آية (نساؤكم حرث لكم): أسباب نزولها، تفسيرها، وأحكامها

بحث شامل في آية (نساؤكم حرث لكم) من القرآن الكريم، يشمل أسباب نزولها، تفسيراتها، والأحكام الشرعية المستنبطة منها مع المراجع الدقيقة.

فهم آية “نساؤكم حرث لكم”

تُعدّ آية “نساؤكم حرث لكم فأتو حرثكم أنى شئتم وقدّموا لأنفسكم واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين” (سورة البقرة، آية 223) من الآيات التي أثارت الكثير من البحث والتفاسير. سنتناول في هذا المقال أسباب نزولها، تفسيرها المفصل، والأحكام الفقهية المستنبطة منها.

أقوال العلماء في سبب نزول الآية

تعددت الروايات حول سبب نزول هذه الآية الكريمة، ونذكر منها ما يلي:

  1. الرواية الأولى: تُشير هذه الرواية إلى أن نزول الآية كان ردًا على ادعاء اليهود بأن الجماع من الدبر يؤدي إلى ولادة أطفال مشوهين. روى جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- قائلاً: “(كانت اليهود تقول: إذا جامعها من ورائها جاء الولد أحول، فنَزَلَتْ: (نساؤكم حرث لكم فأتو حرثكم أنى شئتم)).”
  2. الرواية الثانية: تروي هذه الرواية قصة رجلٍ في عهد الرسول -صلى الله عليه وسلم- شعر بالحرج الشديد بعد جماع زوجته من الدبر، فأنزل الله -عز وجل- هذه الآية لتوضيح الحكم الشرعي.
  3. الرواية الثالثة: تذكر هذه الرواية أن بعض اليهود كانوا يرون تحريم الجماع إلاّ بالوضعية المعروفة (الاستلقاء)، فأنزل الله -تعالى- هذه الآية ليبيّن الحلّ الشرعي.

تفسير الآية الكريمة

يُفسّر العلماء تشبيه الزوجات بـ”حرث” على أنه تشبيه يدل على أهمية الزوجة في إدامة النّسل وتكوين الأسرة، كالأرض التي تُزرع وتُنتج. فكلاهما وسيلةٌ لبقاءِ الإنسانِ. رحم المرأة يُشبهُ الأرضَ التي تُلقى فيها النطفةُ، وتنمو وتتكون فيها الحياة.

أما الجزء الثاني من الآية “فأتوا حرثكم أنى شئتم” فيشير إلى إباحة الجماع بأيّ طريقةٍ شرعيةٍ، مع التأكيد على أن يكون الجماع في القبل، مُحَرِّماً مُطلقاً الجماع من الدبر.

الآية تُكملُ بأمرٍ بالعمل الصالح، والتقوى، والإعداد لليوم الآخِر، ثمّ تبشرُ المؤمنين بِبشارةٍ طيبة.

الأحكام الشرعية المستفادة

من خلال دراسة هذه الآية الكريمة، يمكن استنتاج عدد من الأحكام الفقهية الهامة:

  1. إباحة الجماع بالقبل: أباح الإسلامُ الجماعَ معَ الزوجةِ بأيّةِ طريقةٍ شرعيةٍ يُريدُها الزوجُ، معَ التأكيدِ على أن يكون الإيلاج في القبل.
  2. تحريمُ الجماع من الدبر: حرم الإسلامُ جماعَ الدبر، وهو من كبائر الذنوب، كما جاء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: “من أتى كاهنًا فصدّقه بما يقول أو أتى امرأة حائضًا أو أتى امرأة في دبرها فقد برئ مما أنزل الله على محمد”.

المراجع

المصادر والمراجع التي اعتمد عليها في هذا المقال:

  1. سورة البقرة، آية 223.
  2. صحيح البخاري.
  3. صحيح أبي داوود.
  4. {/* Add other relevant references here */}

جدول المحتويات

الموضوعالرابط
فهم آية “نساؤكم حرث لكم”#فهم-آية-نساؤكم-حرث-لكم
أقوال العلماء في سبب نزول الآية#أقوال-العلماء-في-سبب-نزول-الآية
تفسير الآية الكريمة#تفسير-الآية-الكريمة
الأحكام الشرعية المستفادة#الأحكام-الشرعية-المستفادة
المراجع#المراجع
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

نزول آية (من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى): سياقها وتفسيرها ودروسها

المقال التالي

فهم آية (وإنك لعلى خلق عظيم): سياقها، تفسيرها، وأثرها

مقالات مشابهة

النظرة الشرعية لقراءة الطالع الفلكي

ما هو الحكم الشرعي لقراءة الأبراج مع الإيمان بما تقوله؟ وماذا عن قراءتها بدون تصديق؟ وهل يختلف الحكم إذا كان القارئ جاهلًا بالحكم الشرعي؟ تعرف على آراء العلماء والأدلة الشرعية.
إقرأ المزيد