مقدمة
لقد تفنن قدماء المصريين في عبادة العديد من الآلهة، ويبذل الباحثون جهودًا مضنية لفهم الأسباب والدوافع الكامنة وراء هذه الممارسات الدينية. إن فهم هذه الجوانب يلقي الضوء على جوانب متعددة من حياة المصريين القدماء. وكجزء من هذه الممارسات، قام المصريون القدماء بتحنيط أعداد هائلة من الحيوانات كقربان للآلهة، مع العلم أن الهدف لم يكن عبادة الحيوانات بذاتها، بل اعتبارها وسيطًا بين الإنسان والآلهة، والبقرة كانت إحدى هذه الحيوانات ذات الأهمية الخاصة.
دلالة تمثال البقرة في الحضارة المصرية
تُعتبر حتحور من أبرز وأشهر المعبودات في مصر القديمة، وكانت مرتبطة بشكل وثيق بالأمومة والمرأة. كانت تمثل رمزًا للعناية بالجسد والتعبير عن الحالة النفسية للمرأة. بالإضافة إلى ذلك، كانت تُعرف بأنها إلهة الرقص والموسيقى والجمال. في الفن المصري القديم، ظهرت حتحور على هيئة امرأة برأس بقرة، وفي بعض الأحيان على شكل بقرة كاملة.
حكاية تمثال البقرة في مصر القديمة
تتعدد الروايات والأساطير المحيطة بهذه الإلهة. تذكر إحدى الروايات وجود تداخل بين حتحور وإيزيس، حيث كان “حورس ابن رع” يخوض معركة ضد عمه “ست”، الذي كان يُعرف أحيانًا باسم “سيت”، للسيطرة على الكون. وفي لحظة غضب، لأن والدته لم تقدم له الدعم الكافي، قام بقطع رأسها أثناء نومها. عندما استيقظت إيزيس، حزنت بشدة لقطع رأسها، وسارعت إلى البحث عن بديل، فوجدت رأس بقرة وقامت بتركيبه على جسدها.
وفي بعض الأساطير، كانت حتحور ابنة رع، وفي رواية أخرى كانت زوجة حورس الأكبر. أرسلها رع لإهلاك البشرية بسبب ارتكابهم المعاصي، لكن آلهة أخرى توسلت إلى رع لإيقافها قبل أن تفني البشرية جمعاء. قام رع بتقديم إناء يحتوي على شراب أحمر اللون، يشبه الدم، فقامت حتحور بشرب الشراب وغرقت في نوم عميق. وعندما استيقظت، تحولت إلى إلهة محبة ومؤنسة للجميع، وأصبحت إلهة الفرح والحب والمرأة وصحة المرأة والسكر، وأُطلق عليها لقب “سيدة السكر”. كما عُرِف عنها أنها تعيش داخل أشجار الجميز، ولذلك عُرِفت أيضًا بـ “سيدة الجميز”. إضافة إلى ذلك، ساهمت حتحور في توجيه أرواح الموتى إلى الجنة، وترتبط ارتباطًا وثيقًا بالإحسان وعمل الخير.
مكانة البقرة عند قدماء المصريين
ارتبطت هذه الإلهة بمسؤوليتها عن الإنجاب والحياة، وكان يُعتقد بأنها تجسد الخصوبة والولادة والتغذية. اعتاد المصريون القدماء على تصوير الآلهة برؤوس حيوانات، نظرًا لارتباط هذه الحيوانات الوثيق بالعديد من جوانب حياتهم، مثل الزراعة والموسيقى والمتعة. كما قاموا بتصوير الخفاش بقرون بقرة على لوحة نارمر الشهيرة، والتي احتفلت بتوحيد البلاد.
أشهر المعبودات لدى المصريين القدماء
فيما يلي بعض أشهر الآلهة لدى المصريين القدماء:
- أوزوريس: كان يرمز إلى الموت والقيامة، بالإضافة إلى دورة فيضانات نهر النيل، التي كانت حيوية للزراعة.
- إيزيس: كانت الزوجة المخلصة التي ظلت وفية لذكرى زوجها أوزوريس، وقامت بتربية ابنهما حورس، وكانت تمثل نموذجًا للمرأة المصرية الأصيلة.
- حورس: كان يتم تصويره على شكل صقر، أو رجل برأس صقر، وكان إله السماء المرتبط بالحرب.
قال تعالى في كتابه العزيز: ﴿وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا ۚ قَالُوا أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ ۚ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ۖ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ [البقرة: 247].
روى البخاري في صحيحه عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقا. وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا».
المراجع
- readingmuseum (15/5/2020), “Sacred animals of ancient Egypt”.
- study (2022), “Egyptian Goddess Hathor: Story, Facts & Symbols”.
- worldhistory (14/4/2016), “Egyptian Gods – The Complete List” by Joshua J. Mark.
- nationalgeographic (15/3/2021), “From cats to cows to crocodiles, ancient Egyptians worshipped many animal gods” by Elisa Castel.
- britannica (2022), “11 Egyptian Gods and Goddesses” by The Editors of Encyclopaedia Britannica.