مقدمة حول تغذية الرضيع في الشهر الثالث
في الأشهر الثلاثة الأولى من عمر الطفل، يعتبر حليب الأم أو الحليب الصناعي المصدر الغذائي الرئيسي والكامل. تختلف شهية الرضع واحتياجاتهم الغذائية من طفل لآخر، وحتى من يوم لآخر. مع نمو طفلك، ستلاحظين تغيرًا في احتياجاته؛ فقد يقل عدد الرضعات مع زيادة كمية الحليب في كل وجبة، وقد يزداد نومه ليلاً.
من المهم أن تتذكري أن الجهاز الهضمي لطفلك لا يزال قيد التطور في هذه المرحلة. لذلك، يجب تجنب إدخال أي أطعمة صلبة، والتركيز بشكل كامل على الحليب.
كيف تعرفين أن طفلك جائع؟
يمكن للأم أن تحدد بسهولة متى يحتاج طفلها للرضاعة من خلال مراقبة بعض العلامات الهامة. إليك بعض المؤشرات التي تدل على جوع الرضيع:
- ميل الطفل نحو الثدي أو زجاجة الحليب بشكل ملحوظ.
- بدء الطفل بمص يديه أو أصابعه بشكل متكرر.
- فتح الفم وتحريك اللسان أو مص الشفاه.
- البكاء: يجب الانتباه إلى أن البكاء قد يكون علامة متأخرة على الجوع. من الأفضل إرضاع الطفل قبل أن يصل إلى مرحلة الضيق الشديد، حيث يصعب تهدئته حينها.
علامات تدل على تغذية الطفل بشكل جيد
تستطيع الأم الاطمئنان على أن طفلها يحصل على التغذية الكافية من خلال ملاحظة العلامات التالية:
- الطفل يبدو يقظًا، نشيطًا، ومتحمسًا.
- زيادة وزن الطفل بشكل منتظم.
- نمو الطفل وتطور قدراته الحركية والحسية بشكل طبيعي.
- الطفل يرضع من ست إلى ثماني مرات في اليوم الواحد.
مؤشرات تدل على وجود مشكلة في تغذية الطفل
هناك عدة علامات قد تشير إلى أن الطفل لا يحصل على ما يكفيه من التغذية. يجب على الأم الانتباه إلى هذه العلامات واستشارة الطبيب إذا لزم الأمر:
- عدم شعور الطفل بالراحة حتى بعد الرضاعة.
- صرخ الطفل باستمرار وشعوره بالانزعاج.
من الطبيعي أن يتقيأ بعض الأطفال كمية صغيرة من الحليب بعد الرضاعة أو أثناء التجشؤ. ومع ذلك، يجب عدم الخلط بين هذا والتقيؤ المتكرر. التقيؤ بعد كل رضعة قد يشير إلى وجود حساسية، مشكلة في الجهاز الهضمي، أو غيرها من المشاكل التي تتطلب عناية طبية.
الرضاعة الطبيعية في الشهر الثالث
يحتاج الطفل في الشهر الثالث عادة إلى ما بين 7 إلى 9 رضعات يوميًا، بمعدل رضعة كل ساعتين ونصف إلى ثلاث ساعات ونصف. تذكري أن إنتاج حليب الأم يتكيف بشكل طبيعي مع حاجة الطفل، فيزداد أو يقل حسب الطلب.
إليك بعض العلامات التي تساعدك على التأكد من أن طفلك يحصل على ما يكفيه من الرضاعة الطبيعية:
- شعور الأم بأن الثدي أصبح أكثر ليونة بعد الإرضاع، مما يدل على أن الطفل قد استهلك الحليب الموجود فيه.
- الطفل يبدو مرتاحًا ومسترخيًا بعد الرضاعة.
- استمرار الطفل في اكتساب الوزن بشكل طبيعي. الزيادة الطبيعية في وزن الطفل تكون بين 170 و 226 جرامًا في الأسبوع خلال الأشهر الأربعة الأولى.
- تغيير الطفل لستة حفاضات مبللة على الأقل يوميًا.
تغذية الرضيع بالحليب الصناعي
إذا كان طفلك يتغذى على الحليب الصناعي، فإنه يحتاج في هذه المرحلة العمرية إلى حوالي 74 مل من الحليب لكل 0.45 كجم من وزن جسمه يوميًا. هذه الأرقام هي مجرد متوسطات، وقد تختلف احتياجات الطفل من يوم لآخر. إذا كان الطفل جائعًا، فقد ينهي الحليب بسرعة ويبحث عن المزيد، وفي هذه الحالة يمكنك إعطاؤه 30-60 مل إضافية من الحليب في الرضعة الواحدة.
من المهم الانتباه إلى عدم إعطاء الطفل أكثر من 945 مل من الحليب الصناعي في اليوم الواحد، لأن الأطفال الذين يتغذون على الحليب الصناعي قد يميلون إلى زيادة الوزن بسبب الإفراط في التغذية. لتجنب ذلك، تأكدي من أن الحليب يخرج ببطء من الزجاجة على شكل قطرات.
أهمية الرضاعة الطبيعية
الرضاعة الطبيعية هي أفضل طريقة لتغذية الأطفال حديثي الولادة. توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بالاعتماد الكامل على الرضاعة الطبيعية خلال الأشهر الستة الأولى من حياة الطفل، ثم إدخال الأطعمة الصلبة تدريجيًا مع الاستمرار في الرضاعة الطبيعية خلال السنة الأولى أو السنتين التاليتين. الرضاعة الطبيعية الحصرية في الأشهر الستة الأولى لها فوائد جمة للأم والطفل على حد سواء، منها:
- يعتبر حليب الأم الغذاء المثالي للطفل، لأنه سهل الهضم ومصدر غني بالطاقة والعناصر الغذائية الضرورية. يوفر حليب الأم كامل احتياجات الطفل حتى عمر الستة أشهر، وأكثر من نصف احتياجاته من الطاقة بين 6 و 12 شهرًا، وثلث احتياجاته بين 12 و 24 شهرًا.
- يحتوي حليب الأم على الأجسام المضادة التي تساعد في حماية الطفل من مجموعة واسعة من الأمراض المعدية، بما في ذلك الإسهال والتهابات الجهاز التنفسي والعدوى التي تصيب الجهاز الهضمي.
- تقلل الرضاعة الطبيعية من خطر الإصابة ببعض الأمراض، مثل السكري وارتفاع الكولسترول والربو والحساسية.
- تساعد الرضاعة الطبيعية على حرق السعرات الحرارية وانكماش الرحم عند الأم، مما يساعدها على استعادة وزنها وشكل جسمها الطبيعي بشكل أسرع.
- تقلل الرضاعة الطبيعية من خطر الإصابة بسرطان المبيض وسرطان الثدي.
- تُلبي الرضاعة الطبيعية مجموعة من الاحتياجات العاطفية للأم والرضيع، حيث يعزز الاتصال المباشر بينهما التواصل العاطفي ويساعد الأم الجديدة على الشعور بالثقة في قدرتها على رعاية مولودها الجديد وتوفير التغذية الكاملة له.
- تعتبر الرضاعة الطبيعية وسيلة طبيعية لمنع الحمل، حيث يكون لها تأثير هرموني يؤدي إلى منع حدوث الحمل عند الكثير من النساء.
قال تعالى: “وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ ۖ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ ۚ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ ۚ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَٰلِكَ ۚ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا ۗ وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَسْتَرْضِعُوا أَوْلَادَكُمْ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُمْ مَا آتَيْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ ۗ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ” [البقرة: 233]