محتويات
- الشرك الأصغر: تعريف ودلالات
- أمثلة على الشرك الأصغر من أقوال وأفعال
- الفرق بين الشرك الأصغر والأكبر
- الوقاية من الوقوع في الشرك الأصغر
الشرك الأصغر: تعريف ودلالات
يُعدّ الشرك بالله من أخطر الذنوب، لما فيه من ظلمٍ عظيمٍ لله عز وجل. ينقسم الشرك إلى شرك أكبر وشرك أصغر. يُعتبر الشرك الأصغر نوعًا من الذنوب التي لا تخرج من الملة، إلا أنه ينقص من ثواب العمل وربما يُبطله كليةً إذا غلب على نيّة العبد. يُمثل الشرك الأصغر إعاقةً لِكمال التوحيد، وهو نقص في الإخلاص لله سبحانه وتعالى.
أمثلة على الشرك الأصغر من أقوال وأفعال
يوجد العديد من الأمثلة على الشرك الأصغر، نذكر منها:
العمل لغير وجه الله:
العمل الذي لا يُخلص فيه النية لله وحده، بل يُراد به الرياء وطلب مدح الناس، يُعتبر من الشرك الأصغر. فالله -تعالى- لا يقبل إلا العمل الخالص له. كما جاء في الحديث الشريف: (إذا جمع الله الناس يوم القيامة ليوم لا ريب فيه، نادى مناد: من كان أشرك في عمل عمله لله أحدا فليطلب ثوابه من عند غير الله، فإن الله أغنى الشركاء عن الشرك). [٢]
التطيّر:
التشاؤم والاعتقاد بأنّ بعض الأحداث أو الأشياء تحمل شؤمًا، وهو من أسباب عدم التوكل على الله. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:(من ردّته الطيرة عن حاجته فقد أشرك، قالوا: يا رسول الله وما كفارته؟ قال: يقول: اللهم لا طير إلا طيرك، ولا خير إلا خيرك، ولا إله غيرك). [٤]
التكبّر:
التكبّر على الناس واحتقارهم، والتعظم عليهم، يُعدّ من الشرك الأصغر. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:(لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر). [٦]
سبّ الدهر:
سبّ الأيام والسنين، مع الاعتقاد بأنّها سببٌ لما يصيب الإنسان من خير أو شرّ، يُعتبر من الشرك الأصغر. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:(لا يسبّ أحدكم الدهر، فإن الله هو الدهر). [٩]
الاستسقاء بالنجوم:
الاستسقاء بالنجوم من العادات الجاهلية، وهو نسبة نزول المطر إلى النجوم والكواكب. قال رسول الله -صلى عليه وسلم-:(أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن: الفخر في الأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم، والنياحة). [١٠]
قول لولا الله وفلان:
مثل قول: “لولا فلان” أو “لولا الله وفلان”. وهذا يُعدّ نوعًا من الشرك الأصغر، كما فسّر ذلك ابن عباس رضي الله عنه. [١٣]
الحلف بغير الله:
الحلف بغير الله، مثل الحلف بالنبي -صلى الله عليه وسلم- أو الكعبة، أو غيرها، محرم. فلا يجوز الحلف إلا بالله عز وجل. [١٤، ١٥]
قول ما شاء الله وشئت:
قول “ما شاء الله وشئت” يُعدّ من الشرك الأصغر، والصحيح قول: “ما شاء الله وحده”. [١٦، ١٧]
الرياء:
العمل الذي يُراد به الرياء وطلب مدح الناس، حتى وإن كان ظاهره عبادة لله، يُعدّ من الشرك الأصغر. قال رسول الله -صلى الله وسلم-:(أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر، فسئل عنه فقال: الرياء). [١٨]
الفرق بين الشرك الأصغر والأكبر
يختلف الشرك الأكبر عن الأصغر من عدة جوانب: الشرك الأكبر مخرجٌ من الإسلام، بينما الشرك الأصغر لا يُخرج من الملة. الشرك الأكبر لا يغفره الله إلا بالتوبة، بينما الشرك الأصغر قد يُغفر. الشرك الأكبر يُحبط العمل، بينما الشرك الأصغر لا يُحبطه بالضرورة. الشرك الأكبر يُوجب الخلود في النار، بينما الشرك الأصغر لا يُوجب ذلك.
الوقاية من الوقوع في الشرك الأصغر
لتجنب الوقوع في الشرك الأصغر، ينبغي على المسلم أن يُخلص نيّته لله في جميع أعماله، وأن يتوكل عليه في جميع أموره، وأن يتجنب الرياء والتكبّر، وأن يلتزم بسنة النبي -صلى الله عليه وسلم- في أقواله وأفعاله.