الكوميديا: تاريخها وأنواعها

الكوميديا، من أنواع التمثيل، تُقدم لنا البهجة والسعادة. نُقدم لك في هذا المقال تاريخ الكوميديا، وأنواعها، وأساليب الإضحاك، ومشاهير الكوميديين.

الكوميديا: تاريخها وأنواعها

تُعد الكوميديا نوعًا من أنواع التمثيل، تُهدف إلى إحداث الشعور بالبهجة والسعادة لدى المشاهدين. نشأت الكوميديا في أوروبا القديمة من أغاني جماعية صاخبة، ومن الحوار الدائر بين الشخصيات التي أدت شعائر الخصوبة في أعياد الإله ديونيسيوس ببلاد اليونان، وهي الأعياد التي تمخض عنها فن الدراما.

تاريخ الكوميديا

تُعد مسرحيات أريستوفان من أروع الأمثلة على فن الكوميديا القديمة في اليونان. أما فن الكوميديا الحديثة فيمثله ميناندر، الذي نسج على منواله كل من بلاوتس وترنس.

في إنجلترا، اندمج التقليد الذي سارت عليه من استعمال الفصل الإضافي في أثناء المسرحية بالمسرحيات الكوميدية الكلاسيكية في الأدب اللاتيني، في القرن 16 حتى بلغت المسرحيات الكوميدية الرومانسية في عصر الملكة إليزابيث ذروتها على يد شكسبير.

في فرنسا، مزج موليير بين المسرحيات الكلاسيكية وما لها من تأثير، وبين المسرحيات التي أطلق عليها اسم “كوميديا الفن”.

أدت الحركة المعادية للمسرحية الكوميدية في إنجلترا في عصر “عودة الملكية” التي كان من أبرز كتابها كونجريف وويتشرلي، إلى ظهور الكوميديا التي تتسم بالإغراق في الانفعالات والعاطفة.

في أواخر القرن 18، ظهرت المسرحيات الكوميدية الساخرة على يد جولدسميث وشريدان، وتابع أوسكار وايلد كتابة المسرحيات الكوميدية التي تدور حول سلوك الناس وأخلاقهم، وذلك في القرن 19.

برز في كتابة الكوميديا الاجتماعية في العصر الحديث كل من بنيرو، وشو، وموم، ونويل كوارد. والكوميديا في أفلام التلفزيون أو السينما (دور الخيالة)، تكون به أحداث مضحكة أو نهاية سعيدة.

أنواع الكوميديا

تتعدد أنواع الكوميديا، ومنها:

  • الكوميديا التقليدية: تعتمد على المفاجئة وتغيير حجم أو موضع أو وظيفة ما يراد الضحك منه.
  • الكوميديا الرخيصة: يقوم فيها الكوميديون بأداء أعمال سخيفة مثل السقوط أو إحراج الآخرين.
  • كوميديا الوقوف: يقف فيها المؤدي الكوميدي أمام الناس ويخبرهم بالنكت والقصص المضحكة.
  • الكوميديا السوداء: تهتم بتقديم المواضيع المظلمة والخطيرة بطريقة مضحكة.

أساليب الإضحاك

يستخدم صانعو الضحك عادة طريقة مجربة لاستثارة الضحك عند الجماهير، تعتمد في جانب كبير على عنصر المفاجئة. هذه الطريقة التقليدية تستند على تغيير حجم أو موضع أو وظيفة ما يراد الضحك منه.

مثال: إخراج ممثل موزة بحجم عود الكبريت من جيبه يثير ضحك كثيرين، وهذا تغيير الحجم. ووضع موزة في رف مكتبة بجانب كتب مثير للضحك كما أن رؤية مراقب خط في مباراة يرفع موزة بدل الراية للتنبيه على حالة تسلل لاينكر أثره في مشاهدين كثر.

يمكن استخدام هذا الأسلوب بحرفية أكثر وبتركيب أحداث وإشغال المشاهد وجعله دائم الترقب وبتهيئته لفهم السياق لتفاجئه بمشهد يستخدم هذا الأسلوب مع ممثل يتجرعه الجمهور نخرج بنتيجة مرضية.

مشاهير الكوميديين

يعد ويليام شكسبير وموليير من بين المشاهير الذين كتبوا عروضًا كوميدية. عرفت الملهاة (الكوميديا) بأسماء مختلفة فالبعض سماها بالعبث وآخرين أسموها باقشمرة (كما في تركيا) حيث يسمى الممثل الكوميدي بالقشمر.

البدايات التاريخية للكوميديا

كانت البداية التاريخية للكوميديا في الإغريق، في أعياد الإله “ديونيسوس” الذي يعتبر إله الخصب والخمر. كانت تقام لهذا الإله عيدان، وقت زرع البذور ووقت حصاد العنب. إنها طقوس دينية لتمجيد هذا الإله وتقديم القربان.

في عيد الحصاد، تقدم الاحتفالات الحزينة لأن الإله سوف يموت مع الثمر. وفي أعياد الزرع، تكون الأحتفالات سعيدة لأن الإله سوف يحيا من جديد مع الزرع، لأنه إله الخصب.

في هذه الأعياد السعيدة يبدأ الناس في الغناء والسخرية وتبادل النكات البذيئة، والنساك كانوا يحملون شعار إله الخصب (عبارة عن عصا طويلة في نهايتها قضيب رجل (الجهاز التناسلي) للدلالة على الخصوبة) ومن هنا بدأت الملهاة (الكوميديا)، والتي تعني تفل العنب، لأن المحتفلون كانوا يضعون تفل العنب على وجوههم.

الكوميديا في الإسلام

تُعتبر الكوميديا في الإسلام مسموحة إذا كانت تُناسب الأخلاق والقيم الإسلامية، وذلك وفقاً لقول الله تعالى:

﴿ وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾

(سورة الإسراء: 53)

وهذا يعني أن على الإنسان أن يقول الكلام الحسن والجميل، وأن يبتعد عن الكلام الفاحش أو غير اللائق. وهذا ينطبق على الكوميديا أيضًا، فينبغي أن تكون مسلية دون أن تكون ضارة أو غير أخلاقية. وعلى الرغم من أن الكوميديا ​​قد تُستخدم للتسلية، فإنها يمكن أن تُستخدم أيضًا لنقل رسائل مهمة.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

“خيرُ الناسِ أنفعُهم للناسِ.”

(رواه أحمد و ابن ماجه)

وتُشير هذه الحديث إلى أن أفضل الناس هم أولئك الذين يفيدون الناس. ويمكن للكوميديا ​​أن تُستخدم لنشر الخير، وذلك من خلال مشاركة رسائل إيجابية أو نقد الظلم بطريقة ساخرة وتعليمية.

خلاصة

الكوميديا هي فن هامّ يعكس ثقافة الشعوب وتاريخها. يمكن للكوميديا أن تكون مسلية، ومُمتعة، ومُفيدة، ولكن يجب أن تتوافق مع القيم والأخلاق. ويجب الحرص على اختيار أنواع الكوميديا ​​التي تناسب العائلة والمجتمع.

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

بيت لحم: مدينة الميلاد المقدسة

المقال التالي

بيتزا البف باستري – وصفات لذيذة وسهلة

مقالات مشابهة