الاستعاذة بالله وكظم الغيظ: سبيل للتغلب على الغضب

أدعية وأعمال مستحبة عند الشعور بالغضب، وكيفية التحكم في النفس، وما ورد في السنة النبوية المطهرة.

أدعية تقال عند الغضب

وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم العديد من الأدعية التي يستحب للمسلم أن يرددها عند الشعور بالغضب للتخلص من هذه الحالة. منها:

قال النبي -صلى الله عليه وسلم-:(إنِّي لَأَعْلَمُ كَلِمَةً لو قالَهَا ذَهَبَ عنْه ما يَجِدُ، لو قالَ: أعُوذُ باللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ، ذَهَبَ عنْه ما يَجِدُ).

وهذه الكلمة هي ما ينبغي للمسلم أن يقوله عند الغضب، لأن الشيطان هو المحرك الأساسي للغضب. والاستعاذة هنا تعني اللجوء إلى الله تعالى ليطرد الشيطان ويبعد كل أثر له. هذا الحديث يتعلق بالغضب في أمور الدنيا، وليس الغضب لله ولدينه.

أما الغضب عند رؤية ما يسيء إلى الله وإلى الدين، فهو غضب محمود، ويعتبر غيرة على الدين.

كما جاء في القرآن الكريم:

(وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّـهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ).

سؤال الحق عند الشعور بالغضب

من السنة النبوية أن يسأل المسلم ربه أن يوفقه لقول الحق والعدل عند الغضب، لكي لا يخرج منه قول باطل. وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم هذا الدعاء:

ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- طلبه من الله الرضا عند الغضب، إذ قال -عليه الصلاة والسلام-:(اللهمَّ إِنَّي أسألُكَ خشْيَتَكَ في الغيبِ والشهادَةِ، وأسألك كَلِمَةَ الْحَقِّ فِي الرِّضَا والغضَبِ).

في هذا الدعاء، يسأل النبي صلى الله عليه وسلم الله تعالى أن يوفقه لقول الحق سواء في الرضا أو الغضب، وأن يكون كلامه عادلاً ومنصفاً حتى في حالة الغضب، لأن الغضب قد يدفع الإنسان إلى قول ما يخالف الحقيقة.

وقد مدح الله تعالى في كتابه العزيز من يملك نفسه عند الغضب:

(وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ).

وهذا يدل على قوة إيمانهم وقدرتهم على التحكم في غضبهم.

تصرفات تهدئ الغضب

هناك عدة أمور يمكن للمسلم فعلها للتغلب على الغضب، ومنها:

  1. ذكر الله تعالى: عند الشعور بالغضب، يجب على المسلم أن يذكر الله ويخافه ويلجأ إليه، فبذكر الله يزول الغضب.
  2. التفكر في ثواب كظم الغيظ والتسامح: يتذكر المسلم الأحاديث التي تحث على كظم الغيظ والتسامح، وما أعده الله من ثواب وأجر عظيم لمن يفعل ذلك.
  3. تذكر عقاب الله: يتذكر المسلم أن الله قادر على أن يسلط عليه غضبه، فيخاف من غضب الله ويعفو عن غيره.
  4. التحذير من آثار العداوة: ينبه المسلم نفسه إلى أن الغضب والعداوة يدمران حياته ويجلبان له الشماتة من الآخرين.
  5. التحلي بأخلاق الأنبياء: يتذكر المسلم أخلاق الأنبياء من العفو والتسامح، ويتذكر صورته القبيحة عند الغضب.
  6. الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم: يلجأ إلى الله تعالى ويستعيذ به من الشيطان الرجيم.
  7. إدراك أن كل شيء بقضاء الله وقدره: يؤمن المسلم بأن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه.
  8. تذكر عاقبة الغضب الوخيمة: يتذكر المسلم أن الغضب قد يؤدي إلى الانتقام والندم.
  9. تغيير الحالة: إذا كان المسلم واقفاً فليجلس، وإذا كان جالساً فليضطجع، وعليه أن يتوضأ.
  10. تذكر أثر الغضب على العلاقات: يتذكر المسلم أن الغضب يبعد الناس عنه ويجعلهم ينفرون منه.
  11. تذكر الثواب المترتب على العفو: يتذكر المسلم الثواب الذي أعده الله للعافين عن الناس.

المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن سليمان بن صرد، الصفحة أو الرقم:3282، صحيح.
  2. أبمجدي بن عبدالوهاب الأحمد،شرح حصن المسلم من أذكار الكتاب والسنة، صفحة 280-281. بتصرّف.
  3. سورة فصلت، آية:36
  4. سعيد بن وهب القحطاني،الذكر والدعاء والعلاج بالرقي من الكتاب والسنة، صفحة 77. بتصرّف.
  5. رواه الألباني، في الكلم الطيب، عن عمار بن ياسر، الصفحة أو الرقم:106، صحيح.
  6. أبعبدالرزاق البدر،أذكار الطهارة والصلاة، صفحة 101. بتصرّف.
  7. سورة الشورى، آية:37
  8. مجموعة من المؤلفين،نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم، صفحة 5078. بتصرّف.
Total
0
Shares
المقال السابق

أدعية السفر والرجوع منه: زاد المسافر

المقال التالي

أدعية الفجر الوجيزة: مجموعة منتقاة

مقالات مشابهة