وقائع غزوة الأحزاب: حصاره ونتائجه وعبره

محتويات

• أحداث غزوة الأحزاب: تحالف الأعداء
• مصير بني قريظة بعد الغزوة
• العبر والدروس المستفادة
• المراجع

أحداث غزوة الأحزاب: تحالف الأعداء

بدأت غزوة الأحزاب بتحالفٍ خطيرٍ ضدّ المسلمين. وقد سعى نفرٌ من يهود بني النضير، منهم حيي بن أخطب وسلامة بن الحقيق، إلى إثارة قريش وحشدها ضدّ النبي ﷺ والمسلمين. وقد وعد اليهود قريشاً بالدعم والمساندة، ثمّ توجهوا إلى بني غطفان، ووعدوهم بحصاد خيبر لمدة عام كامل مقابل مشاركتهم في الحرب. هكذا، اجتمعت الأحزاب على حصار المدينة المنورة، وجمعوا جيشاً ضخماً بلغ عدده عشرة آلاف مقاتل. عند سماعه بهذا الخبر، استشار النبي ﷺ الصحابة في كيفية التصدي لهذا الخطر.

اقترح سلمان الفارسي حفر خندقٍ حول المدينة لحمايتها، وقد لاقى هذا الاقتراح إعجاب النبي ﷺ والمسلمين. فشرعوا بحفر الخندق، وقد شارك في هذا العمل جيشٌ من ثلاثة آلاف مقاتل. عند وصول الأحزاب إلى المدينة، فوجئوا بالخندق الذي أحاط بها، وهو ما حال دون اختراقهم لها بسهولة. لم يتمكن المشركون من اجتياز الخندق إلا في نقاط ضيقة، إلا أنّ المسلمين تصدوا لهم بشجاعة، وقد تمكن علي بن أبي طالب رضي الله عنه من قتل عمرو بن عبدود، أحد فرسان قريش.

اشتدّ الحصار، وتفاقمت الأوضاع عندما نقض يهود بني قريظة عهدهم مع النبي ﷺ. أرسل النبي ﷺ مئتي رجل مع سلمة بن أسلم، وثلاثمائة مع زيد بن حارثة لحماية المدينة. حاول النبي ﷺ التفاوض مع قادة غطفان للرجوع عن الحصار مقابل حصة من ثمار المدينة، لكنّ الصحابة رفضوا أيّ تنازل للأعداء. ثمّ جاءت بشرى النصر عندما أسلم نعيم بن مسعود الغطفاني، وأحدث الخلاف بين قبائل الأحزاب، وأرسل الله رياحاً عاتيةً زرعت الرعب في قلوبهم، فانكفأوا عن الحصار مهزومين، وكفى الله المؤمنين شر القتال.

مصير بني قريظة بعد الغزوة

بعد انتهاء حصار الأحزاب، توجه النبي ﷺ إلى بني قريظة، وحاصرهم حصاراً شديداً استمرّ لأيامٍ عدة. انتهى الحصار باستسلام اليهود، وقبولهم بحكم سعد بن معاذ الذي قضى بقتل الرجال وأسر النساء والأطفال. نفذ المسلمون الحكم، وأصبح هذا الحدث درساً قاسياً لكنه ضرورياً في سياق ذلك الزمن.

العبر والدروس المستفادة من غزوة الأحزاب

تُعدّ غزوة الأحزاب من أهمّ الغزوات في التاريخ الإسلامي، وتحمل في طياتها العديد من الدروس والعبر. منها تبشير النبي ﷺ المسلمين بالنصر حتى في أصعب الظروف، فعندما كان يحفر الخندق، بشرهم بفتح بلاد فارس والروم وبلاد الحبشة. كما تبرز الغزوة أهمية العلاقة بين القائد وجنوده، وكرامة المجاهدين وبركة الجهاد في سبيل الله تعالى.

المراجع

المصادر: