الدعاء والحاجة، فهو السميع القريب المجيب، وعلينا أن نتوجه إليه في الشدة والرخاء على حد سواء.
- مكانة النبي صلى الله عليه وسلم: تذكرنا السورة بالمنزلة العظيمة التي خص الله بها نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك أن الإيمان به شرط أساسي لصحة الإيمان وقبوله.
