البخل: تعريف، أنواع، أسباب، وعواقبه

بحث شامل في البخل، يشمل تعريفه اللغوي والاصطلاحي، وأنواعه المختلفة، وأسبابه، وعواقبه في الدنيا والآخرة، مع ذكر آيات قرآنية وأحاديث نبوية.

جدول المحتويات

الموضوعالرابط
ما هو البخل؟الفقرة الأولى
البخل مقابل الشحالفقرة الثانية
أشكال البخل المتعددةالفقرة الثالثة
ما الذي يدفع إلى البخل؟الفقرة الرابعة
عواقب البخلالفقرة الخامسة
المراجعالفقرة السادسة

مفهوم البخل

يُعرّف البخل لغوياً على أنه نقيض الكرم، وهو امتناع الإنسان عن إنفاق ما يملك. أما اصطلاحاً، فيتعدد تعريفه حسب العديد من الفقهاء. فقد عرّفه الأصفهاني بأنه إمساك ممتلكات الإنسان عن الأمور التي ليس له الحق في منعها. و عرّفه الجرجاني بأنه منع الإنسان المال عن نفسه. بينما عرّفه ابن حجر بأنه منع الإنسان لما يُطلب منه مما يمتلك، وشر البخل ما كان الطلب فيه مستحقاً، خاصةً إن كان من غير ماله. كما عرّفه الفيومي بأنه منع الواجب. و يُعرّف أيضاً بأنه منع ما لا يضر دفعه، ولا ينفعه إمساكة، أو منع الأمر الواجب. وقد وصف البعض البخل بأنه رؤية الإنسان للمال الذي يمسكه شرفاً، وللمال الذي ينفقه تلفاً. ويُعتبر إمساك المال الذي يجب بذله شرعاً، كزكاة المال، وهبات الأقارب، والجيران، والأصدقاء، من صور البخل.

مقارنة بين البخل والشح

يختلف البخل عن الشح في عدة جوانب. فالبخل هو كرم الإنسان على نفسه وبخل على غيره، بينما الشح هو البخل على النفس وعلى غيره على حد سواء. يُعد الشح أحد أشدّ درجات البخل، إذ يمتنع الشحيح عن الإنفاق حتى على من يستحق، دونما رحمة أو شفقة. فالبخيل قد يتجنب جمع الصدقة أو الإشراف عليها، بينما الشحيح أبعد من ذلك بكثير.

أنواع البخل المتنوعة

يتخذ البخل أشكالاً متعددة، منها: البخل بالمال، والذي ينقسم إلى بُخل الإنسان بماله على نفسه، وبُخل الإنسان بمال غيره على غيره، وبُخل الإنسان بمال غيره على نفسه، وهو أشنعها. ثم البخل بالنفس، وهو امتناع الإنسان عن بذل جهده في سبيل الله بسبب تعلقه بالدنيا. كما يوجد البخل بالجاه، وهو امتناع ذي منصب عن نفع المحتاجين، وعدم السعي في إصلاح ذات البين أو مساعدة الفقراء والضعفاء. وأخيرًا، البخل بالعلم، وهو أفظع أنواع البخل، حيث يمتنع صاحبه عن نشر علمه لمن يحتاجه، مخالفاً قول الله تعالى: ﴿الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا﴾ [النساء: 37]. أما البخل بالتصدق، فهو امتناع الإنسان عن التصدق إلاّ إذا نذر ذلك، والحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يأتي ابن آدم النذر بشيء لم يكن قدر له، ولكن يلقيه النذر إلى القدر قد قدر له، فيستخرج الله به من البخيل فيؤتيني عليه ما لم يكن يؤتيني عليه من قبل).

دوافع البخل

تتنوع أسباب البخل، فمنها حب المال وحِرْص الإنسان عليه، حيث يظن أن الخير في إمساك المال، غير مدرك أن النفع الحقيقي في إنفاقه، كما جاء في حديث عبدالله بن الشخير رضي الله عنه: (أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ: ألْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ. قال “يقول ابن آدم: مالي مالي” قال “وهل لك يا ابن آدم من مالك إلا ما أكلت فأفنيت أو لبست فأبليت أو تصدقت فأمضيت؟”). ومنها ضعف اليقين بالله عز وجل، فالله تعالى يبسط الرزق لمن يشاء، كما ورد في قوله تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [سورة سبأ]. كذلك، قد يكون البخل بسبب الخوف على الأبناء، أو الخوف من الفقر والأمل بالغنى، وهو مذموم في الإسلام، فالمؤمن يثق برزاقيته.

نتائج البخل

يُترتّب على البخل عواقب وخيمة، منها النفاق، كما وصف المنافقون في القرآن الكريم، وحرم الله عليهم التوبة إلى يوم الدين. كما يحرم البخل صاحبه من الأجر والثواب، ويُعيق توفيقه لفعل الخير، ويُعذب البخيل يوم القيامة بما اكتنز من مال، ويُحرم من جوار الله في الجنة.

المراجع

تم الاستعانة بمجموعة من المراجع في كتابة هذا المقال، بما في ذلك كتب التفسير وعلوم الحديث، ومواقع إسلامية موثوقة.

Total
0
Shares
المقال السابق

البحار المفتوحة على المحيطات: خصائصها وأمثلة عليها

المقال التالي

البدع: تعريفها، أنواعها، وأحكامها

مقالات مشابهة