الأساليب البلاغية في قصيدة حديقة الغروب لغازي القصيبي

اكتشف الأساليب البلاغية في قصيدة حديقة الغروب للشاعر غازي القصيبي، بما في ذلك التشبيه، الاستعارة، الكناية، والطباق. تعرف على معاني القصيدة وأهميتها الأدبية.

جدول المحتويات

مقدمة عن قصيدة حديقة الغروب

قصيدة “حديقة الغروب” للشاعر السعودي غازي القصيبي تعتبر من أبرز الأعمال الأدبية التي تعكس حالة الحزن والألم التي عاشها الشاعر. كتب القصيبي هذه القصيدة في مرحلة متأخرة من حياته، حيث يعبر فيها عن أسفه على ما فات من عمره وحنينه إلى الماضي. القصيدة مليئة بالصور البلاغية التي تعكس عمق المشاعر والأفكار التي أراد الشاعر إيصالها.

التشبيه في القصيدة

يستخدم القصيبي التشبيه بكثرة في قصيدته “حديقة الغروب” لنقل مشاعر الحزن والألم. في أحد الأبيات، يشبه الشاعر نفسه بالشبح الذي يهيم بين الأغلال والأسوار، مما يعكس شعوره بالضياع وعدم الوضوح. هذا التشبيه يعبر عن حالة الشاعر النفسية التي يعيشها، حيث يشعر بأنه خيال يتحرك دون هدف أو اتجاه.

ماذا تريدين مني؟! إنَّني شَبَحٌ
يهيمُ ما بين أغلالٍ وأسوارِ

الاستعارة في القصيدة

تظهر الاستعارة المكنية بشكل واضح في القصيدة، حيث يشبه الشاعر الورد بالإنسان الذي يبكي بحزن وأسف. من خلال حذف المشبه به (الإنسان) والإبقاء على لوازمه (البكاء)، يعبر الشاعر عن حالة الحزن التي تعيشها حديقة عمره في وقت الغروب. كما يشبه الأغصان بجسم الإنسان الذي يتغير لونه من شدة الألم، مما يعكس حالة الشحوب والضعف التي تعيشها الحديقة.

هذي حديقة عمري في الغروب.. كما
رأيتِ… مرعى خريفٍ جائعٍ ضارِ
الطيرُ هَاجَرَ.. والأغصانُ شاحبةٌ
والوردُ أطرقَ يبكي عهد آذارِ

الكناية في القصيدة

تستخدم الكناية في القصيدة للتعبير عن الأمانة والوفاء. في أحد الأبيات، يقول الشاعر: “وكان يحمل في أضلاعه داري”، حيث يشير إلى أن قلبه يحمل الدار والأحباء. كما يستخدم الشاعر الكناية في عبارة “لم أبع قلمي” للتعبير عن وفائه لوطنه واحترامه لمبادئه التي نشأ عليها.

وكان يأوي إلى قلبي.. ويسكنه
وكان يحمل في أضلاعهِ داري
يا بلاداً نذرت العمر.. زَهرتَه
لعزّها!… دُمتِ!… إني حان إبحاري

الطباق في القصيدة

يظهر الطباق في القصيدة من خلال استخدام لفظتي “إسراري” و”إعلاني”، حيث يعبر الشاعر عن صراعه الداخلي بين ما يخفيه في قلبه وما يعلنه للعالم. هذا التضاد يعكس حالة الشاعر النفسية التي يعيشها، حيث يشعر بالتناقض بين ما يريد قوله وما يمكنه قوله.

يا عالم الغيبِ! ذنبي أنتَ تعرفُه
وأنت تعلمُ إعلاني.. وإسراري

خاتمة حول القصيدة

قصيدة “حديقة الغروب” للشاعر غازي القصيبي تعتبر نموذجًا رائعًا للأدب العربي الحديث، حيث تجمع بين العمق الفكري والجمال البلاغي. من خلال استخدام التشبيه، الاستعارة، الكناية، والطباق، يعبر الشاعر عن مشاعر الحزن والألم التي يعيشها، مما يجعل القصيدة تحفة أدبية تستحق الدراسة والتحليل.

المراجع

  • “حديقة الغروب”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 20/2/2022.
  • “تعريف معنى شبح”، معجم المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 20/2/2022.
  • “تعريف خريف العمر”، معجم المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 20/2/2022.
  • “ديوان غازي القصيبي”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 13/2/2022.
  • غازي القصيبي، سيرة شعرية، صفحة 212.
Total
0
Shares
المقال السابق

الأساليب البلاغية في قصيدة بان الخليط للشاعر جرير

المقال التالي

الأساليب البلاغية في قصيدة قذى بعينك للخنساء

مقالات مشابهة