التوكل على الله: فهمه، تحقيقه، وثمراته

محتويات

فهم التوكل: لغةً واصطلاحًا

يُعرّف التوكل من زاويتين أساسيتين: اللغة والاصطلاح الشرعي. فكلاهما يُسهم في فهم دقيق لهذا المفهوم العظيم.

التوكل في اللغة العربية

اشتقّ مصطلح “التوكل” من الفعل “توكّل”، وهو يُشير إلى الاعتماد على غير الذات في إنجاز مهمة أو تحقيق هدف ما. فهو يُعبّر عن حالة من العجز الظاهر، واللجوء إلى جهة أخرى للتحقيق المطلوب. وقد فسّر الراغب الأصفهاني التوكل بأنه جعل شخص آخر نائباً عنك في مهمة ما.

التوكل اصطلاحًا عند الفقهاء

يختلف تعريف التوكل اصطلاحًا بين الفقهاء، إلا أن جوهره يتمحور حول الثقة المطلقة بالله تعالى، واليقين بأنّ قدره سبحانه وتعالى ماضٍ لا مُرَدّ له. وهذا لا يعني ترك الأسباب، بل هو التزام بسنة النبي ﷺ في الأخذ بالأسباب مع طمأنينة القلب بأن النفع والضرّ بيد الله وحده. بعضهم عّرف التوكل بأنه إزالة الخوف من قلوب العباد إلا من الله وحده، مع الاعتماد عليه في الرزق.

كيف نتحقق التوكل على الله؟

يتطلب تحقيق التوكل على الله جهداً ذاتياً وروحانياً. من أهم خطواته:

• معرفة الله تعالى وصفاته وقدراته والإيمان بها إيماناً جزيلاً.
• إثبات الأسباب وعدم إنكار تأثيرها مع اليقين بأن الله هو المُؤثّر الحقيقي.
• الرسوخ في التوحيد، فهو أساس التوكل الحقيقي.
• تفويض الأمور لله تعالى والاعتماد عليه كلياً.
• استسلام القلب لله تعالى، وخضوعه له، مع حسن الظن به.

ثمار التوكل على الله

التوكل على الله له ثمار عظيمة في الدنيا والآخرة، منها:

• محبة الله تعالى للعبد وكفايته وإعانته.
• جلب الرزق وفرج الهموم.
• الحفظ من الشرور والفتن.
• دخول الجنة ونيل الثواب العظيم.
• زيادة الإيمان والهداية إلى الصراط المستقيم.
• الرضا التام بقضاء الله وقدره.

أسباب ضعف التوكل

يُعيق بعض العوامل تحقيق التوكل الكامل، منها:

• التعلق المفرط بالأسباب المادية، والاعتقاد بأنها وحدها تُؤثّر في الحياة.
• الإعراض عن الأخذ بالأسباب، والاعتقاد بأنّ التوكل يستلزم تركها تماماً. وهذا خطأ.