أهمية التسامح في بناء مجتمعات مزدهرة

استكشاف مفهوم التسامح، دوره في بناء مجتمعات قوية، أهميته على الصعيد الفردي، وأمثلة من الإسلام.

المحتويات

الموضوعالرابط
تعريف التسامحالفقرة الأولى
أثر التسامح على ازدهار المجتمعاتالفقرة الثانية
فوائد التسامح على الفردالفقرة الثالثة
التسامح في الإسلامالفقرة الرابعة
المراجعالفقرة الخامسة

ما هو التسامح؟

في اللغة، يُشير التسامح إلى التساهل واللين، وهو مُشتق من “المساهلة”.[1] أما اصطلاحًا، فيعني التسامح العفو عند القدرة، والإحسان، والصفح عن الآخرين. يُقابِل التسامح التعصب والغلو. وقد حثّ عليه النبي الكريم -عليه الصلاة والسلام- بقوله: (رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا سَمْحًا إذا باعَ، وإذا اشْتَرَى، وإذا اقْتَضَى).[2][1]

التسامح ركيزة بناء مجتمعات قوية

حثّ الإسلام على التسامح والعفو قدر الإمكان، فهو فضيلة أخلاقية عظيمة تُفيد الفرد والمجتمع على حد سواء. يُسهم التسامح في إزالة الحقد والكراهية، ويبني مجتمعًا قائمًا على الأخوة في الله تعالى.[3] حتى في المواقف الصعبة كالقِصاص، يُشجّع الإسلام على التسامح، فالله تعالى يقول: (وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا ۖ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ).[4][3]

يُعدّ التسامح بين أفراد المجتمع مفتاحًا لتمكين كل فرد من استخدام طاقاته وقدراته لتحسين حياته، ليكون مواطنًا مخلصًا لوطنه، قادرًا على التضحية من أجله. أما الغلو وعدم التسامح، فيُضعفان الدولة ويجعلها عرضة للسقوط. فالمجتمع القائم على الغلو والتعصب لا يدوم. لا يُمكن تحقيق السلام إلا بالتخلي عن الكراهية والسعي لفهم بعضنا البعض، بعيدًا عن التمييز والعنف. يكسر التسامح الحواجز، ويُمكّن المجتمع من التفكير بشكل أوسع، والعيش بسلام وسعادة.

أهمية التسامح في حياة الفرد

التسامح يجلب السعادة والهناء والعيش الكريم.[5] يُكسِبُ المتسامح محبة الناس وثقتهم، فهو تغاضٍ عن السيئات، مما يُسهل العلاقات ويسودها الحب.[5] يحظى المتسامح بالخير الكثير في الدنيا، لأن الناس يُحبون الاختلاط بأصحاب القلوب الرقيقة.[5] كما ينال رضا الله تعالى في الدنيا والآخرة.[5] وحب الرسول -عليه الصلاة والسلام- له يؤدي إلى نيل شفاعته يوم القيامة.[6] وهو امتثال لأوامر الله تعالى وطلب المغفرة منه.[6] كما يُعتبر علامة مميزة لصاحب الوجه المتسامح في الآخرة.[6]

صور التسامح في الإسلام

كما ذكرنا، التسامح هو اللين والتساهل. ومن صور التسامح في الإسلام:[7]

  • تخفيف التيمم للمُصلّي عند عدم توفر الماء، سواءً في السفر أو الحضر، وكذلك في المرض.
  • قصر الصلاة للمسافر، وجمعها في حالة البرد والمطر الشديدين.
  • التخفيف في الأحكام الشرعية عبر النسخ وغيره، مثل تخفيف عدد الصلوات من خمسين إلى خمس.
  • جبر الركعات الناقصة بسجود السهو.
  • فرضية الحج مرة واحدة فقط لكل مسلم ومسلمة.

المصادر

  1. أبشوقي أبو ضيف، التسامح في الإسلام، صفحة 47. بتصرّف.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم:2076، صحيح.
  3. أبمقداد يالجن، علم الأخلاق الإسلامية، صفحة 110. بتصرّف.
  4. سورة الشورى، آية:40
  5. بتثمجموعة من المؤلفين، موسوعة الأخلاق الإسلامية الدرر السنية، صفحة 265. بتصرّف.
  6. بتجموعة من المؤلفين، نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم، صفحة 2298. بتصرّف.
  7. “التسامح مظاهره وآثاره”، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 14/1/2022. بتصرّف.
Total
0
Shares
المقال السابق

البلدية: شريان الحياة المحلية

المقال التالي

مكافحة العنف المدرسي: دور التربية والتعليم

مقالات مشابهة