فهرس المحتويات
نقاش حول أول الخلق |
الخلاف بين العرش والقلم |
العرش والماء: أي منهما سبق؟ |
الحكم الشرعي في التساؤل عن أول الخلق |
المراجع |
آراء العلماء في أول ما خلق الله
اختلف العلماء في تحديد أول ما خلقه الله تعالى، وقد برزت آراء متعددة تتطلب دراسة متأنية لفهمها. سنستعرض هنا بعض أهم هذه الآراء مع الأدلة التي استند إليها كل رأي.
هل العرش أم القلم؟
يؤمن جمهور العلماء بأنّ العرش هو أول ما خلق الله من المخلوقات المعروفة للإنسان. [1, 2] لكن، هناك رأي آخر يُعزى لبعض العلماء كابن جرير الطبري وابن الجوزي -رحمهما الله- يُشير إلى أنّ القلم هو أول ما خلق الله، مستندين في ذلك إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ الْقَلَمَ). [3] ولكنّ هذا الرأي قوبل بآراء أخرى تدعم خلق العرش قبل القلم، حيث تشير بعض الأحاديث النبوية إلى وجود العرش قبل خلق القلم وأمره بالكتابة. ففي هذا السياق، تكون كلمة “ما” في الحديث مصدرية وليست موصولة، مما يعني أن خلق القلم كان بعد خلق العرش، وأمره بالكتابة كان بعد خلقه. [4]
أولوية الماء أم العرش؟
يذهب بعض المفسرين إلى أن الماء هو أول المخلوقات، مستندين إلى قول الله تعالى: (وكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ) [5]، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (كلُّ شيٍء خُلِقَ من ماءٍ) [6]. هذا الرأي يعتبر الماء أساس كل الخلق، ومصدر وجود كل شيء. كل ما سواه خُلق منه. [7]
التساؤل عن أول الخلق: حكمه الشرعي
يرى بعض أهل العلم أن التعمق في هذه المسألة ليس ضرورياً لأنها لا تمسّ العقيدة الإسلامية. الجهل بها لا يضر، خاصة وأنّ الإنسان لن يُسأل عنها يوم القيامة، كما قال الله تعالى: (ما أَشهَدتُهُم خَلقَ السَّماواتِ وَالأَرضِ وَلا خَلقَ أَنفُسِهِم) [8]. على المسلم أن يركز جهوده في فهم ما يخدم مهمة الخلافة وعمارة الأرض، وتركة ما بعد ذلك لعلم الله سبحانه وتعالى. [9]