جدول المحتويات
- الإغتسال والتطيّب
- الإكثار من التكبير
- العبادات في يوم العيد
- التزاور بين الناس
- تناول الطعام
- إظهار البشاشة والفرح
الإغتسال والتطيّب
من السنن المستحبة في عيد الفطر أن يغتسل المسلم ويتطيّب، وكذلك فعل رسول الله ﷺ والسلف الصالح. يفضل أن يكون الاغتسال قبل فجر العيد، ليكون قريباً من وقت الصلاة. بعد الاغتسال، يُفضل أن يلبس المسلم أحسن ثيابه ويتطيّب. لا ينحصر هذا الأمر على من يريد الصلاة، بل يُشجّع على فعل ذلك من قبل جميع الناس، لأنّ العيد يوم فرح وسرور وزينة.
الإكثار من التكبير
من سنن العيدين، أن يُكبّر المسلمون جهراً في العيدين، وذلك بكلّ الأزمنة والأمكنة. يُكبّر كلُّ مسلمٍ لوحدهِ، وتحرص النساء على عدم التكبير بوجود الرجال. يبدأ وقت التكبير في عيد الفطر من أوّل ليلتهِ حتى أداء صلاة العيد، وفي عيد الأضحى من الأوّل من ذي الحجّة إلى اليوم الثّالث عشر من ذات الشّهر. التكبير في العيدين يُعبّر عن تعظيم الله تعالى، وثناءٍ عليه، وامتثالاً لأوامره واجتناباً لنواهيه.
العبادات في يوم العيد
شرعت صلاة العيد في السّنة الأولى من الهجرة، وثبت بالتواتر أن النبي ﷺ كان يُصلّيها. وثبتت مشروعيّتها في القرآن الكريم والسّنة الشريفة والإجماع. من الأدلة عليها قوله تعالى:
> (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ). [سورة البقرة، آية: 185]
وقوله تعالى:
> (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ). [سورة الكوثر، آية: 2]
من سنن العيد، أن يذهب المسلم يوم العيد إلى المصلّى من طريقٍ، ويعود لمنزله من طريقٍ آخر. يُعدّ أداء صلاة العيد في المصلّى سنّةً، ولا يمنع ذلك من أدائها في المسجد. يخرج جميع المسلمين للصلاة، من الرجال والنساء والأطفال، حتى الحائض من النساء. يسنّ الاستماع إلى خطبة العيد بعد أداء الصلاة.
يجب على المسلم إخراج زكاة الفطر قبل صلاة العيد. فإن أخرجها بعدها بغير عذرٍ أثِم. وإنْ كان تأخيره لإخراجها بعذرٍ لم يأثم ولكن عليه قضاؤها. تُعدّ زكاة الفطر صدقة من الصدقات العاديَّة. شرعها الله تعالى طهرة للصّائم، وطُعمةً للفقراء والمساكين. يُخرجها المسلمون جميعهم عن أنفسهم وعمّن تجب عليهم نفقتهم. ويُستحبّ إخراجها عن الجنين في بطن أمّه أيضاً. يبدأ وقت إخراجها بغروب شمس ليلة العيد إلى ما قبل صلاة العيد. ويجوز إخراجها قبل العيد بيومٍ أو يومين. مقدارها صاعٌ، وهو ما يُعادل 2.40 كيلو جراماً من طعام أهل البلد، كالقمح أو الأرز أو الشعير وغيره.
التزاور بين الناس
من آداب العيد، أن يتزاور النّاس في العيد ويتبادلون التّهاني والفرح والسّرور. اعتاد النّاس على ذلك في كلّ عيدٍ حتى قبل مجيء الإسلام، لكنّهم كانوا يقومون بذلك بناءً على عادات الجاهليّة والوثنيّة. جاء الإسلام وشرّع العيدين وربطهما بعباداتٍ يقومون بها.
روى عن عائشة رضي الله عنها عن رسول الله ﷺ، قالت:
> (دَخَلَ عَلَيَّ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وعِندِي جارِيَتانِ تُغَنِّيانِ بغِناءِ بُعاثَ، فاضْطَجَعَ علَى الفِراشِ، وحَوَّلَ وجْهَهُ، ودَخَلَ أبو بَكْرٍ، فانْتَهَرَنِي وقالَ: مِزْمارَةُ الشَّيْطانِ عِنْدَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأقْبَلَ عليه رَسولُ اللَّهِ عليه السَّلامُ فقالَ: دَعْهُما، فَلَمَّا غَفَلَ غَمَزْتُهُما فَخَرَجَتا، وكانَ يَومَ عِيدٍ). [صحيح البخاري، رقم: 949]
الشّاهد من الحديث أنّ أبا بكر رضي الله عنه لما دخل على رسول الله ﷺ كان زائراً له.
يدخل في ذلك صلة الرحم، والإحسان إلى الفقراء والمساكين. وتّهاني العيد جائزةٌ باتّفاق المذاهب، بقول المسلم لأخيه المسلم: “تقبّل الله منّنا ومنك”.
تناول الطعام
من سنن عيد الفطر الأكل قبل الخروج إلى الصّلاة. وقد جاء ذلك عن رسول الله ﷺ، روى بريدة:
> (كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لا يَغْدو يَومَ الفِطْرِ حتى يَأكُلَ، ولا يَأكُلُ يَومَ الأضْحى حتى يَرجِعَ، فيَأكُلَ مِن أُضحِيَّتِه). [تخريج المسند، رقم: 22984]
كان رسول الله ﷺ يحرص أن يأكل بضع تمراتٍ بعددٍ فرديٍّ.
الحكمة من الأكل قبل الصّلاة، كي لا يعتقد المسلمون وجوب الصّيام إلى ما بعد صلاة العيد. وقيل إنّ العيد جاء مكافأةً من الله تعالى لعباده على عبادة الصّوم، فاستُحِبّ التّعجيل في الفطر.
إظهار البشاشة والفرح
يسنّ للمسلم أن يُظهر الفرح والسّعادة لقدوم العيد، ومن ذلك ارتداء الجديد من الثّياب. يسنّ في ملابس العيد أن تكون جديدة ما أمكن. وإلّا فيحرص المسلم على أن يختار الأحسن من ثيابه ويلبسها. ذلك ليُظهر الفرح والسّرور بقدوم العيد، وإظهاراً لنعمة الله تعالى عليه. روى عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال:
> (أَخَذَ عُمَرُ جُبَّةً مِن إسْتَبْرَقٍ تُباعُ في السُّوقِ، فأخَذَها، فأتَى بها رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، ابْتَعْ هذِه تَجَمَّلْ بها لِلْعِيدِ والوُفُودِ). [صحيح البخاري، رقم: 948]
رفضها رسول الله ﷺ واستبدلها بأخرى مصنوعةً من الديباج، لأنّ الحرير محرمٌ في اللِّباس على الرِّجال.
من المستحبّ أن يَظهر الفرح والسّرور طيلة أيّام العيد. قال رسول الله ﷺ:
> (يا أبَا بَكْرٍ، إنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا وهذا عِيدُنَا). [صحيح البخاري، رقم: 952]
يُعدّ هذا شعيرةً من شعائر الدّين الإسلامي. على هذا كان يسير الصّحابة رضي الله عليهم.